أثار مشروع قرار في الأمم المتحدة تقدمت به مصر وحظى بدعم الأردن والإمارات، خلافا علنيا نادرا بين إسرائيل وأوكرانيا ويهدف مشروع القرار إلى الدعوة لتدمير إسرائيل سلاحها النووي وإخضاعها لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة عبرية إن أوكرانيا كانت من بين 152 دولة أيدت قرار لجنة "DISEC" المختصة بالأسلحة النووية بالأمم المتحدة،الذي يقضي بـ"وجوب تدمير إسرائيل للأسلحة النووية التي تملكها، وإخضاع مواقعها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، باعتبار أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم توقع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية". ولفتت إلى أن "24 دولة امتنعت عن التصويت في حين عارضت القرار 5 دول".
وبينت أن "القرار الذي يدعو لشرق أوسط خال من الأسلحة النووية والذي يطرح سنوياً في الأمم المتحدة، أصبح نقطة توتر بين إسرائيل وأوكرانيا". وأكدت أن "أوكرانيا فوجئت بالضجة الإسرائيلية حول موقفها". ونقلت الصحيفة العبرية، عن مسؤولين أوكرانيين تأكيدهم عدم تواصل أي مسؤول إسرائيلي معهم بهذا الشأن، وإنه "لم يطلب منهم أبداً التصرف بشكل مختلف"، مستطردين بالقول: "كنا نصوت بهذه الطريقة لمدة 20 عاماً".
وقال السفير الأوكراني في إسرائيل، يافان كونيشوك: "هذا تصويت يتم مرة واحدة في العام، وبنفس النتيجة دائماً، موقفنا دائماً ضد الأسلحة النووية في العالم". وذكر كونيشوك وفق التقرير: "لا نريد أن تعاني إسرائيل والقرار بتقديرنا ليس ضدها"، متسائلا عن سبب الضجة التي حدثت في إسرائيل. وتابع: "سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة مصدوم من الطريقة التي توصف بها القضية في إسرائيل، ولم يتصل به أي ممثل لإسرائيل لطلب تغيير التصويت". واستكمل: "إذا أرادت إسرائيل التغيير وكان هناك شيء تريد الحديث فيه فلماذا لا تتصل؟".
وأردف: "نعتقد أن الإسرائيليين لم يفعلوا ذلك خوفاً من وجود طلب أوكراني يقابله، وبدلاً من الاتصال والعمل فضلوا تقديم أنفسهم بعد الواقعة كضحية، هذا أمر مؤسف، كان بالإمكان حل القصة في غضون أسبوع". واستكمل حديثه: "هل كان من المستحيل الامتناع عن التصويت أو التصويت ضده كبادرة لتحسين العلاقات؟". وقال كونيشوك: "لا أعتقد أن لدينا علاقات سيئة، لهذا السبب بالضبط أعتقد أنه كان علينا التحدث، إذا كنت تريد الحصول على شيء من شريكك فلا يجب أن تخجل".
ووفق الصحيفه، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية اختارت عدم التعليق على الموضوع في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن الحاخام الأكبر لأوكرانيا أرسل رسالة إلى وزير الخارجية في كييف أكد فيها أن ما جرى هو "خطأ فادح". وقال الحاخام الأكبر لأوكرانيا، موشيه رؤوفين أسمان، في رسالته التي أرسلها لوزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: "ما جرى كان خطأ فادحاً أضاع شهوراً من العمل المشترك والدعم والمحادثات، وقد يؤدي إلى تخريب جهود كل أولئك الذين عملوا من أجل توسيع المساعدات الإسرائيلية لأوكرانيا". وأضاف الحاخام الأكبر: "في إسرائيل تم النظر إلى التصويت على أنه عمل عدائي، وسكين في الظهر"، وفق تعبيره.