تبدو السياسة أحيانًا شبيهة بحديقة الحيوان، خاصة خلال موسم الانتخابات الذي يُعد أبرز الأحداث الجديرة بالتغطية الإعلامية، ولكن في النهاية يظل المرشحون بشرًا، ولقد تقلد عدد من الحيوانات مناصب سياسية أو للدقة تم تقليدهم إياها بمبادرات بشرية، وفي بعض الحالات تهدف هذه الحملات للشهرة الإعلامية أو تكون نوعًا من الاحتجاج، وفي أوقات أخرى يكون هدفها الترويج لقضية ما، وفي بعض الأحيان تفوز الحيوانات.

1. موريس عمدة خالابا

تحول الناخبون المكسيكيون المحبطون من فئران السياسة إلى خيار آخر عام 2013: هر ذو فراء باللونين الأسود والأبيض يُدعى موريس، رشحه اثنان من الطلبة لمنصب عمدة خالابا على سبيل المزاح، لكن القط حصل على ما يقارب 150 ألف إعجاب على موقع فيس بوك وأكثر من 7500 صوت في يوم الانتخابات، ورغم أن موريس لم يكن مدرجًا على قوائم المرشحين، فإن مالكيه زعموا أن بإمكانه أن يكون سياسيًّا بارعًا؛ إذ ينام طيلة اليوم ولا يفعل شيئًا، تمامًا مثل السياسيين.

2. كاكاريكو لمجلس مدينة ساو باولو

فى عام 1959، هزم وحيد قرن برازيلي يُدعى كاكاريكو (وتعني قمامة) أكثر من 500 مرشح لمجلس المدينة بحصوله على 100 ألف صوت، حيث أدرج طلبة ساو باولو اسم كاكاريكو في ورق الاقتراع على سبيل المزاح، لكن وحيد القرن البالغ من العمر خمس سنوات أصبح رمزًا للإحباط السياسي الذي يشعر به المواطنون، وقد ألهم كاكاريكو حركة سياسية أخرى بعد عقد من الزمان، وهي حزب وحيد القرن في كندا، وزعم الحزب السياسي الساخر أن وحيد القرن هو أبرع الساسة لأن له جلدًا سميكًا وبطيء الحركة ولا يتمتع بالذكاء، ولكنه يستطيع الجري سريعًا في حال تعرض للخطر.

3. لوسي لو عمدة

لا يمانع مواطنو مدينة رابيت هاش بولاية كنتاكي أن يكون ساستهم من الكلاب، وفي الواقع فإن عمدتهم الحالية "لوسي لو" هي ثالث سياسية من فصيلة الكلاب، وقد فازت الكلبة الضخمة ذات الفراء باللونين الأحمر والأبيض على عدة كلاب وقطط بالإضافة لحيوان الأبوسوم ( حيوان أمريكي) وإنسان واحد عام 2008، وتنحصر مهامها البسيطة في دعم مناسبات جمع التبرعات وتحية الزوار، وبالإضافة لذلك تلقت لوسي لو عام 2011 شيكًا بقيمة 1000 دولار مقدمة من حملة "نحن نسمعك يا أمريكا" التي أطلقتها مجلة "ريدرز دايجست".

4. كلاي هنري عمدة ليجيتاس

لا يستطيع الكثيرون الانتقال من مجال الترفيه إلى السياسة، ولكن جديًّا واحدًا يُدعى كلاي هنري تحول بسهولة من مجرد جدي إلى عمدة يشرب البيرة، حيث انتخب مواطنو مدينة ليجيتاس بولاية تكساس الأمريكية كلاي هنري في الثمانينيات ليشغل منصب العمدة خلفًا لرجل أعمال من هيوستن، وقد قال مالك كلاي هنري لصحيفة نيويورك تايمز: "لقد قررت أنه إذا كان بوسع شخص من هيوستن أن يكون عمدة ليجيتاس، فلماذا لا يكون جديي عمدة هو الآخر؟!"، واليوم يشغل كلاي هنري الثالث حفيد كلاي هنري منصب العمدة الفخري للمدينة، وهو أيضًا يستمتع بشرب البيرة مرارًا وتكرارًا.

5. بيجاسوس رئيسًا للولايات المتحدة

إن السياسة عمل شاق بالنسبة للخنازير، وهذا ما اكتشفه الخنزير بيجاسوس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 1968، وقد تم القبض على بيجاسوس الذي رشحه حزب الشباب العالمي للاحتجاج على حرب فيتنام مع سبعة من مؤيديه في تجمع لإعلان ترشحه، وأخبر رجال الشرطة أعضاء الحزب أن بيجاسوس هو من أبلغ عنهم، وبينما أُفرج عن مؤيديه بكفالة، انقطعت أخبار بيجاسوس ولم يسمع به أحد ثانية.

6. إنكيتاتوس قنصل روما

وفقًا لما ذكره المؤرخ القديم سويتونيوس، فقد عاش إنكيتاتوس، الجواد الأثير لدى الإمبراطور الروماني المجنون كاليجولا في مربط رخامي، وكان يأكل الشوفان الممزوج بالذهب، وقد عينه كاليجولا في منصب قنصل مدينة روما، ولكن المؤرخين المعاصرين يرون أن سويتونيوس قد بالغ، وأن جنون كاليجولا ربما كان نوعًا من العبقرية السياسية، فبترشيحه لإنكيتاتوس برهن الإمبراطور الروماني القديم على أنه حتى الحيوانات يمكن أن تصبح قناصل.

7. كولوسوس لرئاسة الولايات المتحدة

إذا كنت ترغب في أن تكون رئيس الولايات المتحدة، فإن ولاية نيوهامبشاير لديها أقل الشروط صرامة بين بقية الولايات الأمريكية لإدراج اسمك بين المرشحين في الانتخابات التمهيدية، وربما كان ذلك ما دفع العاملين في مزرعة الحيوانات البرية في بنسون لترشيح ذكر غوريلا يُدعى كولوسوس ويزن 215 كيلوغرامًا عام 1980، وقد بررت حديقة الحيوان ذلك بأن الدستور لم يذكر تحديدًا أن المرشح الرئاسي يجب أن يكون إنسانًا، وليس من الواضح ما إذا كانت كولوسوس تنتسب لحزب سياسي أو لا.

وعلى الرغم من أن ترشيح كولوسوس مجرد رغبة في الشهرة الإعلامية بكل معنى الكلمة، فإن حراس حديقة الحيوان كانوا يدركون مخاطر اصطحاب الغوريلا إلى برلمان ولاية نيو هامبشاير لتوقيع الأوراق اللازمة بسبب تصرفاته غير المضمونة، وقد تركوه في عربة مقطورة بالخارج وأرسلوا قردًا من نوع شامبانزي يرتدي بذلة بيضاء ويحمل مفكرة ليعلن نية كولوسوس في الترشح، وانتهى الحال بالقرد وهو يتسلق ماسورة ويتأرجح على تجهيزات الإضاءة. في النهاية رفض بيل جاردنر وزير خارجية ولاية نيوهامبشاير طلب كولوسوس للترشح، لأن عمره كان أقل من 35 عامًا، وهو الحد الأدنى لسن الترشح لرئاسة الولايات المتحدة، وقد توفي كولوسوس عام 2006.

8. با كيتل لمنصب العمدة

في بعض الأحيان تصبح الحيوانات مرشحين سياسيين من أجل قضية نبيلة، كما حدث في بلدة ديفايد بولاية كلورادو الأمريكية، وهي مجتمع صغير يستطيع جعل أي شيء وأي شخص عمدة لأن هذا المنصب مجرد منصب شكلي، ونتيجة لذلك فقد تولت عدة حيوانات منصب عمدة البلدة، وتنظم وكالة رعاية الحيوانات بالبلدة الانتخابات وتجمع عن كل صوت دولارًا واحدًا.

وفي عام 2014 تم انتخاب كلب بوليسى يستخدم في عمليات البحث والإنقاذ ويُدعى با كيتل كعمدة، بعد حصوله على 2387 صوتًا، متغلبًا بذلك على ذئب وحصان وحمار وقطة وقنفذ وخمسة كلاب آخرين، وقد جاء الذئب كيني في المركز الثاني بفارق 55 صوتًا عن با كيتل وتم تعيينه نائبًا للعمدة، وجُمع في هذه الانتخابات 10 آلاف دولار من الناخبين. كان العمدتان السابقان للبلدية هما كلب بثلاث أرجل عام 2010 وقطة بثلاث أرجل عام 2012. ولم يسع با كيتل لإعادة انتخابه في 2016، ومع ذلك فقد تم ترشيح شقيقته ما كيتل، وفي النهاية فاز ذئب يُدعى شونكا، وقد جمعت انتخابات عام 2016 مبلغ 38 ألف دولار.

9. دوق عمدة لبلدة كورمورانت

في عام 2014، انتُخب كلب من فصيلة جريت بيرينيه يُدعى دوق ويبلغ من العمر سبعة أعوام، عمدة لبلدة كورمورانت بولاية مينيسوتا، وقد عُرف باستمتاعه بالتمرغ في التراب وقضاء معظم وقته في التجول حول مزرعة ألبان. وأُدخلت بعض التعديلات الإجرائية لأداء دوق لليمين، حيث كان من الواضح أنه لن يستطيع ترديد القسم؛ لذلك فقد وضعت إحدى يديه على الكتاب المقدس بينما تلا عليه رئيس البلدة مهامه، ثم سأله عما إذا كان يقبل تلك المهام، فلهث دوق، واعتُبر ذلك علامة قبوله لها!

وأصبح دوق محط الأنظار، حيث يرغب زوار بلدة كورمورانت في التقاط الصور معه وإعطائه الهدايا، حتى إنه ظهر في قناة ناشيونال جيوجرافيكس، وقد قيل إنه يتمتع بأعلى درجات التأييد في البلاد، وفي أغسطس من عام 2016 انتُخب دوق كعمدة لفترة ولاية ثالثة (حيث إن مدة ولاية عمدة كورمورانت هي عام واحد).

10. تياو لمنصب العمدة

يبدو أن عمدة ريو دي جانيرو في الثمانينيات لم يكن محبوبًا، ففي إحدى زياراته لحديقة الحيوان بالمدينة، رآه شامبانزي حاد المزاج يُدعى تياو وألقى بفضلاته عليه. كان هذا تصرفًا معتادًا لقردة الشامبانزي، لكن تياو أثبت أنه مختلف، وقد كان على العمدة أن يزور الحديقة عدة مرات بعد تلك الواقعة، وكان تياو يستهدفه في كل مرة متجاهلًا بقية الشخصيات المهمة المصاحبة للعمدة.

أصبحت تصرفات تياو حديث الصحف، وانشغل العديد من الصحفيين بالكتابة عنه، وأصبح تياو محبوبًا لدى الكثير من مواطني ريودي جانيرو بسبب تصرفاته. وفي عام 1988، حان موعد انتخابات منصب العمدة، ورشح "حزب الموز البرازيلي" تياو الذي دخل السباق ضد 11 مرشحًا آخر، وقد حصل تياو في النهاية على 400 ألف صوت محتلاً المركز الثالث، وتم إدراجه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكثر شامبانزي حصل على أصوات في حملة انتخابية، وقد توفي عام 1996 عن عمر يناهز 33 عامًا.