مسلسلات رمضان 2024
كيف ساهم عيد الميلاد في استقلال أميركا؟
26/12/2022

بعد مضي حوالي 12 عاما عن نهاية حرب السبع سنوات وإبرام معاهدة باريس التي انتزعت من خلالها بريطانيا مستعمرة فرنسا الجديدة، التي تمثل جزءا من الأراضي الكندية حاليا، من الفرنسيين، واجه البريطانيون تحديا جديدا تزامنا مع اندلاع حرب الاستقلال الأميركية خلال شهر أبريل 1775. وأملا في الحصول على استقلالهم، قبل الأميركيون بالمساعدات العسكرية التي قدمها لهم الفرنسيون والإسبان ولجأوا لاستغلال جميع العوامل المتاحة لمباغتة البريطانيين وطردهم من المنطقة.

كيف ساهم عيد الميلاد في استقلال أميركا؟ صورة رقم 1

رفع المعنويات بهجوم ضد المرتزقة
وفي خضم أحداث حرب الاستقلال الأميركية، اتجه القائد العسكري، والرئيس الأميركي المستقبلي، جورج واشنطن لاستغلال الكريسماس لشن هجوم مباغت ضد البريطانيين ومرتزقتهم بالمستعمرات الثلاثة عشر. وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 25 و26 ديسمبر 1776، وضع جورج واشنطن خطته لعبور نهر ديلاوير (Delaware) شبه المتجمد لمهاجمة مرتزقة هسن كاسل (Hesse-Cassel)، الألمان، الذين تمركزوا بترنتون (Trenton) بنيو جيرسي (New Jersey).

كيف ساهم عيد الميلاد في استقلال أميركا؟ صورة رقم 2

وخلال خطة العبور، اتجه جورج واشنطن للاعتماد على عامل المباغتة مستغلا عتمة ظلام الليل وانشغال مرتزقة هسن كاسل بالكريسماس لحسم المعركة بشكل سريع وتوجيه صفعة قاسية للبريطانيين. إلى ذلك، تكبد الأميركيون خلال الأشهر التي سبقت عبور نهر ديلاوير خسائر جسيمة على يد البريطانيين واضطروا للانسحاب نحو بنسلفانيا. وبسبب ذلك، انهارت معنويات الجيش القاري الأميركي. وعن طريق الهجوم على مرتزقة هسن كاسل، حاول جورج واشنطن إعادة رفع معنويات قواته لمواصلة الحرب ضد البريطانيين.

كيف ساهم عيد الميلاد في استقلال أميركا؟ صورة رقم 3

ألف أسير
في حدود الساعة الحادية عشرة مساء يوم 25 ديسمبر 1776، باشرت قوات جورج واشنطن بعبود نهر ديلاوير بشكل تدريجي انطلاقا من ثلاثة مواقع مختلفة. وبالساعات التالية، تمكن نحو 2400 عسكري أميركي، بقيادة جورج واشنطن، من عبور النهر نحو نيو جيرسي قبل طلوع الشمس. وفي المقابل، فشل حوالي 3000 عسكري آخر، مجهزين بقطع مدفعية، في المرور. وبسبب ذلك، فقد واشنطن دعم المدافع أثناء الهجوم المباغت. مع حلول الساعة الثامنة صباحا يوم 26 ديسمبر 1776، انقسمت قوات جورج واشنطن لفرقتين قبل أن تباشر بمهاجمة مرتزقة كاسل هسن قرب ترنتون.

كيف ساهم عيد الميلاد في استقلال أميركا؟ صورة رقم 4

وخلال هذا الهجوم المباغت، كان مرتزقة هسن كاسل متعبين ومنهكين بسبب احتفال الكريسماس الذي أقاموه بالليلة الفارطة. وبعد معركة وجيزة استمرت لحدود الساعة التاسعة والنصف صباحا، حاصر الجيش القاري الأميركي أفراد المرتزقة الذين تمكن المئات منهم من الفرار بالوقت المناسب. مع انتهاء المعركة، وقع نحو ألف من مرتزقة هسن كاسل أسرى بقبضة قوات جورج واشنطن التي لم تخسر سوى 7 جنود فقط سقطوا بين قتلى وجرحى. على الرغم من عدم أهميتها من الناحية الاستراتيجية، ساهمت معركة ترنتون، عقب عبور نهر ديلاوير، في رفع معنويات الأميركيين الذين شككوا طيلة الفترة السابقة في قدرة قوات واشنطن على مقارعة البريطانيين.