في موقف لا يمكن تصوره، واصل موظفون في مركز اتصالات بالعاصمة الإسبانية، الرد على الهواتف لمدة ساعتين وأربعين دقيقة في نفس الغرفة التي سقطت فيها زميلتهم جثة هامدة. ووقع الحادث، يوم الثلاثاء الماضي عندما سقطت الموظفة في مكتب "كونيكتا" وتدعى "إنما" (57 عاما)، فجأة مصابة بنوبة قلبية غير معروفة الأسباب.
الجثة على الأرض.. وكأن شيئاً لم يكن
كما جرى إعلان وفاة "إنما" التي كانت تعمل بالشركة منذ 15 عاماً، بعد نصف ساعة من تلقيها الإسعافات الأولية، في وقت كان فيه زملاؤها يواصلون العمل بالرد على المكالمات حول الأعطال الكهربائية، بحسب وسائل إعلام محلية. وظلت الجثة على الأرض تحت حراسة ضباط الشرطة بانتظار القاضي، وقال مندوب نقابي إن 4 من زملائها بقوا لأكثر من ساعتين دون التحرك من مكاتبهم وكأن شيئا لم يحدث.
عمل آلي غير إنساني
بينما ذكر شهود، أن زملاء السيدة الراحلة القريبين من مكتبها "وقفوا مصدومين" بعد وفاتها، لكن آخرين في مكان العمل نفسه الذي يضم 70 موظفا، لم يكلفوا نفسهم عناء رفع أعينهم عن أجهزة الحاسوب المكتبية الخاصة بهم.
من جانبه، قال المتحدث باسم اتحاد العمال إن الموظفين "اعتادوا على نظام عمل آلي وغير إنساني حيث يكون الخيار الغريزي بالنسبة لهم هو الاستمرار في تلقي المكالمات". بدورها، أعلنت شركة كونيكتا أنها سمحت بالعمل عن بعد للموظفين الذين يرغبون في ذلك، وذلك عقب المأساة التي وصفتها صحيفة فرنسية بـ "الحادثة الدنيئة في قلب مدريد".