توفي ملك المخدرات الأميركي الشهير فرانك لوكاس عن عمر 88 عاماً، والذي كان يربح مليون دولار يوميا وابتكر طرق جديدة وغريبة لتهريب المخدرات منها وضعها في توابيت الجنود الامريكان المقتولين في الحرب! وكانت هوليوود قد أنتجت فيلماً عن حياته بعنوان "غانغستر"، أي رجل العصابة، عام 2007، ومثّل دينزل واشنطن شخصية فرانك لوكاس وصعوده إلى أعلى المستويات في العالم الإجرامي.

واعتبرت عصابته "الأبرع" في تهريب المخدرات لداخل أميركا بطرق غير مسبوقة وترويجها في الشوارع بدون وسيط، وتمكن من بناء ثروة طائلة من المال والعقارات، وقبض عليه وسجن لكنه خرج بعد الاتفاق مع أجهزة الأمن والمساعدة في القاء القبض على مروجي مخدرات آخرين.. وقال ابن شقيقته ألدوان لاسيتر" أنّ خاله توفي "وفاة طبيعية"، في نيوجيرسي وهو في طريقه إلى المستشفى بسبب مضاعفات صحية من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وترعرع لوكاس في كارولينا الشمالية وانتقل إلى هارلم في سن السادسة عشرة وكان أحد كبار مزودي الهيرويين في هذا الحي الأسود الشهير في نيويورك فضلاً عن مدينة نيوارك الرئيسية في نيوجيرزي بين مطلع الستينات و1975. وكان معروفاً بعنفه وقدرته على الترهيب، ونجح بفضل شبكة أقامها سمحت له بالالتفاف على الوسطاء التقليديين ليتزود مباشرة من آسيا.

وروى فرانك لوكاس في مقابلة طويلة مع مجلة "نيويورك" العام 2000 أنّه كان يكسب مليون دولار في اليوم في ذروة نشاطه، واوتباهى لوكاس بأنه هرب المخدرات في توابيت (نعوش) الجنود الأميركيين القتلى في حرب فيتنام ، وقال إن نجاراً من كارولينا الشمالية سافر إلى بانكوك لتنفيذ تلك العملية، وأشاد بحنكة من كان يخفي المخدرات في تلك التوابيت في منصات تحت الجنود. وقال إن نحو ثمانية كيلوغرامات كانت توضع في كل تابوت، وكان الاختيار دقيقاً لأن أوزان المخدرات كان يجب أن تتوافق مع أوزان الجنود حتى لا يكشف الأمر.

وقال: "فعلنا ذلك (...) من بحق الجحيم سيبحث في نعش جندي ميت؟ جعلناه يصنع 28 نسخة من التوابيت الحكومية (...) إلا أننا قمنا بتثبيتها بقيعان زائفة، كبيرة بما يكفي لتحميلها بستة وربما ثمانية كيلوغرامات. كان يجب أن يكون دافئاً. كان آيك (شريكه ليزلي آيك أتكينسون) ذكياً للغاية، لأنه حرص على استخدام نعوش الرجال الثقيلين. لم يضعها في تابوت أي رجل نحيف".

وشكلت مقابلته مع مجلة أمريكية أساساً لفيلم أخرجه ريدلي سكوت بعنوان "أميريكن غانغستر" يؤدي فيه دنزل واشنطن دور فرانك لوكاس. وأوقف لوكاس العام 1975، لكنّه تعاون مع السلطات الأميركية في الكثير من الملفات الأمر الذي أدى إلى الإفراج عنه بشروط العام 1981 فيما كان حكم عليه بالسجن 70 عاما في 1976. وأوقف مجدداً، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات في العام 1984 بعد إدانته بتهمة الاتجار بالمخدرات.