في خضم الحرب العالمية الثانية، اتجه الألمان مطلع العام 1943 لاستخدام الدبابة الثقيلة تايغر (Tiger) بشكل مكثف بساحات القتال على الجبهة الشرقية، وأثاروا بذلك قلق السوفيت الذين عجزوا عن صدّها. وبسبب مدفع الدبابة عيار 88 ملم وسمك دروعها الذي تراوح بين 25 و120 ملم وبلغ حتى 185 ملم بالنسبة للتايغر 2، شكلت هذه الدبابة الألمانية قوة ضاربة على جبهة القتال، أعاقت تقدم قوات ستالين وعملية طرد النازيين من أوروبا الشرقية.
لوحة تجسد عددا من دبابات التايغر الألمانية
خلال تلك الفترة، مثلت الدبابات السوفيتية الرئيسية من نوع تي 34 (T-34) وكاي في 1 أس (KV-1S) فرائس سهلة للتايغر بسبب دروعها الضعيفة، واضطرت العربات القتالية السوفيتية للاقتراب بشكل كبير من نظيرتها الألمانية لإصابتها، وكانت قذائفها بدون فاعلية تذكر أمام دروع التايغر.
لوحة تجسد الدبابة السوفيتية تي 34
أمام هذا الوضع، احتاج الجيش السوفيتي دبابة قتالية جديدة لتعويض النوعية كاي في 1 التي عفا عليها الزمن، حيث ظهرت الأخيرة منذ الفترة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، وكانت بطيئة مقارنة ببقية الدبابات سنة1943، كما تميّزت بدروعها الضعيفة وتكلفتها المرتفعة.
صورة لعدد من دبابات إيوسيف ستالين 2 بالجيش الصيني
انطلاقا من ذلك، ظهرت نوعية الدبابات السوفيتية إيوسيف ستالين (Iossif Stalin) التي اقتبس اسمها من اسم القائد السوفيتي جوزيف ستالين (Joseph Stalin) حيث جاءت الأخيرة لتعوض النوعية كاي في 1.
لوحة تجسد القائد السوفيتي جوزيف ستالين
وقد سجلت الدبابة إيوسيف ستالين 1، التي يشار إليها باختصار بحروف أي أس 1 (IS-1)، دخولها للخدمة بالجيش السوفيتي في وقت وجيز، حيث طوّرت بشكل سريع، وأنتجت بشكل مكثف لترسل نحو الجبهة بحلول شهر آب/أغسطس سنة 1943.
في الأثناء، أبدت هذه الدبابة بلاء حسنا مقارنة بدبابات تي 34 وكاي في 1 أس بفضل سرعتها ومدفعها عيار 80 ملم، فكانت قادرة على مقارعة دبابات التايغر الألمانية من مسافة متوسطة.
صورة معاصرة لدبابة سوفيتية نوع تي 34
بالمقابل، مثلت هذه الدبابة الجديدة حلا وقتيا أمام التايغر الألمانية التي حافظت على تقدمها بساحات المعارك، ولهذا السبب لجأ السوفيت لتطوير نوع ثان من دباباتهم حمل اسم إيوسيف ستالين 2، وأشير إليها بالرمز أي أس 2 (IS-2). كما مثلث دبابة إيوسيف ستالين 2 أقوى الدبابات الثقيلة للحلفاء بالحرب العالمية الثانية، حيث امتلكت الأخيرة مدفعا عيار 122 ملم وتجاوز وزنها 46 طنا، وبلغت سرعتها 37 كلم في الساعة.
صورة لدبابة تايغر ألمانية
ووفرت حماية جيدة لطاقمها المتكون من 4 أفراد بفضل سمك دروعها الذي تراوح بين 60 و110 ملم وجعلها في مأمن من مدافع فلاك 18/36/37/41 (Flak 18/36/37/41) عيار 88 ملم الألمانية المضادة للطائرات والدبابات.
صورة لدبابة سوفيتية من نوع إيوسيف ستالين 2
أيضا، كانت دبابة إيوسيف ستالين 2 قادرة على استهداف أعدائها من مسافة تراوحت بين 1.5 و2 كلم كما كانت قادرة على تدمير دبابات التايغر الألمانية من مسافة قدرت بكيلومتر واحد.
صورة لدبابات سوفيتية ببرلين خلال شهر مايو/أيار 1945
في المقابل، احتاجت دبابات التايغر الألمانية للاقتراب لمسافة أقل من 800 متر لإلحاق أضرار بهذه الدبابة الثقيلة السوفيتية لتكون بذلك حظوظ العربة القتالية الألمانية ضئيلة مقارنة بنظيرتها السوفيتية.
صورة لدبابات إيوسيف ستالين 2 ببرلين سنة 1945
وبينما أبدى جوزيف ستالين تفاؤله بالدبابة التي حملت اسمه، طلبت القيادة العسكرية الألمانية من دباباتها تجنب المواجهة المباشرة مع نظيرتها السوفيتية من نوع إيوسيف ستالين 2.
دبابة سوفيتية من نوع كاي في 1
في الأثناء، ساهمت هذه الدبابة السوفيتية الثقيلة في تحرير العديد من المدن من قبضة النازيين، ودخلت العاصمة الألمانية أواخر الحرب، مستهدفة بنيرانها مبنى البرلمان الألماني (الرايخستاغ) بعد تحصن الجنود الألمان داخله.
صورة لجنود سوفيت فوق دبابة إيوسيف ستالين بالعاصمة برلين سنة 1945
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، أنتج الاتحاد السوفيتي 3395 دبابة من نوع إيوسيف ستالين 2 وقد تواصل استخدام هذه العربة القتالية طيلة العقود التالية بالعديد من الجيوش العالمية الأخرى بعد إدخال تحويرات عليها وظهور نسخ متطورة منها، حيث تواصل اعتمادها لأواخر القرن العشرين واستخدمت لدى جيوش كل من تشيكوسلوفاكيا وبولندا والصين وكوريا الشمالية.
رسم تخيلي يجسد سحق دبابة سوفيتية لأخرى ألمانية بالحرب العالمية
