مسلسلات رمضان 2024
بوتن يخطط لمواجهة العقوبات بـ"الجبن الفرنسي" والغاز!!
03/02/2022

تصاعدت لهجة الدول الغربية حول عقوبات "لا مثيل لها" على روسيا إذا اجتاحت أوكرانيا، لتشمل الروسي فلاديمير بوتن شخصيا، بينما كشف دبلوماسي روسي عن تنسيق يجري بين موسكو وبكين لمواجهة تلك العقوبات. وفي حين تلوح واشنطن وبرلين بحزمة عقوبات، وتعهدت لندن بعقوبات فورية، تتحصن موسكو بعدة إجراءات اقتصادية منذ 2014.

بوتن يخطط لمواجهة العقوبات بـ

واشتعلت حرب كلامية، يوم الثلاثاء، بين بريطانيا وروسيا حول غزو أوكرانيا والعقوبات المتوقعة ومحاولة واشنطن جر روسيا للحرب. وقال جونسون إن بريطانيا ستفرض على روسيا عقوبات فورية بمجرد اجتياز "مُقدّمة حذاء" أول جندي روسي الأراضي الأوكرانية. واتهم جونسون، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"توجيه مسدس إلى رأس أوكرانيا"، مطالبًا الكرملين بالتراجع عن "كارثة عسكرية".

أمّا بوتين، فرد من جانبه بأن الغرب وواشنطن يريدان جر روسيا إلى حربٍ بهدف فرض عقوبات عليها، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة تجاهلت هواجس روسيا للضمانات الأمنية". وأضاف أن "الغرب وعد بعدم تقدم الناتو بوصة واحدة نحو الشرق لكنه خدعنا وتصرف بشكلٍ آخر، وواشنطن تريد احتواء روسيا وتستخدم أوكرانيا أداة لذلك، ومنصات إطلاق الصواريخ في رومانيا وبولندا تهدد روسيا".

بوتن يخطط لمواجهة العقوبات بـ

وفضلًا عن عقوبات ضد بوتن ورجاله، قد يلجأ الغرب إلى حظر معاملات البنوك الروسية بالدولار، واستبعاد موسكو مِن نظام "سويفت" المالي العالمي الذي يربط بين البنوك،فضلا عن عرقلة خط "نورد ستريم 2". لكن روسيا نجت من موجات العقوبات الغربية في أعقاب ضمها شبه جزيرة القرم 2014، الأمر الذي تسبب بتدهور الروبل وتضاؤل الاستثمار الأجنبي. ولإنقاذ نفسها، تحصنت موسكو ووضعت خطة تسمى بـ"روسيا الحصينة"، وهي إجراءات مصممة لضمان عدم انهيار الاقتصاد أو النظام المالي الروسي، من جراء فرض عقوبات جديدة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ولدى صندوق الثروة السيادي الروسي، أصول بقيمة 182 مليار دولار، أو ما يقرب من 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لوزارة المالية الروسية. كما أن لدى البلاد ديونًا خارجية ضئيلة مقارنةً مع القوى العالمية الأخرى، واحتياطيًّا كبيرًا من العملات الأجنبية المتراكمة لدى البنك المركزي، حسب موقع "صوت ألمانيا".

بوتن يخطط لمواجهة العقوبات بـ

واتبعت موسكو سياسة "إزالة الدولرة" لسنوات عدة، ودعت شركاءها، مثل الصين والهند، إلى تسديد مدفوعاتها بعملات أخرى، كما أطلقت نظام الدفع الخاص بها "مير"، الذي يستخدم على نطاقٍ واسعٍ في روسيا وفي بلدان الاتحاد السوفييتي السابق.

ويرى مراقبون أن لدى روسيا عدة أسلحة يمكنها تولي مهمة الرد، فأوروبا تعتمد على النفط والغاز الروسيين، خاصة الآن مع ارتفاع أسعار الغاز في جميع أنحاء القارة العجوز. وسيؤدي قطع موسكو عن أنظمة الدفع الدولية إلى تعقيد مدفوعات أوروبا مقابل وارداتها مِن الغاز التي يأتي أكثر من ثلثها من روسيا. وهناك أيضا مخاوف مِن أن تستخدم روسيا هيمنتها في مجال الطاقة كوسيلة ضغطٍ وتلجأ إلى وقف الإمدادات.

بوتن يخطط لمواجهة العقوبات بـ

وردا على عقوبات عام 2014، فرضت موسكو حظرًا على واردات معظم المواد الغذائية من الغرب ونفذت استراتيجية "استبدال الواردات". وتدعو تلك المبادرة الشركات الروسية إلى الاستعاضة عن سلع مثل الجبن الفرنسي والإيطالي بمنتجات محلية، وهو إجراء وصفه بوتن بأنه "فرصة" لبلاده.

من جهته، يعتمد عملاق الطيران الأمريكي "بوينغ" بشكلٍ كبيرٍ على إمدادات التيتانيوم من روسيا، لذلك فعقوبات أمريكية على صادرات المعدن ستلحق ضررًا كبيرًا بالشركة الأمريكية، حسب تقارير إعلامية روسية. ووفقًا لخبراء، تعتمد صناعة الطائرات الأمريكية على التيتانيوم المصدّر من روسيا بنسبة 60 في المئة، حيث يتم استيراده من قبل شركة "فسمبو-أفيسما" الروسية.

بوتن يخطط لمواجهة العقوبات بـ

وحذرت شركة "بوينغ" مِن أن التوتر بين موسكو وواشنطن حول أوكرانيا يُهدد سلسلة التوريد الخاصة بها، وقالت، الأربعاء، إن التوترات تخلق "مناخًا غير ملائم" لأعمالها وتهدد بتعطيل سلسلة التوريد الخاصة بها.