يعود الفضل في انتشار شركة ستاربكس الشهيرة، إلى الأمريكي هوارد شولتز، رئيس مجلس ادارتها، الذي بات أحد رجال الأعمال ومن بين قائمة الرجال الأغنياء في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تقدر ثروته بنحو 2،9 مليار دولار. لكن وبعد رحلة الصعود بها للقمة ترجل شولتز مؤخرا عنها إدارتها وتقدم بالاستقالة وهي المرة الثانية التي يترك فيها الشركة حيث تولى هذا المنصب في الفترة بين عامي 1987 و2000 ثم عاد إليه عام 2008 لكنه هذه المرة يدرس عددا من الخيارات مثل الأعمال الخيرية والخدمة العامة، ولكن شائعات تحدثت عن عزمه الترشح للرئاسة عام 2020.

ولد هوارد شولتز في بروكلين، نيويورك بتاريخ 19 يوليو عام 1953. تخرج من جامعة نورث ميشيغان حاصلاً على درجة البكالوريوس في الاتصالات قبل أن يصبح مديرًا لعمليات البيع بالتجزئة والتسويق في شركة ستاربكس عام 1982. وبعد تأسيسه شركة إيل جيورنال للقهوة في 1987، اشترى شركة ستاربكس وأصبح الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة الشركة.

وأسهم "شولتز" إلى حد كبير في إحداث نقلة نوعية لـ"ستاربكس" من المحلية إلى العالمية بالإضافة إلى منح امتيازات اجتماعية للموظفين، وفي 1988، أعلن التزامه بتقديم تأمين صحي للعاملين بدوام كامل وجزئي. وفي عام 2000، أعلن شولتز علناً عن استقالته من منصب الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس. مع ذلك، عاد بعد ثماني سنوات ليرأس الشركة.

تدير "ستاربكس" أعمالا ناجحا على مدار الـ45 عاما الماضية حيث تمتلك أكثر من 21000 متجر في جميع أنحاء العالم بقيمةً سوقية تُقدر بـ 60 مليار دولار. وأوضح مديرها التنفيذي الذي ينوي الاستقالة بأن الموظفين في الشركة هم فريق عمل رياضي.

أفاد "شولتز" بأن "ستاربكس" لديها فريق قيادي رائع، وحصل "شولتز" على جائزة من جامعة "نورثويستيرن" عن القيادة بسبب إدارته الناجحة للشركة.

ألف "شولتز" عددا من الكتب التي لاقت رواجا وحققت مبيعات قوية في الولايات المتحدة من بينها "For Love Of Country: What our Veterans Van Teach Us about Citizenship, Heroism, and Sacrifice" عام 20144.

اعترف "شولتز" بأن رحلته الناجحة التي ألهمت الكثيرين كان مجرد ضربة حظ لكنها شملت أيضا إصرارا على النجاح قائلا: "لا زلت أشعر بأنني طفل في بروكلين نشأ في منزل متواضع، لكنني أعيش الحلم الأمريكي، ولا زال لدى أحلام للشركة وللموظفين". ماذا نجح هواردشولتز:

ولعل سر نجاح هوارد يكمن في عمله في مجال التسويق والمبيعات لفترات طويلة قبل أن يؤسس عملة الخاص وهذا ما ساعدة على فهم حاجات العملاء لذلك كان يصر على بيع مشروبات القهوة الجاهزة بدل من بيع الحبوب، كذلك كانت لدية قدرة على الاقناع واستغلال الفرص، كما كان هوارد يمتلك خبرة جيدة في مجال العقارات وهذا ما مكنة من اختيار اماكن مناسبة لمشروعاته.

ومن الجدير بالذكر أن شركة ستاربكس تهتم بموظفيها اهتماماً شديداً، مما ينعكس إيجاباً في كسب ولاء الموظفين، وهو عنصر أساسي في نجاح الشركة. كما أن الحادثة التي شهدها هوارد في طفولته عندما كُسر كاحل والده، دفعه لتوفير التأمين الصحي لجميع الموظفين على حدٍ سواء.