قالت صحيفة بريطانية في تقرير نشرته يوم الثلاثاء إن مقبرة إيطالية كانت مقامةً فوق حافة جرفٍ في منطقة كاموغلي شمال غرب مدينة جنوة انهارت ووقعت في البحر، ما تسبب في وقوع العشرات من توابيت الموتى في المياه. إذ تسبب انهيار الكتلة الأرضية في كاموغلي التي تعتبر منتجعاً سياحياً يوم الإثنين في سقوط نحو 200 تابوتٍ في المياه، فضلاً عن تدمير كنيستين صغيرتين كانتا في المقبرة.
الصور التي نُشرت حول الحادث أظهرت أن مساحةً كبيرةً من الجرف قد سقطت في المياه، فيما بدت التوابيت بين الركام والحطام تجرفها المياه على مسافةٍ تزيد على 48 متراً أسفل الجرف. في المقابل تبذل السلطات المحلية الجهود لإنقاذ التوابيت، في الوقت الذي ينتظر فيه أقارب المدفونين في المقبرة بقلقٍ بالغٍ ليعرفوا ما إذا كانت توابيت أحبائهم بين تلك التي ابتلعها البحر أم لا.
في حين تشير التقارير إلى أن الانهيار الأرضي كان نتيجةً لتآكل الساحل، الذي تفاقم بسبب العواصف الأخيرة في منطقة ليغوريا من البحر الأبيض المتوسط المعروفة باسم الريفيرا الإيطالية. إذ يقول المقيمون في المنطقة إنهم سمعوا صوت الانهيار الأرضي من منازلهم، وقال بعضهم إنهم هرعوا إلى المقبرة حين سمعوا أن الجرف سقط في البحر.
كما عبر بعضهم عن استيائه من الحادثة قائلين إنهم فقدوا توابيت ورفات أحبائهم على الأرجح في الكارثة، قالت امرأة تدعى باميلا لصحيفة محلية إن رفات والدها قد فُقد على الأرجح وإن "قدميها ترتعشان، كما لو أنه قد مات مجدداً". العمدة المحلي قال بعد الانهيار إن مقبرة كاموغلي قد بُنيت على شفا الجرف منذ 10 أعوام وإن أعمال تقوية الجرف "كانت قائمةً منذ مدةٍ".
العمدة فرانشيسكو أوليفار، الجيولوجي المتمرس، قال كذلك إنه كان من الصعب التنبؤ بالانهيار، وإن جزءاً كبيراً من المقبرة المنهارة كان يواجه الجرف؛ ما يعني أن أغلب التوابيت قد يكون مدفوناً تحت ركام الانهيار الأرضي. كانت الجهود لاسترجاع التوابيت من البحر مستمرةً طيلة مساء الإثنين حتى صباح الثلاثاء، مسفرةً عن استرجاع 10 توابيت مساء الإثنين، وسوف تحفظ جانباً حتى يُتعرف على أصحابها.
في المقابل يُظهر مقطعٌ صُور من المقبرة أثناء الانهيار أشخاصاً يُفترض أنهم عاملون يشاهدون من على سطح جبانةٍ انهيار جبانةٍ أخرى بعد أن تصدع سطحها. أما أسفل الجرف فقد كان هناك 10 منازل، ثلاثة منها كانت مسكونة. وقد عرض مسؤولو المدينة على سكان تلك المنازل محال إقامة مؤقتةٍ في أعقاب الانهيار. برغم كل ما حدث لا يزال العمدة يعتقد أن الانهيار لم يكن يمكن التنبؤ به، خصوصاً من حيث اتساعه. وقال: "ما حدث أحسبه من بين أحلك الأيام التي مررت بها في منصب العمدة، وأنا قريبٌ من كل إخوتي المواطنين".