حملت إسرائيل السلطة الفلسطينية مسؤولية خسائر الانتفاضة الثانية التي بلغت قيمة خسائرها مليار شيكل، في وقاحة تذكرنا بالمثل الشهير "ضربني وبكى، سبقني واشتكى"!! وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن قواته أسقطت طائرة مسيرة امس تسللت من قطاع غزة، بينما برأ الجيش الإسرائيلي حركة حماس من تهمة قتل احد ضباطهم في عملية عسكرية إسرائيلية فاشلة العام الماضي.

وقضت محكمة القدس المركزية التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بأن السلطة الفلسطينية مسؤولة عن العمليات التى نفذت فى الانتفاضة الثانية وسيتعين عليها دفع تعويض قدره مليار شيكل إسرائيلى لأسر المصابين، أي حوالي 280 مليون دولار. وقال نائب رئيس المحكمة الإسرائيلية، القاضي موشيه دروري، إن السلطة الفلسطينية كانت مسؤولة عن 17 عملية فى تلك السنوات، حيث نفذت الهجمات ليس فقط من قبل نشطائها، ولكن أيضا من قِبل منظمة التحرير الفلسطينية، والجهاد الإسلامي، منذ 20 عاما.

ذكر الجيش الاسرائيلي، فى بيان، أن قواته رصدت طائرة مسيرة تسللت من قطاع غزة حيث تم إسقاطها من قبل الجيش الإسرائيلى وتم نقلها للفحص. وكان الجيش الإسرائيلي طلب من سكان مستوطنات غلاف غزة أن يكونوا فى حالة تأهب عقب اكتشاف الطائرة المسيرة. وقبل ذلك بساعات، أعلن المجلس المحلي في مستوطنة زيكيم، جنوب إسرائيل، عن رصد طائرتين مسيرتين شمال القرية.

من ناحية أخرى، برأ الجيش الإسرائيلى، أمس، حركة حماس من مسؤولية مقتل ضابط إسرائيلى فى عملية فاشلة جرت في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2018 الماضي. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، آفيف كوخافى، قوله إن التحقيقات أثبتت أن مقتل الضابط الإسرائيلى خلال تبادل إطلاق نار مع حماس، جاء عن طريق النيران الصديقة.

وذكرت صحيفة عبرية إسرائيلية أن الضابط الإسرائيلى قتل بنيران ضابط إسرائيلى آخر. وأضاف كوخافى أن "العملية الفاشلة، التى جرت فى غزة فى نوفمبر الماضى، نتيجة انحراف وحدة للقوات الخاصة، ودخولها فى تبادل إطلاق نار كثيف مع حماس، أدى إلى مقتل الضابط". وأوضح: "أظهرت التحقيقات عددا من الأخطاء التكتيكية والتخطيط غير السليم، الذى أدى إلى فشل العملية".

وتابع: "رغم الأعمال الشجاعة التى قام بها أفراد وحدات القوات الخاصة الذين شاركوا فى العملية والتى حالت دون وقوع كارثة أكبر، إلا أن ضابطا قتل رفيقه عن طريق الخطأ". وقال: "لا يمكن الإشارة إلى اسم وهوية الضابط المخطئ، لكن يمكن فقط القول إنه المقدم ميم، وقتل زميله بالخطأ عن طريق رصاصة طائشة".

وأشار كوخافى إلى أن فشل تلك العملية أدى إلى سلسلة تغييرات كبرى فى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، من أبرزهم رئيس شعبة العمليات الخاصة فى الاستخبارات العسكرية، الذى رفضت الصحيفة الكشف عن اسمه، واكتفت بالقول إنه الجنرال "ج"، الذى استقال من منصبه الأسبوع الماضي.

كما قالت الصحيفة إنه تمت إقالة عدد من الضباط ذوى الرتب الأدنى من داخل شعبة العمليات الخاصة فى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة، عقب ظهور نتيجة التحقيقات السرية. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مقتل أحد ضباطه وإصابة آخر خلال عمليات تبادل لإطلاق النار في غزة.