مسلسلات رمضان 2024
بلد إفريقي هزم إيطاليا وحافظ على استقلاله لسنوات
16/11/2022

أواخر القرن التاسع عشر، وقعت معظم أرجاء القارة الإفريقية بقبضة القوى الاستعمارية الأوروبية التي تنافست طيلة العقود السابقة للحصول على أكبر عدد ممكن من المستعمرات الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية. إلى ذلك، أجج السباق الاستعماري بإفريقيا الخلافات بين القوى الأوروبية وأسفر عن توتر كبير بالعلاقات الدبلوماسية ليصنف بذلك كواحد من الأسباب غير التي أدت فيما بعد لاندلاع الحرب العالمية الأولى.وأثناء السباق الاستعماري بإفريقيا، حاولت إيطاليا أواخر القرن التاسع عشر السيطرة على إثيوبيا. وفي خضم حملتها العسكرية على هذا البلد الإفريقي، تلقت إيطاليا هزيمة قاسية أجبرتها على الانسحاب من إثيوبيا التي حافظت على استقلالها لحدود العام 1936.

بلد إفريقي هزم إيطاليا وحافظ على استقلاله لسنوات صورة رقم 1

الخلاف الإيطالي الإثيوبي
بحلول العام 1870، هيمن الأوروبيون على حوالي 10 بالمائة فقط من القارة الإفريقية التي اعتمدوا عليها على مدار قرون بمجال تجارة العبيد. وبالعقد التالي، كان السباق الاستعماري بإفريقيا قد بلغ أشده بين كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا اللواتي هيمن على معظم أرجاء هذه القارة. ولحدود تلك الفترة، لم تحافظ سوى إثيوبيا وليبيريا على استقلالها حيث نجحت هاتان الدولتان فقط في الصمود أمام القوى الاستعمارية الأوروبية.

بلد إفريقي هزم إيطاليا وحافظ على استقلاله لسنوات صورة رقم 2

إلى ذلك، دخلت إيطاليا السباق الاستعماري بشكل متأخر. فبداية من العام 1885، وجدت الأخيرة موطئ قدم بميناء مصوع المطل على البحر الأحمر. ومنه، توسع الإيطاليون بإريتريا، التي كانت تابعة للإثيوبيين سابقا، قبل أن يهيمنوا على أجزاء كبيرة من الصومال. وبحلول العام 1889، وقّع الإيطاليون اتفاقية مع الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني (Menelik II) اعترف من خلالها الأخير بسلطة إيطاليا على إريتريا مقابل حصوله على دعم مالي وعسكري إيطالي. وتدريجيا، توترت العلاقة بين الإثيوبيين والإيطاليين حيث اتهم منليك الثاني روما بمحاولة تحويل بلاده لمستعمرة إيطالية عن طريق تجريدها من سياستها الخارجية. وبسبب ذلك، نشب نزاع عسكري بين الطرفين حاول خلاله الإثيوبيين إنهاء الأحلام التوسعية لإيطاليا ببلادهم.

بلد إفريقي هزم إيطاليا وحافظ على استقلاله لسنوات صورة رقم 3

فشل عسكري إيطالي
إلى ذلك، حظيت القضية الإثيوبية بدعم من قبل عدد كبير من البورجوازيين الأوروبيين الذين اتجهوا لدعمها. ويعد المهندس السويسري ألفرد إلج (Alfred Ilg) أحد أهم الداعمين لمنليك الثاني حيث ساعد هذا المهندس الإمبراطور الإثيوبي في عملية تحديث جيشه. خلال شهر أيلول/سبتمبر 1895، دعا منليك الثاني الإثيوبيين للالتحاق بجيشه لطرد الإيطاليين. وبالأيام التالية، هب نحو 100 ألف إثيوبي لتلبية دعوته وحمل السلاح بوجه الإيطاليين. وأمام اقتراب القوات الإيطالية من أديس أبابا، نقل منليك جيوشه نحو الشمال قبل أن يباشر، رفقة زوجته تايتو بيتول (Taytu Betul)، بمهاجمة مواقع الإيطاليين مكبدا إياهم خسائر جسيمة.

بلد إفريقي هزم إيطاليا وحافظ على استقلاله لسنوات صورة رقم 4

أمام النقص الفادح في العتاد والغذاء، حاول الجنرال الإيطالي أورستي باراتييري (Oreste Baratieri) التراجع نحو إريتريا. وبسبب معارضة الحكومة الإيطالية لذلك، أجبر الأخير على مواصلة القتال ليتلقى هزيمة قاسية بمعركة أدوا (Adwa) مطلع آذار/مارس 1896 تراجع بسببها مكرها نحو إريتريا تاركا خلفه ما يزيد عن 3 آلاف اسير بقبضة الإثيوبيين. إلى ذلك، عامل الإثيوبيون الأسرى الإيطاليين بشكل جيد وأطلقوا سراحهم تدريجيا. وفي المقابل، أمر منليك الثاني ببتر أرجل وأيادي جميع الأفارقة الذين قاتلوا لجانب الإيطاليين. بإيطاليا، أثارت هزيمة أدوا فضيحة سياسية استقال بسببها الوزير الأول فرانسيسكو كريسبي (Francesco Crispi). ومع عودته لروما، أجبر الجنرال باراتييري على المثول أمام محكمة عسكرية بسبب فشله في احتلال إثيوبيا وسقوط ما يزيد عن 20 ألف إيطالي بين قتيل وجريح خلال الحملة العسكرية الفاشلة.

بلد إفريقي هزم إيطاليا وحافظ على استقلاله لسنوات صورة رقم 5