مسلسلات رمضان 2024
كيف ساهم ميترو موسكو في إنقاذ الملايين من قنابل هتلر؟
30/10/2022

بعد مضي أقل من عامين على توقيع اتفاقية عدم الاعتداء بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا، أمر الفوهرر (Führer)، أي القائد، الألماني أدولف هتلر قواته يوم 22 حزيران/يونيو 1941 بالتدخل بالأراضي السوفيتية فاتحا بذلك جبهة أخرى بالشرق. وخلال هذه الحملة العسكرية، المعروفة بعملية بربروسا (Barbarossa)، بالشرق، لعب مترو موسكو دورا حاسما في إنقاذ موسكو وسكانها من القصف الألماني حيث مثّل الأخير ملجأ ملائما ضد القنابل الألمانية التي انهارت بشكل شبه يومي على العاصمة السوفيتية بالأشهر الأولى للحرب.

كيف ساهم ميترو موسكو في إنقاذ الملايين من قنابل هتلر؟ صورة رقم 1

ملايين اللاجئين
مع بلوغ الحرب العالمية الثانية الأراضي السوفيتية، احتوت موسكو على 3 خطوط قطار أساسية إضافة لحوالي 21 محطة قطار. وزمن الحرب، نقلت خطوط القطار المسافرين بشكل يومي دون توقف. وبحلول الليل، تحولت المحطات، ذات الحجم الكبير، لملاجئ احتمى داخلها ملايين، 13.9 مليون شخص حسب المصادر السوفيتية، المواطنين السوفييت. ومع تراجع القصف الألماني عام 1942، حافظت محطات القطار بموسكو على صفة الملاجئ وحمت ما لا يقل عن 300 ألف سوفييتي يوميا من القنابل الألمانية. إلى ذلك، دوت صفارات الإنذار بموسكو لأول مرة بعد حوالي شهر واحد من بداية عملية بربروسا. وخلال يوم 22 تموز/يوليو 1941، أحصى المسؤولون السوفييت توافد نحو نصف مليون مواطن نحو هذه المحطات التي تواجدت تحت الأرض.

كيف ساهم ميترو موسكو في إنقاذ الملايين من قنابل هتلر؟ صورة رقم 2

وأثناء فترة الحرب، تكفلت محطات الميترو يوميا بمهام نقل المسافرين لحدود الساعة العاشرة ليلا قبل أن تتحول لملاجئ لأهالي موسكو. وبحلول الساعة الخامسة صباحا يغادر اللاجئون هذه المواقع لتستأنف هذه المحطات عملها بشكل عادي. وحسب أرشيف الاتحاد السوفيتي، زوّد المسؤولون بموسكو هذه المحطات بنحو 10 آلاف سرير للبالغين كما ثبتوا بها عددا كبيرا من الحنفيات التي وفرت الماء الصالح للشراب إضافة لمئات المراحيض. أيضا، تواجد بهذه المحطات "الملاجئ" عدد هام من الأطباء والممرضين الذين سهروا على تأمين الرعاية الصحية للاجئين والمصابين.

كيف ساهم ميترو موسكو في إنقاذ الملايين من قنابل هتلر؟ صورة رقم 3

مقر قيادة وقرار تخريب
وخلال نفس الفترة، أغلقت محطة كيروفسكايا (Kirovskaya)، المعروفة حاليا بمحطة كريستي برودي (Chistye Prudy)، أمام المسافرين حيث اتجه المسؤولون حينها لتحويلها لمقر قيادة الجيش الأحمر تزامنا مع تواجد جوزيف ستالين بها. مع اقتراب الجيش الألماني من موسكو، أصدر جوزيف ستالين قرارا بتخريب خطوط السكك الحديدية ومحطات القطار بالعاصمة السوفيتية. وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 15 و16 تشرين الأول/أكتوبر 1941، استعدت السلطات السوفيتية لإغراق المحطات، الواقعة تحت الأرض، بالمياه تزامنا مع قيام عدد من العمال بقطع خطوط الكهرباء وتفكيك المصاعد. إلى ذلك، تراجع ستالين خلال ساعة مبكرة من يوم 16 تشرين الأول/أكتوبر 1941 عن هذا القرار لتستأنف القطارات والمحطات عملها بساعة متأخرة من نفس اليوم.

كيف ساهم ميترو موسكو في إنقاذ الملايين من قنابل هتلر؟ صورة رقم 4

الاعتماد على النساء
تزامنا مع إرسال أعداد كبيرة من الرجال نحو ساحات المعارك، لم تتردد السلطات السوفيتية بداية من العام 1942 في الاعتماد على النساء لتشغيل القطارات حيث خضعت العديد من النساء السوفيتيات حينها لدورات تكوينية لتعويض العمال السابقين الذين تواجدوا على الجبهة. بفضل ميترو موسكو، تمكن الاتحاد السوفيتي من تقليص خسائره البشرية جراء القصف الألماني. وبالسنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، حظي ميترو موسكو بشعبية كبيرة بفضل هذا الدور الذي لعبه. فضلا عن ذلك، تتواجد بيومنا الحاضر العديد من اللوحات التذكارية بمحطات ميترو موسكو التي وضعت لتخليد استقبالها للاجئين بالحرب العالمية الثانية.

كيف ساهم ميترو موسكو في إنقاذ الملايين من قنابل هتلر؟ صورة رقم 5

نننن