يوم 22 حزيران/يونيو 1941، أعطى أدولف هتلر الضوء الأخضر لقواته لبدء تدخلهم بالأراضي السوفيتية منتهكا بذلك اتفاقية عدم الاعتداء التي وقعتها برلين مع موسكو خلال شهر آب/أغسطس 1939، ومع بداية هذا الهجوم الألماني الملقب بعملية بربروسا، تكبد السوفيت خسائر جسيمة حيث عجزت قوات الجيش الأحمر عن صد تقدم آلة الحرب الألمانية.
وفي خضم هذا النزاع الألماني السوفيتي على الجبهة الشرقية، وجد العديد من القادة السوفيت المستقبليين أنفسهم على جبهات القتال. وإضافة لنيكيتا خروتشوف (Nikita Khrushchev)، جنّد كل من ليونيد برجنيف (Leonid Brezhnev) ويوري أندروبوف (Yuri Andropov) ضمن القوات التي كلفت بالدفاع عن الأراضي السوفيتية.
بيسار الصورة ليونيد بريجنيف بثياب عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية
خلال العام 1964، استلم ليونيد بريجنيف قيادة الاتحاد السوفيتي عقب نجاحه في إزاحة نيكيتا خروتشوف. وقد استمرت فترة حكم بريجنيف لحدود العام 1982 حيث فارق الأخير الحياة حينها تاركا المنصب ليوري أندروبوف. إلى ذلك، وصفت فترة حكم بريجنيف بفترة الركود حيث اتسعت الفجوة العلمية والاجتماعية بشكل سريع بين المعسكرين الشرقي والغربي.
صورة لنيكيتا خروتشوف
وكغيره من المسؤولين العاديين بالحزب، أجبر بريجنيف على الالتحاق بالجيش السوفيتي عقب بداية عملية بربروسا يوم 22 حزيران/يونيو 1941. وفي البداية، كلف بريجنيف، رفقة زملائه، بالإشراف على عملية نقل المصانع السوفيتية بدنيبروبتروفسك (Dnipropetrovsk) نحو الشرق السوفيتي قبل وقوعها بقبضة الألمان أواخر آب/أغسطس من العام نفسه. وبحلول تشرين الأول/أكتوبر، أصبح بريجنيف مفوضا سياسيا بالجيش برتبة كولونيل وعيّن بمنصب هام بالجبهة الجنوبية.
صورة التقطت عام 1972 لبريجنيف
مع نجاح الألمان في احتلال الأراضي الأوكرانية، أرسل بريجنيف نحو جبهة القوقاز. وبدعم من خروتشوف، أصبح بريجنيف عام 1943 رئيس المكتب السياسي للجيش الثامن عشر السوفيتي الذي سرعان ما ضم للجبهة الأوكرانية الأولى. ومع نهاية الحرب على الساحة الأوروبية، حصل بريجنيف على منصب المفوض السياسي للجبهة الأوكرانية الرابعة التي دخلت قواتها العاصمة التشيكوسلوفاكية براغ عقب استسلام الأمان خلال شهر أيار/مايو 1945.
بريجنيف بالحرب العالمية الثانية
خلافا لليونيد بريجنيف، لم يتواجد يوري أندروبوف على جبهات القتال بالحرب العالمية الثانية. فبسبب معاناته من مرض السكري ومشاكل بالنظر والكليتين، شطب اسم الأخير من السجلات العسكرية عام 1936. عقب نهاية حرب الشتاء، أرسل يوري أندروبوف عام 1940 نحو الجمهورية الكريلية الفنلندية السوفيتية الاشتراكية، التي تكونت من الأراضي الفنلندية التي احتلها السوفيت، للإشراف على مهمة تكوين الشباب الشيوعيين بالمنطقة.
صورة ليوري أندروبوف
مع تجدد المعارك بين الفنلنديين، المدعومين من الألمان، والقوات السوفيتية بالمنطقة، تكفل أندروبوف بمهمة انتداب وتكوين الشباب الشيوعيين ضمن حركات المقاومة التي حملت السلاح بوجه الفنلنديين والألمان. فضلا عن ذلك، لم يتردد الأخير في إنشاء شبكة تجسس خاصة به تكفلت بنقل المعلومات حول المنطقة للقيادة العسكرية السوفيتية. وبفضل مجهوداته، حصل يوري أندروبوف على وسام الراية الحمراء السوفيتي تزامنا مع مباركة القيادة السوفيتية لجهوده التي وصفت بالجبارة في مواجهة التقدم الفنلندي الألماني.
صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين
بداية من العام 1944، كرّس يوري أندروبوف مسيرته للعمل الحزبي واتجه للدراسة بجامعة بيتروزافودسك (Petrozavodsk) السوفيتية. وعام 1947، انتخب الأخير سكرتيرا ثانيا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي بالجمهورية الكريلية الفنلندية السوفيتية الاشتراكية.