مسلسلات رمضان 2024
خلال هذا اليوم.. شهدت الصين احتجاجاً غير مستقبل البلاد
13/10/2022

مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وجدت جمهورية الصين نفسها أمام معضلة جديدة تجسدت في الأطماع التوسعية اليابانية. فبالقرن التاسع عشر، اضطرت الصين، أثناء فترة حكم سلاسة تشينغ، للرضوخ لأطماع القوى العالمية مانحةً إياها جانباً من أراضيها وامتيازات اقتصادية هامة. وبالقرن العشرين، اتجه عدد من المثقفين للتحرك رفضاً لما اعتبروه استهتاراً وانبطاحاً من قادتهم أمام مطالب القوى العالمية. وبفضل ذلك، ظهرت حركة الرابع من مايو التي وضعت أسس الصين الحديثة وغيّرت مستقبل البلاد.

خلال هذا اليوم.. شهدت الصين احتجاجاً غير مستقبل البلاد صورة رقم 1

بوجه الأطماع اليابانية المتزايدة، ظهرت عام 1915 في جمهورية الصين تحركات شبابية اتخذت من مقالات الثوري تشين دوكسيو (Chen Duxiu) بمجلة الشباب مصدر إلهام لها. حثت هذه التحركات الشبابية على إعادة هيكلة البلاد وإحداث إصلاحات اجتماعية. إلى ذلك، طالب هؤلاء المثقفون، الذين تواجد ضمنهم عدد هام من الطلاب، بوضع حد للأفكار التقليدية القديمة الراسخة بالمجتمع الصيني منذ قرون وتعويضها بأخرى ذات توجهات غربية.

خلال هذا اليوم.. شهدت الصين احتجاجاً غير مستقبل البلاد صورة رقم 2

ويوم 4 مايو 1919، تزايدت حدة التحركات الشعبية عقب مفاوضات مؤتمر فرساي الذي كرّس رسمياً هزيمة ألمانيا بالحرب العالمية الأولى. فخلال ذلك اليوم، تجمهر ما يزيد عن 3000 طالب صيني، جاؤوا من 13 معهداً وجامعة صينية، في بكين للاحتجاج عما أفرزه مؤتمر فرساي الذي سمح من خلاله المنتصرون لليابان بالحصول على الممتلكات الألمانية السابقة بإقليم شاندونغ (Shandong) الصيني. ومن خلال ما جاء بمؤتمر فرساي، تنكر الحلفاء لوعودهم السابقة التي أكدوا من خلالها على التزامهم بإنهاء وجودهم العسكري ووضع حد لنفوذهم بالصين تزامناً مع وقوف الأخيرة لجانبهم بالحرب العالمية الأولى.

خلال هذا اليوم.. شهدت الصين احتجاجاً غير مستقبل البلاد صورة رقم 3

ومع سماعهم خبر رضوخ حكومة بلادهم لمطالب المنتصرين، هاجم المحتجون الصينيون ممتلكات وزير الاتصالات والسفير الياباني في الصين. طيلة الأسابيع التالية، عاشت جمهورية الصين على وقع احتجاجات وأعمال عنف أسفرت عن مقتل المئات واعتقال أكثر من 1000 محتج. وفي كبرى المدن الصينية، اتجه الأهالي للإضراب عن العمل تزامناً مع بداية حملات مقاطعة للسلع اليابانية. فبمدينة شانغهاي، دخل ما يزيد عن 100 ألف عامل في إضراب استمر أسبوعاً بدايةً من يوم 5 يونيو 1919. وأمام تزايد حدة الاحتجاجات بأرجاء البلاد، عمدت الحكومة الصينية لإقالة 3 وزراء عرفوا بتأييدهم للمواقف اليابانية قبل أن تتجه لرفض توقيع اتفاقية السلام مع ألمانيا.

خلال هذا اليوم.. شهدت الصين احتجاجاً غير مستقبل البلاد صورة رقم 4

لاحقاً، روّجت حركة الرابع من مايو لأفكارها بين الصينيين اعتماداً على اللقاءات الجماعية، التي حضرها كثيرون، والحملات التوعوية والمنشورات الدعائية بالصحف. وقد ساهم ذلك في تسريع عملية تخلي كثير من الصينيين عن الموروث الثقافي القديم وتحرر المرأة الصينية التي حصلت بالسنوات التالية على مزيد من الحقوق. وعلى الرغم من فشلها في منع عملية استيلاء اليابان على إقليم شاندونغ، شجعت حركة 4 مايو الحزب القومي الصيني على تهذيب أفكاره وساهمت عام 1921 في نشأة الحزب الشيوعي الصيني الذي تزعّمه فيما بعد ماو تسي تونغ.