مسلسلات رمضان 2024
هكذا كادت اليابان أن تفتك سيبيريا من روسيا
14/11/2022

خلال العام 1917، شهدت الإمبراطورية الروسية ثورتين أسفرتا عن إزاحة نظام القيصر نيقولا الثاني وصعود البلاشفة، بقيادة فلاديمير لينين ورفاقه الذين استولوا على السلطة. وعقب توليهم زمام الأمور بالبلاد، اتجه البلاشفة لإخراج روسيا من الحرب العالمية الأولى مثيرين بذلك قلق بقية دول الوفاق الثلاثي التي تخوفت من إمكانية نقل القوات الألمانية المتمركزة على الجبهة الشرقية نحو الغرب.

هكذا كادت اليابان أن تفتك سيبيريا من روسيا صورة رقم 1

تدخل ياباني بالأراضي الروسية
ومع توقيع روسيا السوفيتية على معاهدة برست ليتوفسك (Brest-Litovsk) مع الألمان مطلع شهر آذار/مارس 1918، باشرت قوات الحلفاء نزولها بالموانئ الروسية لدعم الجيش الأبيض ضمن الحرب الأهلية الروسية. وعلى الرغم من انقسام قادتها بين رافض ومؤيد، قبلت اليابان بالتدخل ضد روسيا بأقصى الشرق عقب تعرضها لضغوطات من واشنطن. ومقارنة ببقية الدول، تدخلت اليابان بشكل كبير شرقي سيبيريا مثيرة بذلك قلق حلفائها الذين تخوفوا من إمكانية استيلائها على هذه الأراضي الروسية السابقة. إلى ذلك، نزلت أولى القوات اليابانية بميناء فلاديفوستوك (Vladivostok) يوم 5 نيسان/أبريل 1918. وقد تدخلت هذه الفرق اليابانية، بقيادة الأميرال هيروهارو كاتو (Hiroharu Kato)، بالمنطقة عقب حادثة مقتل مواطنين يابانيين بالليلة الفارطة. وبشكل سريع، فرضت القوات اليابانية سيطرتها على فلاديفوستوك دون أن تواجه أية مقاومة تذكر من قبل السكان المحليين. ومع بداية التدخل الياباني، تحدثت الحكومة السوفيتية بموسكو عن أطماع توسعية يابانية بأقصى شرق البلاد تحت غطاء الحرب الأهلية الروسية والدعم المقدم للجيش الأبيض. من ناحية أخرى، تخوف الأميركيون والبريطانيون من إمكانية توسع اليابان على حساب روسيا عن طريق الاستيلاء على سيبيريا.

هكذا كادت اليابان أن تفتك سيبيريا من روسيا صورة رقم 2

انسحاب ياباني
بحلول شهر تشرين الأول/أكتوبر 1918، قدر عدد الجنود اليابانيين بأقصى شرق روسيا بما يزيد عن 72 ألف عسكري وهو ما مثّل 10 أضعاف القوات الأميركية المتمركزة بنفس المنطقة. من ناحية أخرى، سيطر اليابانيون على قسم كبير من خط السكة الحديدية العابرة لسيبيريا وتمركزوا بمناطق بريمورسكي كراي (Primorsky Krai) وأوبلاست أمور (Amur Oblast). وبالآن ذاته، اتجه اليابانيون لاستغلال الموارد الطبيعية لهذه المناطق عن طريق تصدير كميات كبيرة من الخشب والفحم وسمك السلمون نحو بلادهم. وخلافا لبقية دول الحلفاء، شاركت القوات اليابانية بشكل مباشر بالمعارك ضد الجيش الأحمر السوفيتي. وحسب مصادر تلك الفترة، لقي ما لا يقل عن 3 آلاف جندي ياباني حتفهم بمعارك ضد الروس. وبالمناطق القابعة تحت سيطرتهم، فرض اليابانيون قواعد صارمة على السكان المحليين ولم يترددوا في إعدام كل من حاول مقاومة سلطتهم.

هكذا كادت اليابان أن تفتك سيبيريا من روسيا صورة رقم 3

عقب الهزائم التي تلقاها الجيش الأبيض بخريف العالم 1919، باشر الحلفاء بسحب قواتهم من الأراضي الروسية. وبأقصى الشرق الروسي، لجأ اليابانيون لسياسة مخالفة حيث عمدوا لزيادة قواتهم التي بلغ تعدادها حوالي 100 ألف عسكري مطلع العام 1920. مع هزيمة الجيش الأبيض بسيبيريا، عرض لينين على اليابانيين سحب قواتهم مقابل خلق دولة محايدة بأقصى الشرق الروسي. إلى ذلك، استحسنت اليابان هذه الفكرة. وبفضل ذلك، ظهرت يوم 6 نيسان/أبريل 1920 جمهورية الشرق الأقصى التي لم تصمد سوى أشهر قبل أن تقع بقبضة الاتحاد السوفيتي. مع تزايد الضغط الدولي ضدهم وفقدانهم لجانب هام من الأراضي التي سيطروا عليها سابقا، باشر اليابانيون بسحب قواتهم من أقصى شرق روسيا. وبناء على ذلك، غادر آخر الجنود اليابانيين فلاديفوستوك يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 1922.

هكذا كادت اليابان أن تفتك سيبيريا من روسيا صورة رقم 4