وفقاً للمؤرخ سوتونيوس في كتاب حياة القياصرة الاثني عشر The Lives of the Twelve Caesars فقد خطط الإمبراطور الروماني كاليغولا لجعل حصانه المفضل إنسيتاتوس كاهناً. صحيح أنّ هذه الفكرة الغريبة من نوعها انتهت بطعن الحصان حتى الموت من قبل بعض المتآمرين، إلا أنّ الفكرة لم تمت مع ترشح العديد من الكلاب والماعز ووحيد القرن والبغال وغيرها للعديد من المناصب، وقد فاز البعض بالفعل. فتعرفوا معنا إلى حيوانات تم انتخابها لتولي مناصب بدلاً من البشر.
1. برازيليون يرشحون الماعز Ioiô لمنصب عضو مجلس المدينة
في عشرينيات القرن الماضي، قرّر السكان المحليون الساخطون في مدينة فورتاليزا في البرازيل أن يقوموا بترشيح ماعز يمتلكه أحد الناس هناك يدعى Ioiô، من أجل أن يكون عضواً في مجلس المدينة تعبيراً عن سخطهم من المرشحين البشريين الذين لا يقدمون لهم أي شيء. ورغم عدم قبول هيئة الانتخابات ترشيح الماعز فإن الكثير من الناس سجلوا اسمه على ورقة الاقتراع، ولسوء الحظ لم يتم أخذ هذه الأصوات بعين الاعتبار. ومع ذلك بات الماعز من مشاهير البرازيل حتى وفاته في العام 1931.
2. الجمهوريون في أمريكا ينتخبون بغلاً
في العام 1938 انتخب الجمهوريون في مدينة ميلتون في ولاية واشنطن الأمريكية، عن غير قصد، بغلاً يدعى بوسطن كيرتس، ليكون عضواً جديداً في مجلس إدارة المدينة. كانت هذه الحيلة فكرة عمدة ميلتون الديمقراطي كينيث سيمونز، الذي كان هدفه ذا شقين: أولاً إحراج الجمهوريين والإدلاء ببيان حول عدم كفاءة النظام الأساسي، وثانياً مع عدم طرح أسماء أخرى، سجل سيمونز بغلاً سماه بوسطن كيرتس لملء المنصب الجمهوري الشاغر.
ورغم عدم معرفة أي شيء عن هذا المرشح الغامض، فقد انتخب الناخبون الجمهوريون بوسطن كيرتس بأغلبية 51 صوتاً، فقط لأنه كان جمهورياً. وعندما تم الإعلان عن نتائج الانتخابات أدرك سكان ميلتون أنهم قد انتخبوا بغلاً بنياً طويل الأذنين، ليكون عضواً جديداً في اللجنة، وبعد أن تم الكشف عن الخدعة تمت إعادة البغل إلى الحظيرة مرة أخرى.
3. وحيد القرن يفوز بمنصب عضو في مجلس ساو باولو البرازيلية
في عام 1959 كانت أنثى وحيد القرن البالغة من العمر 4 سنوات تدعى كاكاريكو تهتم بسلام بشؤونها الخاصة في حديقة الحيوانات في ساو باولو بالبرازيل، حتى قرر أحدهم تقديمها كمرشح ينافس 540 مرشحاً آخر في مجلس انتخابات المدينة. كان الناس هناك ينظرون إلى جميع المرشحين على أنهم فاسدون أو غير مناسبين للمناصب، فانتشرت الفكرة التي لاقت ترحيباً كبيراً من قبل سكان المدينة.
وبالفعل بعد نهاية الانتخابات فازت وحيد القرن بأغلبية ساحقة، بعد كتابة اسمها على نحو 100 ألف بطاقة اقتراع، بينما حصل أقرب منافسيها البشريين على 10 آلاف صوت فقط. ورغم رفض مسؤولي الانتخابات ترشيحها فإن الناخبين أوضحوا وجهة نظرهم، وبات اسمها حتى يومنا هذا "Cacareco Vote" يستخدم من أجل التعبير عن احتجاجات التصويت.
4. غوريلا تترشح لمنصب الرئاسة الأمريكية
كانت الغوريلا كولوسوس واحدة من أكبر الغوريلات التي تم أسرها على الإطلاق، وعاشت في مزرعة الحيوانات البرية بولاية نيوهامبشاير بالولايات المتحدة الأمريكية. وبما أنّ نيوهامبشاير لديها أقل الشروط صرامة بين بقية الولايات الأخرى، فقد قرر مسؤولو الحديقة ترشيحها للخوص في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في العام 1980.
وقد برّرت إدارة المزرعة أثناء قيامها بملء أوراق الترشح في وزارة الخارجية أن الدستور لم يذكر تحديداً أن على المرشح الرئاسي أن يكون بشرياً فقط، وأن الغوريلا قد استوفت كامل الشروط من العمر حتى الولادة على الأراضي الأمريكية. ورغم أنّ الغوريلا لم تصل إلى البيت الأبيض، فإن اسمها تم تضمينه في سلسلة من بطاقات التداول الأولية الرئاسية، المصرح بها من قبل مكتب الولاية، إلى جانب أسماء أخرى مثل جورج دبليو بوش وجيمي كارتر وبيل كلينتون.
5. ماعز وكلب يفوزان بانتخابات رئاسة جمهورية نيوزيلندية مستقلة
في العام 1989، أعلنت بلدة وانغامومونا استقلالها بشكل فردي عن نيوزيلندا، وانتخبت إيان كيستروب رئيساً لها بعد وضع اسمه على ورقة الانتخابات دون علمه. خدم كيستروب مدة 10 سنوات، قبل أن يتقاعد ليتم ترشيح الماعز بيلي غامبوت للمنصب، والتي فازت بأغلبية ساحقة في العام 1999، رغم أنّ بعض السكان توقعوا أنّ الماعز قد أكلت أوراق اقتراع المنافسين الآخرين من أجل الفوز. بقيت بيلي في منصبها مدة 18 شهراً إلى حين وفاتها.
وفي العام 2003، تم التصويت على الرئيس غير البشري التالي للجمهورية، إذ تم انتخاب الكلب تاي، وهو من نوع Poodle، قبل أنّ يتعرض لهجوم من قبل كلب آخر من نوع Mastiff، اعتبرها بعض السكان أنها كانت محاولة اغتيال سياسية. ورغم أنّ تاي بقي على قيد الحياة فقد تم عزله لاحقاً بحجة أنه غير لائق للخدمة. أما في الوقت الحالي فيتولى منصب الرئاسة بشري يدعى جون هيرليهي منذ العام 2017، رغم معارضته من قبل دب وخروف وببغاء.
6. شمبانزي سيئ المزاج يخوض انتخابات عمدة ريو دي جانيرو
كان ماكاكو تياوز وهو شمبانزي سيئ المزاج يعيش في حديقة حيوان في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في الفترة الممتدة من 1963 حتى العام 1996. ورغم أنّ طبيعة ماكاكو قاسية، ويحب استفزاز الزوار، فإنه كان محبوباً من قبل الموظفين والزوار على حد سواء، وقد ازدادت محبة الناس إليه بعد قيامه برمي برازه على السياسيين الذين زاروا الحديقة، وأصبح حديث الصحف. وفي العام 1988 ارتفعت شعبية الشمبانزي العنيف مجدداً، عندما دخل إلى حزب الموز البرازيلي المناهض للدولة، وتم ترشيحه لمنصب عمدة ريو دي جانيرو، وحصل على 400 ألف صوت وضعته في المركز الثالث.
7. القط الذي قسّم المعارضة في المكسيك
في العام 2013 كان اثنان من خريجي الجامعات يتابعون المرشحين لمنصب عمدة خالابا المكسيكية، وقررا أنّ قطاً يدعى موريس سيكون بديلاً مناسباً للمرشحين. وبالفعل سرعان ما أصبح المرشح الجديد مشهوراً عبر الإنترنت، وحصل على 12 ألف صوت، وضعته في المركز الرابع من بين 11 مرشحاً. وقد جادل بعض النقاد بأن موريس قام بتقسيم أصوات المعارضة، ومنح الفوز للحزب الحاكم القوي في المكسيك، إلا أنّ فريق الحملة رفضوا الأمر قائلين: قطة بسيطة أم معارضة مجزأة؟
8. القط الذي دمّر مرشحيه بنسبة خياليّة
بعد سلسلة من قضايا الفساد البارزة سئم سكان مدينة بارناول السيبيرية من مرشحيهم لرئاسة البلدية، لذلك قرروا في عام 2015 التصويت لصالح قطة تدعى بارسيك. وفي استطلاع غير رسمي دمر القط 6 مرشحين من البشر، وفاز بنسبة 91.2% من 5400 صوت تم الإدلاء بها. كان تصويت الاحتجاج نجاحاً باهراً، ولكن للأسف لم يتم تسجيل بارسيك كمرشح رسمي لرئاسة البلدية، وبالتالي لم يتمكن من تولي المنصب.
9. لينكولن.. ماعز يصبح أول عمدة فخري للحيوانات في أمريكا
في عام 2019، أصبح ماعز نوبي يبلغ من العمر 3 سنوات يُدعى لينكولن رئيس بلدية فخرياً لمدينة فيرهافن الصغيرة في فيرمونت بولاية نيو أنجلاند في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد هزم الماعز القطط والكلاب المنافسة وجربوعاً يدعى كريستال. رغم قضاء حاجته على المنصة الافتتاحية مباشرة أمام الجمهور، فقد استمر لنكولن في قضاء عام ناجح كرئيس لتلك البلدية.
10. القط كفاركي يكافح لنيل منصب عمدة مدينة ألمانية
في العام 2021، قرّر مالك قط يدعى كفاركي ترشيحه ليصبح العمدة الجديد للمدينة الألمانية الصغيرة دمين، لكنّ السلطات في المدينة حتى الآن رفضت طلب الترشح. وبررت السلطات رفض الطلب كون القط كفاركي لا يستوفي شروط الترشح، فضلاً على أن إمضاء المرشح غير موجود على الاستمارة، وأيضاً عدم استيفائه للسن المحدة، وهي 18 عاماً، بينما عمر القط هو 6 سنوات فقط. من ناحيتة يعتزم مالك القط اللجوء إلى القضاء.