أعلن مجلس الدولة في تركيا، وهو أعلى محكمة في البلاد، الخميس، أن قراره بشأن مستقبل "أيا صوفيا" خلال 15 يوماً إثر انتهاء النقاشات الخاصة بهذا الشأن. وينظر مجلس الدولة في طلب منظمات عديدة إلغاء القرار الذي حول من خلاله "آيا صوفيا" من مسجد إلى متحف في عام 1934 بقرار من رئيس الجمهورية التركية آنذاك مصطفى كمال أتاتورك، لكن الرئيس أردوغان أكد في مناسبات عدة عن تأييده لفكرة تحويلها إلى مسجد، ووصف العام الماضي تحويلها إلى متحف بـ"الخطأ الفادح".

وكان مجلس الدولة سمح العام الماضي بتحويل كنيسة شورا البيزنطية في إسطنبول إلى مسجد في قرار اعتبره البعض اختباراً قبل البت في مستقبل آيا صوفيا.

وتثير هذه الخطوة قلقاً خارج تركيا، فقد دعت الولايات المتحدة، الأربعاء، أنقرة إلى عدم المساس بوضع آيا صوفيا فيما تراقب اليونان المجاورة عن كثب القرار المتوقع، كذلك دعا سفير وزارة الخارجية الأميركية للحرية الدينية، سام براونباك، إلى عدم المساس بالمعلم التاريخي، وقال في تغريدة له عبر "تويتر"، إن آيا صوفيا تحمل أهمية روحية وثقافية هائلة لمليارات المؤمنين من مختلف الديانات حول العالم، وأضاف "ندعو حكومة تركيا إلى الحفاظ عليها كموقع للتراث العالمي لليونسكو، والحفاظ على إمكانية وصول الجميع إليها في وضعها الحالي كمتحف".

بينما انتقد نائب وزير الخارجية التركية، يافوز سليم كيران، طلب براونباك، وقال كيران في تغريدة على تويتر "لا تقلق يا سيادة السفير سام بروانباك فتركيا تعلم جيدًا كيف تحافظ على ميراثها الديني والثقافي". وردت وزارة الخارجية التركية بخطاب شديد اللهجة قائلة "إن آيا صوفيا هي وقف للسلطان محمد الفاتح، وإذا كان هناك قرار سيصدر بشأنه فنحن سنتولى ذلك، فتركيا تحتل المرتبة الـ18 في الحفاظ على أماكن التراث العالمي". ومنذ وصول العدالة والتنمية إلى السلطة في 2003، تزايدت الفعاليات الإسلامية داخل هذا الموقع، ونُظمت حلقات لتلاوة القرآن وصلوات جماعية في محيطه. ووجه عشرات الأكاديميين بينهم مؤرخون بيزنطيون وعثمانيون مشهورون عالميًا، رسالة مفتوحة للحفاظ على وضع آيا صوفيا كمتحف دون المساس بوضعه الحالي.

وقال الأكاديميون وبعضهم مدرسون في أعرق الجامعات الأوروبية والأميركية "في رأينا القضية الرئيسية ليس السؤال هل آيا صوفيا متحف أم مسجد، بدلاً من ذلك، نتحدث عن كيفية حماية آيا صوفيا بشكل أفضل، إن النقاش الجاري، قد تعرض لتداخلات غير صحيحة مما سيؤدي إلى تدمير الحقائق التاريخية والأثرية لآيا صوفيا وإخفاء الأعمال الفنية".

وكان لآيا صوفيا شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية المسيحية والعثمانية الإسلامية. واتخذت الحكومة قرار تحويله إلى متحف في 1934 في السنوات الأولى لدولة تركيا العلمانية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك. وتقول الدعوى إن ذلك القرار غير قانوني. ويوم الأربعاء، حث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تركيا على السماح ببقاء آيا صوفيا متحفا، كما حذر رأس الكنيسة الأرثوذكسية من أن تحويل المتحف إلى مسجد سيكون دعوة للفرقة.

وكان مبنى آيا صوفيا أبرز كنيسة في المسيحية على مدى 900 عام، ثم أصبح من أعظم المساجد على مدار 500 عام بعد الفتح العثماني لاسطنبول. وقال البطريرك بارثلوميو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم ومقره اسطنبول إن تحويل المتحف إلى مسجد سيخيب آمال المسيحيين ويتسبب في صدع بين الشرق والغرب. وتدعو جماعات تركية منذ سنوات إلى تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وقد أيد أردوغان دعوتها قبل الانتخابات المحلية العام الماضي.