ومع فشل التمرد العسكري، اتجهت لجنة إنقاذ الوطن لمساندة إضرابات المدنيين. فعقب ثورة تشرين الأول/أكتوبر، دخل نحو 40 ألفا من كبار الموظفين، كان من بينهم 10 آلاف بقطاع البنوك و6 آلاف عامل بريد و4700 عامل بقطاع التلغراف، في إضراب متسببين بذلك في شل قطاعات هامة بالبلاد. وإضافة لذلك، وافقت نسبة هامة من العاملين بقطاع النقل على وقف نقل إمدادات الغذاء نحو بيتروغراد. وبرسالة موجهة للمواطنين، تحدث المسؤولون بالبنك المركزي عن قيام البلشفيين بنهب ما لا يقل عن 40 مليون روبل من أموال الشعب لأسباب مجهولة من خزينة الدولة خلال الأسبوعين اللذين تليا ثورة تشرين الأول/أكتوبر مؤكدين على ضرورة العصيان لإنقاذ ما تبقى بخزينة البلاد.

تسريح وإعدامات
وبوزارة الخارجية، وجد ليون تروتسكي (Leon Trotsky) نفسه بدون سلطة وصلاحيات، حيث أضرب أغلب العاملين بالوزارة عن العمل واتجه عدد منهم للاعتصام داخل مكاتبهم. بالتزامن مع ذلك، حاول المسؤول بالوزارة أناتولي نيراتوف (Anatoliy Neratov) الهرب من البلاد حاملا معه عددا كبيرا من النسخ الأصلية للمعاهدات التي أبرمتها روسيا القيصرية مع الدول الأجنبية. وبوزارة المالية، أقدم العديد من المسؤولين على إحراق جانب من الوثائق الإدارية والمالية، متسببين بذلك في تعطيل عمل الوزارة مع الأطراف الأجنبية. أمام هذا الوضع، أعلن لينين حالة الطوارئ وأعطى الضوء الأخضر لجهاز التشيكا (Cheka) الأمني، بقيادة فيليكس دزيرجنسكي (Felix Dzerzhinsky)، بملاحقة من وصفهم بالمخربين وإعدامهم لتبدأ بذلك فترة الإرهاب الأحمر. فضلا عن ذلك، حصل المضربون بالوزارات على أوامر بمغادرة مكاتبهم بمدة لا تتجاوز 3 أيام.

وخلال الفترة التالية، أكد تروتسكي أن فترة الإرهاب الأحمر ستأخذ منحى خطيرا، شبيها بذلك الذي شهدته الثورة الفرنسية، ضد أعداء الدولة. وحسب العديد من المصادر، شهد يوم 3 أيلول/سبتمبر 1918 لوحده إعدام أكثر من 500 مسؤول وزاري سابق وأساتذة جامعيين رميا بالرصاص. ولتعويض هذا النقص الفادح بالكوادر بالوزارات ومؤسسات الدولة، فتح البلشفيون أبواب الانتداب للكفاءات اليهودية التي حرمت أثناء فترة روسيا القيصرية من بلوغ مثل هذه الوظائف الحساسة بالبلاد.