لا تتاح الفرصة في كثير من الأحيان لرؤية فنان كبير وهو يرسم لوحاته أو ينحت أعماله، لكن سكان مدريد تمكنوا مؤخرًا من مشاهدة أحد أعظم فنانى إسبانيا الأحياء وهو يقيم استوديو خاص به تحت أشعة الشمس الحارقة في ميدان بويرتا ديل سول الشهير.

ويوميا منذ بداية يوليو الماضى، بين السادسة والنصف، والتاسعة والنصف مساء، يضع الرسام والنحات أنطونيو لوبيز، البالغ من العمر 85 عامًا، حامل اللوحات ويثبت عليه لوحة من القماش ثم يبدأ في مزج الألوان والرسم تحت نظر حشود المتسوقين والمارة ومحبي الفنون الذين يتجمعون حوله لمتابعته وهو يرسم لوحاته الجذابة. أثارت رؤية الفنان الشهير المتواجد بين المحلات السياحية وأكشاك اليانصيب في بويرتا ديل سول، فضول الكثير من السكان المحليين الذين تجمعوا حوله لوقت طويل من أجل متابعته وهو يرسم لوحاته الخاصة. ومن جهته، قال مدرس الفنون خافيير ماتيو، البالغ من العمر 33 عامًا – والذي ألهمه لوبيز لدراسة الفن بنفسه – “إنها لحظة تحدث مرة واحدة في العمر لأن أنطونيو لوبيز أسطورة حية للفن الإسبانى”.

ويشتهر لوبيز – الذي تمتع بحياة مهنية طويلة في إسبانيا، وظهر في المجموعات الدائمة للمتاحف حول العالم – بتصويره النابض بالحياة للمواضيع اليومية، من مشاهد المدينة إلى الصور الشخصية. ومن المعروف أنه لا يتسرع في عمله، حيث كشف عن صورة للعائلة الملكية الإسبانية فى عام 2014، بعد 20 عامًا من تكليفه برسمها، وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها لوبيز تصوير الساحة الشهيرة بوسط العاصمة الإسبانية، وقال أنطونيو لوبيز، “بويرتا ديل سول فكرة قديمة جدا في ذهني وهذه محاولتي الثالثة”.

كانت محاولته الأولى لرسم الساحة قبل أكثر من 20 عاما، ثم تزامنت محاولته الثانية مع أعمال تشييد اضطرته للتخلي عن الفكرةن وقد رأى الآن أن الوقت حان لاستئناف العمل الذى بدأه فى 2010، وقال أنطونيو لوبيز، “أمل أن تكون هذه هي المرة الأخيرة وأن أتمكن في نهاية الأمر من استكمال عملى”.