انتخب حزب العمال الاسكتلندي، السبت 27 فبراير/شباط 2021، أنس سروار زعيماً له، ليصبح بذلك أول مسلم يقود حزباً سياسياً في بريطانيا. بحسب شبكة بريطانية، فإن أنس، الذي التحق بالحزب وهو ابن 16 عاماً، قد واصل بهذه الخطوة تقليداً عائلياً، حيث كان والده محمد أول عضو برلماني مسلم في المملكة المتحدة على الإطلاق، واحتفظ بالمقعد المخصص لوسط غلاسكو عن حزب العمال في الفترة ما بين 1997 و2010.
فيما ذكرت صحيفة بريطانية أن "سروار تغلب على زميلته مونيكا لينون بنسبة 57.6% مقابل 42.4%، في انتخابات رئاسة الحزب"، وذلك استعداداً لانتخابات برلمانية مقررة في مايو/أيار المقبل. ويخلف سروار المولود لأبوين باكستانيين مسلمين، عضو البرلمان الاسكتلندي عن غلاسكو (أكبر مدن اسكتلندا)، ريتشارد ليونارد، الذي استقال في يناير/كانون الثاني الماضي.
وسيكون سروار أول زعيم غير أبيض لحزب سياسي كبير في المملكة المتحدة، وكان قد تحدث في السابق عن العنصرية التي واجهها كرجل سياسي، وقد تضمن هذا تهديدات بالقتل وجهت لعائلته.
ضض
وفي مقطع مصور نشره عبر "تويتر"، قال سروار إنه "لشرف عظيم لي في حياتي أن أصبح زعيماً لحزب العمال الاسكتلندي، سأكون قائداً يركز على ما يوحدنا كدولة، وليس ما يفرقنا". كما أضاف: "أريد أن أقول مباشرة لشعب اسكتلندا.. أعرف أن حزب العمال عليه أن يفعل الكثير ليسترد ثقتكم". ويشغل حزب العمال المعارض في اسكتلندا 23 مقعداً في البرلمان، المكون من 129 مقعداً.
تاريخ من السياسة
رغم تعرضه إلى التهديدات العنصرية وسوء المعاملة كونه مسلماً، ترك "سروار" وظيفته كطبيب أسنان في عام 2010، وقرر دخول عالم السياسة. وخلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2014، انتخب سروار نائباً لزعيم حزب العمال الاسكتلندي، كما كان مكلفاً بمهمة تنسيق حملة الحزب خلال استفتاء الاستقلال، بحسب "الغارديان". وقد لعب سروار دوراً فاعلاً في الحملة المؤيدة لبقاء اسكتلندا في المملكة المتحدة خلال الفترة التي سبقت إجراء الاستفتاء على الاستقلال في 2014، حيث كان يجوب اسكتلندا في حافلة مع نشطاء معارضين للاستقلال. لينتهي الاستفتاء في 18 سبتمبر/أيلول 2014، برفض الناخبين استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة بنسبة 55.42% مقابل نسبة 44.58% كانت تؤيد الاستقلال.
وأبرز المناصب التي تقلدها سروار كعضو في البرلمان هو المتحدث باسم حزب العمال الاسكتلندي حول قضايا الصحة، ولعب دوراً رئيسياً في القلق بشأن قضايا السلامة في مستشفى جامعة الملكة إليزابيث في غلاسكو، والذي قاد إلى إجراء تحقيق عام في المسألة. كما شكل سروار مجموعة من أعضاء البرلمان الاسكتلندي من الأحزاب المختلفة لمعالجة قضية الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام). وعندما واجه الحزب انتخابات لاختيار قيادة جديدة في 2017، بعد أن استقالت كيزيا دوجديل ودخل سروار المنافسة ضد ريتشارد ليونارد، لكنه خسرها. في أعقاب ذلك، زعم سروار أن أحد المستشارين أخبره أن اسكتلندا لن تصوت له بسبب ديانته ولون بشرته.
يشار إلى أنه في عام 1997، انتخب والد أنس، محمد سروار، ليصبح أول عضو برلماني مسلم في المملكة المتحدة، قبل أن يتولى منصب حاكم إقليم "البنجاب" (وسط) في مسقط رأسه بباكستان.