ما بين يومي 17 و30 تموز/يوليو 1930، استضافت الأوروغواي أول نسخة من كأس العالم لكرة القدم. وبالمباراة النهائية التي أقيمت بملعب سانتيناريو (Centenario)، فاز منتخب الأوروغواي على نظيره الأرجنتيني بنتيجة أربعة أهداف لهدفين ليتمكن بفضل ذلك من رفع أول كأس عالم بالتاريخ. إلى ذلك، يعود الفضل في ظهور كأس العالم لكرة القدم للفرنسي جول ريميه (Jules Rimet). فخلال العام 1928، ابتكر الأخير هذه المسابقة الكروية التي استضافت الأوروغواي بعد عامين أول نسخة منها.

رئيس الفيفا لـ33 عاماً
وفي الأثناء، ولد جول ريميه بمنطقة شعبية بإقليم سون العليا (Haute-Saône) الفرنسي يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر 1873. وبسبب إعجابه بالرياضة، اتجه الأخير للترويج لها بالمناطق الشعبية الفرنسي وأسس عام 1897 نادي النجمة الحمراء (Red Star Club) الذي وجهه بشكل كبير بالبداية نحو ألعاب القوى. وكمواطنه بيار دي كوبرتان (Pierre de Coubertin) صاحب فكرة الألعاب الأولمبية الحديثة، فكّر جول ريميه في مسابقة كروية عالمية قد تساهم في تقريب الدول فيما بينها وتروج لرياضة كرة القدم التي وصفها الأخير باللعبة الشعبية التي تجمع بين جميع طبقات المجتمع.

مع نهاية الحرب العالمية الأولى التي حصل خلالها على وسام، أسس جول ريميه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. وبعدها بعامين، تولى الأخير منصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو المنصب الذي حافظ عليه لنحو 33 عاما. ومن خلال خطوة حاول بها التخفيف من حدة التوتر على الساحة العالمية، وافق جول ريميه على عودة الدول المهزومة بالحرب العالمية الأولى للاتحاد الدولي لكرة القدم رافضا بذلك مبدأ إقصائها لدوافع سياسية.

مرشح لجائزة نوبل للسلام
وبعد تعطله بسبب الحرب العالمية الأولى، أعاد جول ريميه إحياء فكرة كأس العالم لكرة القدم التي سعى من خلالها لخلق حدث رياضي يقرب بين الشعوب ويشارك به أفضل لاعبي كرة القدم بالعالم. وأواخر العشرينيات، فعل جول ريميه ما بوسعه ليسهل فوز الأوروغواي بشرف تنظيم أول نسخة من كأس العالم. في البداية، لم يلقى مشروع كأس العالم لكرة القدم الذي اقترحه جول ريميه رواجا كبيرا حيث لم تشارك بالنسخة الأولى سوى 4 منتخبات أوروبية فقط تمثلت في فرنسا ويوغوسلافيا ورومانيا وبلجيكا. ومع نهاية المسابقة، حققت النسخة الأولى من كاس العالم لكرة القدم نجاحا كبيرا وجذبت اهتمام العديد من الدول. وبالنسخة التالية التي أقيمت بإيطاليا عام 1934، بلغ عدد الدول الأوروبية المشاركة 12 دولة. فضلا عن ذلك، شهدت هذه النسخة الثانية مشاركة مصر التي أقصيت عقب خسارتها أمام المجر. أثناء الاحتفال بمضي ربع قرن على توليه رئاسة الفيفا، وافق المسؤولون بالمنظمة عام 1946 على منح كأس العالم لقب كأس جول ريميه. سنة 1954، غادر جول ريميه منصبه على رأس الفيفا. وبالعالم التالي، رشحه كثيرون لنيل جائزة نوبل للسلام. إلى ذلك، قوبل هذا الطلب بالرفض بسبب الشبهات التي أحاطت بكأسي العالم 1934 و1938 ووفاة الأخير عام 1956.