ترجمة موقع مسلسلات: كشفت نتائج تحقيقات نشرتها محكمة هولندية أن طبيب تخصيب خدع مئات من النساء اللاتي طلبن تلقيح صناعي، وأنجب منهن عشرات الأطفال وربما مئات، بعد ان استخدم سائله المنوي لتلقيحهن دون استئذان الأمهات بأن يكون هو الأب أو اخبارهن بالأمر. بينما ينص القانون على ان يتم استخدمن سائل منوي من متبرع مجهول، ولا يمكن للمتبرع الواحد ان يخصب اكثر من 6 نساء. وبعد سنوات تم رفع دعوى قضائية من قبل بعض العائلات، وأكّد تحليل الحمض النووي للمواليد أن الطبيب "جان كربات"، هو والد 49 طفلا من الذين توجهوا للمحكمة، وهناك عشرات غيرهم لم ينضموا للدعوى.

الطبيب الذي قام بتلقيح مئات النساء!

وتمت اغلب عمليات التخصيب هذه في سنوات الثمانين أي ان عمر المواليد الآن في الثلاثينات أو الاربعينات من العمر. وكان الشك قد تسرب قبل سنوات الى بعض الأمهات ومنهن أم كانت قد توجهت لعيادة الدكتور كربات عام 1980 وأجرت عملية تخصيب حسب طلبها من متبرع مجهول وأنجبت طفلها الأول، ثم عادت بعد عامين لإجراء عملية تخصيب ثانية والمفروض ان يتم تلقيحها من سائل منوي لمتبرع مختلف. وحين كبر الطفلان لاحظ الاب والام الشبه الشديد بينهما وكأنهما توأم مما يؤكد أن الوالد كان أحدا في الحالتين، وهذا لا يعقل ولا يمكن حدوثه.

الطبيب كربات وجنون العظمة!

وفي نفس الوقت لاحظت عائلة أخرى أن طفلها قريب الشبه جدا بالطبيب مما أثار الشك في نفوسهم أيضا. وتم التواصل خلال السنوات القادمة مع عائلات أخرى كانت قد استعانت بالطبيب جان كربات قبل سنوات لإجراء عمليات تلقيح اصطناعي عيادته الواقعة خلف بيته قرب مدينة روتردام. وتشاورت العائلات وتعاظم الشك في نفوس الكثيرين بخصوص خداع الطبيب لهم. وفي عام 2017 قرر عدد منهم رفع دعاوى قضائية على الطبيب لفحص الأمر قانونيا واذا ما كانت هناك صلة قرابة مع هذا الطبيب..

بعض من أطفال الدكتور كربات الذين أصبحوا الآن بالغين

ومَثُل الدكتور "جان كربات" أمام المحكمة في عام 2017 وأنكر التهمة في البداية، قائلا انه قام بتخصيب أكثر من 200 امرأة مستخدما سائل نووي من متبرعين. ثم اعترف بعدها قبل وفاته أنه استعمل سائله النووي لتلقيح 60 امرأة فقط في عيادته وأن باقي العينات الموجودة لديه هي من متبرعين مجهولين! وتوفي الطبيب عام 2017 بعد بدء التحقيقات عن عمر يناهز 89 سنة.

واستغرق الأمر فترة لإتمام التحقيق اذ احتاجت السلطات الى عينات الحمض النووي التي كان يحتفظ بها الطبيب المتوفي. وكانت العينات محفوظة لدى أسرته بعد وفاته ورفضت اسرة الطبيب تسليمها للسلطات قائلة ان الامر يتناقض مع حق الطبيب المتوفي في الحفاظ على السرية. لكن المحكمة قررت ان حقوق هؤلاء الأشخاص بمعرفة ان كان هو والدهم أم لا، أهم من حق الحفاظ على اسراره، وتم اخذ العينات لتحليلها.

احدى "بنات" الدكتور كربات مع والديها

وبدأ التحقيق واجراء التحاليل وبدأت النتائج تتضح تباعا، لكن القضاة اشترطوا أن تبقى نتائج التحليل الأولية سرية لغاية انهاء جميع التحقيقات لجميع المدعين. والآن وأخيرا قضت محكمة روتردام المحلية بإمكانية إعلان النتائج أمام الجمهور لإظهار الحقيقة. وأثبتت الفحوص تأكيد شبهات استخدام الطبيب جان كربات سائله المنوي الشخصي لتلقيح النساء في عيادته. وتم التأكد من انه أب لـ 49 طفلا لغاية الآن. بينما هناك العشرات ممن لم يتقدموا لغاية الآن لرفع دعاوى قضائية.

وقال أحد الرجال الذين تقدموا بالدعوى واسمه "جوي": بدأ الشك لدى أهلي ولديّ قبل 11 عاما، لكن الآن عرفنا الحقيقة. كربات هو أبي ويبدو أن لي عشرات بل مئات الأخوة في المنطقة هنا!". وقال آخر: "بصراحة انا لست غاضبا مما فعله الطبيب. أمي كانت تريد انجاب طفل من متبرع مجهول. لم يكن يهمها من هو الاب وبالفعل حصلت على طفل. لا يهمني خداع الطبيب. المهم اني عرفت من هو والدي وأشعر بسعادة الآن".

العائلات تتوافد على قاعة المحكمة لسماع نتائج التحليلات

وكان الطبيب رائد كربات يعلن عن خدماته بأنه "رائد مجال الخصوبة". وقد افتتح عيادته عام 1980 خلف منزله ولكن تم اغلاقها في 2009 بسبب الإهمال والتزوير وعدم توثيقه لجميع الخطوات ومراحل علاج كل حاله حسب ما ينص القانون.

التحقيقات بخصوص خداعه للعائلات وتجاوز العدد المسموح للتخصيب من متبرع واحد وهو المفروض أن لا يزيد عن 6 أطفال.

وليس من الواضح الآن بعد وفاته السبب الذي دعاه لذلك.. البعض يقول أنه جنون العظمة وأنه أراد ان ينتشر نسله في الأرض، بينما قال البعض ان كان يحاول التوفير في شراء سوائل نووية من متبرعين ويوفر تكاليف حفظها لغاية الاستعمال!.

الطبيب "جان كربات" والد 49 طفلا من الذين توجهوا للمحكمة وهناك عشرات غيرهم لم ينضموا للدعوى