مسلسلات رمضان 2024
هكذا اتفقت موسكو وواشنطن على منع اندلاع حرب نووية بينهما
18/08/2022

بالقرن الماضي، عاش العالم في خضم الحرب الباردة على وقع العديد من التوترات التي كادت أن تتحول لحرب عالمية ثالثة بين المعسكرين الشرقي والغربي. فما بين عامي 1948 و1949، تابع العالم عن كثب أطوار حصار برلين الذي فرضه السوفييت على القسم الغربي من العاصمة الألمانية السابقة والجسر الجوي الذي نقل بفضله الأميركيون والبريطانيون الغذاء والمواد الأساسية للسكان المحاصرين. وبعدها بعام واحد، كان العالم على موعد مع أحداث الحرب الكورية التي تدخل بها الأميركيون بشكل مباشر. وبالعام 1962، بلغت حدة التوتر أوجها بين المعسكرين الشرقي والغربي في خضم أزمة الصواريخ الكوبية التي كادت أن تتحول لحرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية. وأملا في الحد من إمكانية اندلاع حرب نووية بين الطرفين، توصل الأميركيون والسوفييت، بفضل الجهود الدبلوماسية، سنة 1973 لاتفاقية للحد من خطر المواجهة النووية.

هكذا اتفقت موسكو وواشنطن على منع اندلاع حرب نووية بينهما صورة رقم 1

مشروع اتفاقية أول
خلال زيارته لموسكو عام 1972، عرض السوفييت على وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر اتفاقية لمنع اندلاع حرب نووية بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي بالمستقبل. وبتصريحاته، وصف كيسنجر العرض السوفيتي بالخطير وغير الجاد واعتبره تهديدا واضحا لكامل المعسكر الغربي. فعلى حسب كيسنجر، امتلك الاتحاد السوفيتي الأفضلية بمجال الأسلحة التقليدية مقارنة بالأميركيين، مؤكدا على إمكانية ظهور حالة من الإحباط على حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في حال قبولها باتفاقية مشابهة قد تحد من قدرتهم على الرد تزامنا مع اندلاع الحرب بين واشنطن وموسكو. أيضا، تخوف من كيسنجر من ردة فعل جمهورية الصين الشعبية عقب بداية سياسة التقارب بين واشنطن وبكين. فبناء على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، قد تصنف بكين مثل هذه الاتفاقيات كبداية سياسة تحالف جديدة بين واشنطن وموسكو موجهة ضدها.

هكذا اتفقت موسكو وواشنطن على منع اندلاع حرب نووية بينهما صورة رقم 2

الاتفاق النهائي
ولضمان مصالح الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، اتجه هنري كيسنجر للتشاور مع السفير والدبلوماسي البريطاني توماس بريملو (Thomas Brimelow) لصياغة اتفاقية جديدة تقتصر أساسا على تجنب الحرب والحفاظ على السلام. وبعد نحو عام من المفاوضات، وقع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية يوم 22 يونيو 1973 على الاتفاقية الجديدة لتجنب الحرب النووية.
وبموجبها، تعهدت موسكو وواشنطن، حسب البند الأول، بالعمل معا للحد من الخطر النووي عن طريق صياغة اتفاقية مستقبلية حول استخدام الأسلحة النووية. فضلا عن ذلك، تعهد الطرفان بعدم استخدام القوة ضد بعضهما وضد بقية الدول الحليفة لهما والحفاظ على القنوات الدبلوماسية لحل الخلافات والنزاعات. وفي حال تزايد حدة التوتر بين الطرفين، أكد الأميركيون والسوفييت على ضرورة عقد اجتماعات عاجلة لتخفيف الأزمات وتجنب خيار الحرب.

هكذا اتفقت موسكو وواشنطن على منع اندلاع حرب نووية بينهما صورة رقم 3

من ناحية أخرى، وعدت كل من واشنطن وموسكو بنقل مجريات أية محادثات بينهما، في حال تزايد حدة التوتر، نحو مجلس الأمن وإطلاع جميع الدول المعنية بنتائج المفاوضات. وبالبند الأخير، أكد الطرفان على ضرورة دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ حال توقيعها. وبفضل ذلك، أصبحت اتفاقية منع الحرب النووية فاعلة بداية من يوم 22 يونيو 1973.

هكذا اتفقت موسكو وواشنطن على منع اندلاع حرب نووية بينهما صورة رقم 4