ترك لنا أسلافنا على مرّ التاريخ العديد من الأماكن والتحف والمقتنيات والآثار، وفي حين اكتشفنا تاريخ وأسرار بعضها فقد حيرنا بعضها الآخر. يلجأ البشر في معظم الأحيان حينما لا يستطيعون فهم سر شيء ما إلى تأليف القصص ووضع الفرضيات، والآن إليكم 11 مكاناً ومكتشفًا تصنف ضمن هذه الفئة والتي اكتشفت أسرار بعضها لاحقاً، فأدرجناها لكم في المقال هذا:
1. ماري مان:
يُعرف (ماري مان) بعملاق (ستيوارت)، وهو جيوغليف موجود في جنوب (أستراليا)، والجيوغليف هو تصميم أو رسم كبير يطبق على الأرض مباشرة، وبالنسبة لـ(ماري مان) فهو رسم لرجل في خضم عملية صيد من سكان (أستراليا) الأصليين، وقد قيل أنه يطابق أحد تماثيل (زيوس) كبير الآلهة عند الرومان القدماء. اكتشف هذا الجيوغليف عام 1998م وقد اكتشفه طيار حلّق فوق المنطقة، وبمجرد أن أعلمت الحكومة بأمر الرسم تم إغلاق المنطقة ومنع الزيارات إلى الموقع. بدأ هذا الجيوغليف بالتآكل نتيجة العوامل الطبيعة ما يدحض إحدى النظريات التي تقول أن الرسم يعود إلى العصور القديمة، لكن السؤال الأهم حتى الآن هو من قام بتصميم هذا الجيوغليف؟
ظن الناس لوقت طويل أن رسام الأقليم الشمالي المدعو (باديوس غولدبيرغ) هو من قام بإنشاء (ماري مان)، لكن وحينما سُئل عن الأمر لم ينفي أو يؤكد الأمر، وكان قد عُرف عنه شغفه بتصميم أعمال فنية يمكن رؤيتها من الفضاء الخارجي. إحدى النظريات الأخرى عمن صنع (ماري مان) تقترح أن أفراداً من الجيش الأسترالي أو الجنود الأمريكين المتمركزين في (ووميرا) هم المسؤولون عن إنشائه. اكتُشف في العام نفسه زجاجة بالقرب من رأس (ماري مان) احتوت على العلم الأمريكي وإشارة إلى (فرع داوودي) وهي مؤسسة دينيّة تبشر بنهاية العالم. في يناير 1999م، أرسل فاكس إلى مسؤولين يصف أماكن وجود لوحة مدفونة على بعد 5 أمتار جنوب أنف الشكل، وبالفعل فقد عُثر على اللوحة التي كانت تحمل صورة علم أمريكا ودمغة الحلقات الأولمبية.
2. كرات روبن هود:
يقبع بالقرب من (ستونهينج) الأثر الحجري المشهور لغزٌ أثريٌ آخر حيّر علماء الآثار. يُطلق على هذا المعلم الأثري اسم (كرات روبن هود) وعلى الرغم من هذا الاسم فالحقيقة أن هذا المعلم لا يمت لبطل الفلكلور البريطاني بصلة، ولا يعلم أحد سرّ إطلاق هذا الإسم عليه. يظهر هذا الموقع لأول مرة على خارطة تعود للعام 1820م، وقد اقترح علماء الآثار أن هذا المكان يعود لآلاف السنين وأنه في الحقيقة أقدم حتى من (ستونهينج).
يتكون المكان من دائرة من الخنادق المحفورة تمر بينها ممرات تقود إلى المركز، وعلى فرض أن المنطقة كانت خالية من الغابات خلال العصر الحجري، فقد كان من الممكن رؤية (ستونهينج) من هذا الموقع بوضوح. على الرغم من أن اسرار الموقع لم تُكتشف بالكامل، لكن أغلب الظن والاقتراحات تشير إلى أنه استخدم لتأدية شعائر احتفالية وطقوس خاصة، كما تشير الفرضيات إلى أن بناءه واستخدامه قد وقعا في الفترة التي انتقل فيها الإنسان من مرحلة الجمع والإلتقاط إلى مرحلة الاستقرار والزراعة.
3. غار الظلام:
يمتد (غار دالام) والذي يعرف بـ(كهف دالام) على طول 144 متر في مدينة (بئر زبوجة) في جنوب (مالطا)، وللكهف نهاية مسدودة، ويعتبر أحد أهم المعالم الوطنية في (مالطا). يمتلئ الكهف بعظام حيوانات عاشت في مالطا وانقرضت فيها في أواخر العصر الجليدي السابق. وقد عُثر فيه على عظام فيلة قزمة وبرنيق وغزلان ودببة وجميعها فصائل انقرضت منذ آلاف السنين، كما أن جميعها تمتعت بأحجام أصغر من المعتاد عليه، ويقال أن ذلك يعود لصغر حجم الجزيرة وقلة الطعام وقلة المفترسين ما أدى في نهاية الأمر إلى تقزّم أحجام الحيوانات.
كما احتوى الكهف على دلائل تشير إلى أن أول استيطان بشري في مالطا حصل منذ حوالي 7400 عام، وقد عُثر فيه على فخاريات تشبه تلك التي عُثر عليها في قرية (ستيلشو) ولكن دون الطبعات المزخرفة. الأمر الغريب الأخير بشأن الكهف هو العثور على عظام وأسنان بشر ونياندرتال تعود للفترة نفسها، ما يشير إلى أن الإنسان قد عاصر سلفه النيادرتال لفترة من الزمن. لكن هذا الأمر لم يتم إثباته قطعاً بعد.
4. حزام الثقوب:
(باند أوف هولز) والتي تعرف أيضاً باسم (مونت سيرب) أو (جبل الثعبان)، وهي عبارة عن مجموعة من الحفر بحجم إنسان، يتراوح عددها ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف. تتوضع هذه الحفر في وادي (بيسكو) على هضبة (نازكا) في الـ(بيرو). تبدأ الثقوب على حافة الهضبة وتمتد على طولها، يبلغ قطر كل ثقب حوالي 1.5 متر، ويتراوح عمق كلٍّ منها بين 50 و100 سم. تبطن الثقوب من الداخل طبقة من الأحجار.
لا يعلم أحد من قام بإنشاء هذه الحفر وقد أعتُقد في بداية الأمر أنها استخدمت كمدافن، وهناك من وضع نظرية مفادها أن الثقوب هي مواقع دفاعية. لكن اكتشف حديثاً وبفضل التكنولوجيا أن هذه الحفر استُخدمت في الحقيقة في التجارة والتخزين، كما اكتُشف أنها بنيت في الوقت الذي كانت لا تزال فيه حضارة الإنكا قائمة. قام علماء آثار من جامعة كاليفورنيا في عام 2015م بزيارة الموقع لإجراء المزيد من الأبحاث، واستخدموا صوراً ملتقطة من طائرات بلا طيار وقد تمكنوا في نهاية الأمر من رسم خريطة تفصيلية طرحت فرضية جديدة مفادها أن هذه الثقوب استخدمت في قياس كمية المحاصيل المنتجة. يأمل العلماء في اجراء المزيد من الأبحاث لاكتشاف حبوب طلع أو أي بقايا نباتية تثبت نظريتهم.
5. أقراص دروبا:
تعود أقراص الـ(دروبا) إلى قبل 12 ألف عام، ويقال أن عددها يبلغ 716 قرصًا، وهي دائرية الشكل يبلغ قطر كلٍّ منها 30 سم ولها ثقب في منتصفها، وعلى سطحها رسوم ونقوشات تشبه الخط الهيروغليفي. اكتشفت الأقراص عام 1938م في جبال (بايان كارا) على الحدود التي تفصل بين الصين والتيبت، وقد اكتشفها بروفيسور صيني يدعى (تشي بو تي). اكتشف (تشي بو تي) كهفاً برفقة فريقه وقد عثر داخل الكهف على فنٍّ صخري مثير للاهتمام، يصوّر أشخاصاً يرتدون خوذاً مستديرة، كما حُفر على تلك الصخور رسمٌ يمثل الشمس والقمر والأرض والنجوم تتصل ببعضها البعض بنمط من النقاط الصغيرة. كما وجد الفريق عميقاً في الكهف الأقراص الحجرية والتي أطلق عليها اسم أقراص (دوربا).
أغلب الظن أنه قد تم الاحتفاظ بالأقراص في جامعة (بكين) لعقدين من الزمن قبل أن يستعيرها (تسوم أوم نو) للدراسة عام 1958م، وقد زعم الأخير أنه استطاع فك رموز اللغة الغريبة، وقال أن الأقراص تقص حكاية مركبة فضائية تحطمت في منطقة الكهف. الأمر الغريب هو أنه بالرغم من أن الكثيرين زعموا أن الأقراص موجودة في عدد من المتاحف الصينية فعلى أرض الواقع لا يوجد أي أثر لهذه الأقراص أو وثائق تثبت وجودها. وقد ادعى العالم الألماني (هارتفيش هاوس دورف) أن الحكومة الصينية هي من قامت بتدمير هذه الأقراص لكونها تؤكد وجود كائنات فضائية.
6. قناع نيزكي في بوتسوانا:
لم تعد فكرة سقوط النيازك على سطح الأرض بالفكرة الغريبة أو حديثة الاكتشاف، لكن العثور على قناع نيزكي هو حتماً امر مثير للدهشة، حيث عثر أحد السكان المحليين لصحراء (كالاهاري) على نيزك ذو شكل غير عادي حيث يشبه في تكوينه القناع، والذي أصبح لاحقاً من أثمن القطع الأثرية على سطح الأرض.
لا يمكن للمرء أن ينظر لهذا القناع وأن يخمن مما هو مصنوع من النظرة الأولى، حيث يبدو شكله المنتاغم والمصقول كقناع حقيقي بشقوق للأنف والعينان، وهذا ما حثّ الكثير من الأشخاص على وضع النظريات واعتبار القناع النيزكي دليل على وجود كائنات فضائية شبيهة بالإنسان هبطت في صحراء (كالاهاري) لأسباب غير معروفة وخلفت وراءها هذا القناع الغريب. لكن لا يدعم هذه النظريات أي دليل مادي، وبالرغم من الجدل القائم حول هذا القناع فالحقيقة أن التآكل المعدني هو أمرٌ شائع في النيازك، لكن ومن الممكن أيضاً أن تكون يدٌ بشرية هي من قامت بصقل القناع بهذه الطريقة بعد أن سقط على سطح الأرض، ومرة أخرى لا يوجد ما يؤكد ذلك فعلاً وتبقى جميعها مجرد نظريات.
7. قطعة آثار عجيبة في القدس:
اكتشف حارس أرضٍ في القدس جسماً غريباً، وخشية أن يكون هذا الجسم عبوة ناسفة أبلغ السلطات المعنية بالأمر والتي ما لبثت أن اكتشفت أن الجسم لم يكن عبارة عن متفجرات وإنما شكوا بكونها قطعة آثار تاريخية نادرة. بدأت الأبحاث حول الجسم الغريب الذي تبين أنه صولجان ذهبي بسبعة أخاديد، لكن ولمدة ستة أشهر لم يستطع أحد اكتشاف ماهية هذه القطعة، وهكذا قرر المسؤولون عن القطعة الاستعانة بمستخدمي الفيسبوك.
بمجرد أن نُشرت صورة القطعة على منصة التواصل الاجتماعي استطاع أشخاص حل اللغز الذي حيّر الباحثين لستة أشهر، وقد تبين في نهاية الأمر أن هذا الصولجان الأثري ليس أثرياً على الإطلاق، بل هو أداة عصرية للعلاج بالطاقة. تدعى هذه الأداة (مشعاع إيزيس) تيمنا بالإلهة المصرية (آيزيس)، وفي الواقع يمكن لأي شخص أن يحصل عليها مقابل مبلغ 65 يورو، ويدعي صناعها أن الجهاز ينسق مجالات الإشعاع وتوفر طاقة إيجابية لمستخدمها. كانت هذه الأداة موجود في مقبرة قديمة ويبدو أن من وضعها هناك كان يرغب بإعطاء الميت دفعة إيجابيّة.
8. تمثال باتشاكاماك:
إن تمثال (باتشاكاماك) هو تمثال خشبي موجود في مجمع الـ(باتشاكاماك) الأثري والذي يقع في المعبد الساحلي الرئيسي للإنكا. عُثر على التمثال ما بين منتصف القرن السادس عشر والسابع عشر، وقد تضرر التمثال عام 1533م خلال الفتح الإسباني للمنطقة ما أدى إلى ضياع تفاصيل العثور عليه.
لاحظ العلماء عند اكتشاف التمثال بقايا لونٍ أحمر تغطيه وقد رجحوا أن الأمر يعود إلى تغطيس التمثال في الدماء كأحد الشعائر، لكن في بداية العام الحالي تم دحض هذه الفرضية إذ استطاعت مجموعة علماء الحصول على عينة من اللون الأحمر ومن ثم تم تحليلها كيميائياً ما أثبت أنها ليست دماءاً بل مادة الزنجفر، كما كشف التحليل الكيميائي أن التمثال يعود لفترة ما بين 760 و 876م. الأمر المدهش هو أن مادة الزنجفر لم تكن موجودة في نفس المنطقة التي قطنها شعب الإنكا، وقد كان أقرب مصدر لهذه المادة هو غابات (الإنديز) والتي تبعد حوالي 400 كم، ما يدل أن من قام بنحت التمثال قد كان ذو جاه ومال.
9. وادي الكرات:
يقع وادي الكرات في أذربيجان وباغو، وهو يحوي على كرات خرسانية عملاقة تتوزع على أراضيه وتتشابه في بنيتها إذ تحوي نسبة من المعادن، ولها نفس الهيكل وتقسمها مجموعة أخاديد إلى 12 جزءاً متساوياً، وهي تأتي بأحجام مختلفة لكن قطر معظمها يتراوح ما بين 3 إلى 4 متر.
تشكلت هذه الكرات عبر مئات وآلاف السنين من الترسيب والعوامل الجوية. بسبب احتواء هذه الكرات على نسبة عالية من الألمنيوم فقد انتشرت العديد من القصص حول منشئها، وقد قيل أن البشر القدماء هم من صنعوها وأنهم تميزوا بتطور تكنولوجي سمح لهم بصناعة هذه الكرات لكن الهدف وراء صنعها ظلّ مجهولاً بالنسبة لنا. لكن الحقيقة أن هذه الظاهرة ليست بالأمر النادر بل تنتشر في العديد من الأماكن في العالم منها (نيوزيلندا)، ففي منطقة (موراكي بولدرز) هناك العديد من هذه الكرات التي لها قصتها الخاصة أيضاً، فقد تحدّثت الأساطير المحلية عن كون هذه الصخور هي بقايا بيض ثعبان البحر العملاق (كالاباش) وأن الخطوط على سطح الكرات هي الأثر الباقي من شباك أحد الصيادين الذين حاولوا سرقة هذا البيض.
10. جزر إسكتلندا الصناعية:
لقد ذهل العالم حينما قامت الإمارات بإنشاء جزرها الصناعية الضخمة والمعروفة بـ"جزر النخيل"، لكن الحقيقة أن البشر كانوا يصنعون جزرهم في الماء منذ زمن طويل جداً، ولا تزال العديد من هذه الجزر موجودة في كل من (أسكتلندا) و(إيرلندا) والتي يعود بعضها إلى حقبة ما قبل التاريخ. تُصنع هذه البنى في غالبيتها من الأخشاب ولكن قد نجد بعضها مصنوعاً من الأحجار.
أطلق على الجزر الصناعية، والتي بنيت من الحجارة في المناطق التي لم يكن الخشب فيها متاحاً مثل (هيرديس) والتي تقع قبالة الساحل الغربي لـ(أسكتلندا)، اسم (الكرنوج الإسكتلندي) ويقدر عمرها بحوالي 800 عام قبل الميلاد، وقد ظهرت دلائل جديدة في السنوات الماضية تشير إلى أن هذه الجزر قد تكون أقدم من ذلك بآلاف السنين. تطلب بناء كل (كرنوج) وقتاً وجهداً هائلين، فكان على الناس في فترة العصر الحجري الحديث حمل ونقل كميات هائلة من الأحجار ومن ثم تكديس أطنان منها في الماء. لم يُصنع لبعض هذه الجزر جسور لتربط بينها وبين اليابسة، وهكذا كان على أفراد القبائل استخدام قوارب للوصول إليها.
11. الحجر الذكي من العصور القديمة:
اكتشف المصور والباحث (عصمت صامايلي) قطعة أثرية غامضة في إحدى رحلاته إلى إقليم (كوسوفو) في سلسلة جبال (شار-بلانينا). تعتبر هذه القطعة غريبة لأنها عبارة عن حجر غير عادي إذ يتخلله ملف مغناطيسي ومجموعة من الأسلاك النحاسية المقطوعة، ويوجد على إحدى جوانب الحجر أربع فتحات والتي يعتقد أنها مداخل للأسلاك لتشكل محولاً كهربائياً حجرياً.
قال (صامايلي) أنه قام بعرض هذا الحجر على خبراء آثار وعلماء محليين وقد رجحوا أن القطعة تعود إلى أكثر من 20 ألف عام. لم يوافق (صامايلي) على إعطاء القطعة للمختصين لدراستها حيث زعم أنهم سيقومون بإخفاء القطعة والحقيقة معها ولذلك فقد قرر الاحتفاظ بها لنفسه، ما يخلق بعض الشك في قصته ومدى واقعيتها.