مسلسلات رمضان 2024
قصة المنطاد الذي بث سمومه فوق العاصمة البريطانية وحرقها
30/09/2018

مع بداية الحرب العالمية الأولى ودخول بريطانيا بشكل رسمي الحرب ضد ألمانيا، توقع أغلب الخبراء العسكريين ظهور مناطيد زبلن (Zeppelin) الألمانية بشكل مبكر في سماء المدن البريطانية لتنفيذ غارات جوية دامية ضدّها. إلا أن أول قصف ألماني على المدن البريطانية، تأخر ثمانية أشهر، فوقعت أول غارة جوية خلال ساعة متأخرة ليل التاسع عشر من شهر يناير سنة 1915 ضد عدد من المدن الساحلية البريطانية لتتسبب في سقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى. فخلال فترة الحرب العالمية الأولى، اتجهت ألمانيا للاعتماد على مناطيد زبلن، التي كانت من أكثر الأسلحة تطورا حينها، لتنفيذ عدد من مهمات الاستطلاع والغارات الجوية على المدن الفرنسية والبريطانية.

قصة المنطاد الذي بث سمومه فوق العاصمة البريطانية وحرقها صورة رقم 1

ملصق دعائي بريطاني يدعو إلى الالتحاق بالجيش والموت على الجبهة بدل الموت بالمنازل تحت وقع قنابل مناطيد زبلن

وعرف عن مناطيد زبلن، التي ظهرت مطلع القرن العشرين لتلقب باسم أحد مصمميها، الذي لم يكن سوى الجنرال فرديناند غراف فون زبلن (Ferdinand Graf von Zeppelin)، بأنها أثارت الرعب لدى دول الوفاق، حيث تميزت بحجمها الهائل وقدرتها على التحليق على ارتفاع عال، كما كانت قادرة على نقل كميات كبيرة من المواد المتفجرة. ومع اندلاع النزاع العالمي، رفض القيصر الألماني فيلهلم الثاني (Wilhelm II) الاعتماد على مناطيد زبلن لتنفيذ غارات جوية على المدن البريطانية، وعزي السبب للقرابة التي كانت تربطه بالتاج البريطاني، حيث لم يكن الأخير سوى حفيد الملكة البريطانية فيكتوريا. لذا مارس القيصر الألماني ضغوطا على جنرالاته لتجنب المساس بالمدن البريطانية، إيمانا منه بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع الجانب البريطاني خلال الأسابيع الأولى للحرب. لكن مع تواصل الحرب لأشهر عديدة، رضخ فيلهلم الثاني لمطالب القيادة العسكرية الألمانية لتبدأ بناء على ذلك عملية لاستهداف المدن البريطانية.

قصة المنطاد الذي بث سمومه فوق العاصمة البريطانية وحرقها صورة رقم 2

صورة للجنرال الألماني فرديناند غراف فون زبلن

لكن وعلى الرغم من إعطائه الضوء الأخضر لمناطيد زبلن بتدمير المدن البريطانية، رفض القيصر الألماني استهداف العاصمة لندن، مؤكدا على مكانتها الثقافية والحضارية العالمية. مع حلول شهر أيار/مايو سنة 1915، غيّر القيصر الألماني فيلهلم الثاني رأيه في ما يخص استهداف لندن، ووافق على تنفيذ غارات جوية ضد عدد من مناطق العاصمة البريطانية.

خلال الليلة الفاصلة بين يومي الثلاثين والواحد والثلاثين من شهر أيار/مايو سنة 1915، حلّق منطاد زبلن LZ 38 انطلاقا من إحدى القواعد البلجيكية ليمر عبر السواحل البريطانية وجاء ذلك قبل أن يحل الأخير فوق العاصمة لندن في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا. وباشر زبلن عملية إلقاء قنابله على العاصمة البريطانية على طول خط امتد ما بين Stoke Newington وStepney لتشهد المنطقة على إثر ذلك اندلاع العديد من الحرائق.

قصة المنطاد الذي بث سمومه فوق العاصمة البريطانية وحرقها صورة رقم 3

صورة للقيصر الألماني فيلهلم الثاني

وبحسب تقارير الشرطة البريطانية، ألقى منطاد زبلن خلال أول عملية قصف استهدفت العاصمة لندن حوالي 120 قنبلة قدّر وزن الواحدة منها بخمسة وعشرين رطلا، فضلا عن ذلك شحنت هذه القنابل بمواد سريعة الالتهاب.

قصة المنطاد الذي بث سمومه فوق العاصمة البريطانية وحرقها صورة رقم 4

رسم تخيلي لأهم مكونات منطاد زبلن

قصة المنطاد الذي بث سمومه فوق العاصمة البريطانية وحرقها صورة رقم 5

رسم تخيلي لعدد من الجنود العاملين على متن أحد مناطيد زبلن


وأسفرت أول عملية قصف ضد العاصمة البريطانية لندن عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 35 آخرين. فضلا عن ذلك، كانت الطفلة إلسي ليجات (Elsie Leggatt) والبالغة من العمر ثلاث سنوات أول ضحية للقصف الألماني حيث احترقت الأخيرة بشكل تام عقب فشل والدها في إنقاذها.

قصة المنطاد الذي بث سمومه فوق العاصمة البريطانية وحرقها صورة رقم 6