من الخارج قد تبدو حياة الأمراء والملوك وعائلاتهم الملكية سهلة وهادئة وبالتأكيد مرفهة إلى أقصى الحدود ولكن عند إلقاء نظرة فاحصة عن كثب سوف نجد أن حياة العائلات المالكة ليست بتلك السهولة على الإطلاق . فداخل الدوائر الملكية لكل عائلة سوف نجد الكثير من القوانين البرتوكولات الصارمة التي يتم اتباعها منذ قرون طويلة والتي تنظم جميع أمور العائلة المالكة بما في ذلك تربية الأطفال والمسؤوليات التي تقع عليهم وفق أعمارهم المختلفة فأن تكون طفلاً داخل إحدى العائلات المالكة لا يعني أنك سوف تفعل ما يحلو لك على الإطلاق . وفي التقرير التالي سوف نسلط الضوء عن بعض أهم الأمور المتعلقة بالأمراء والأميرات ممن ينتظرهم الكثير من المسؤوليات في المستقبل القريب .
1- وريث العرش: في بريطانيا العظمى هناك تقليد ملكي لا يمكن تخطيه وهو أن الملكة هي دائماً أول من يعلم عند ولادة وريث للعرش وهذا ما حدث بالفعل بعد الولادة الأولى والثانية وقبل الإعلان عن الحمل الثالث لدوقة كامبريدج زوجة الأمير وليام حيث تم إخطار الملكة من الأمير بشكل شخصي على هاتف مشفر خاص بأفراد العائلة المالكة فقط . ولعل من المثير في الأمر أن أطفال العائلة المالكة لا يستطيعون مناداة الملكة إليزابيث الثانية باسم "جدتي" فحتى الأميران وليام وهاري كانا ممنوعين من مناداة الملكة إليزابيث الثانية بهذا اللقب أثناء الطفولة حيث كان الأمير وليام يطلق عليها اسم "جاري" بينما يطلق شقيقه الأمير هاري اسم "جان جان" .
ولعل من المثير في الأمر أن عملية الولادة داخل الأسرة المالكة البريطانية لها تقاليد خاصة فالأمر يتم بواسطة فريق كامل من الأطباء الذين يوقعون على مذكرة تقضي بعدم الكشف عن أي تفاصيل على الإطلاق . وحتى عام 1948 لم يكن يسمح للملوك أو الملكات برؤية المواليد الجدد كما تواجد الملوك بجوار زوجاتهم أثناء الولادة كان أمراً ممنوعاً ولكن كل تلك الأمور تغيرت في الوقت الحالي بأوامر من الملكة .
وبالانتقال إلى العائلة المالكة في بوتان وهي بلد غير ساحلي في جنوب آسيا وتقع في الطرف الشرقي من جبال الهيمالايا يتم الاحتفال بالمواليد الملكية بطريقة مختلفة حيث أمر الملك جيغمي بزراعة 108،000 شجرة في فبراير 2016 عندما أنجبت زوجته جيتسون الوريث الشرعي للعرش . بينما في بلغاريا تم تسمية وريث العرش سيمون على اسم جده كطريقة للتخليد ونيل الشرف وهو الأمر نفسه في الذي حدث في المملكة المغربية واليونان والدنمارك .
2- اكتساب الأسامي: يختلف أطفال العائلات المالكة عن غيرهم من الأطفال العاديين من حيث كيفية حصولهم على أساميهم الخاصة فعادةً ما يحمل الأمراء والأميرات 3 -4 أسماء مختلفة وبدلاً من الحصول على اسم العائلة يتم منحهم الاسم الأخير بالمنطقة أو البلد .
فعلى سبيل المثال فإن الأمير جورج أول ابن للأمير وليام يسمى "جورج الكساندر لويس من كامبريدج " وفي السويد تحمل الأميرة الصغيرة إستل اسم "إستل السويدية دوقة أوسترجوتلاند " بينما أطلق أمير موناكو وزوجته على ابنه الأمير جاك اسم " جاك أونوري رينييه غريمالدي " وكأحد التقاليد التي تربط العائلة المالكة بالشعب ولاتزال متواجدة حتى الآن فإن عامة الناس من البريطانيين يتجمعون بالقرب من المسشفى الذي يعلن أنه يستقبل المولود الملكي الجديد وتبدأ عملية مراهنة على الاسم . والجدير بالذكر أن الابن الثالث للأمير وليم الذي أشارت الصحافة بأنه سيحمل اسم آرثر وجيمس سوف يحمل اسم لويس وهي يعني "المحارب الشهير".
3- هدايا الأمراء والأميرات: هدايا الملوك والملكات وأفراد العائلة الملكية لأطفال العائلة غريبة ومميزة للغاية، فعلى سبيل المثال قدمت كارول ميدلتون والدة دوقة كامبريدج لحفيدها حماراً وحشياً تم جلبه من أفريقيا كما قدم له جده الأمير تشارلز منزلاً متنقلاً يصل سعره إلى 18.000 جنيه استرليني بالإضافة إلى سيارة فاخرة من نوع أستون مارتن . وفي الحقيقة يمتلك الأمير جورج ابن الأمير وليم الذي يبلغ من العمر 5 سنوات سيارة فولكس فاجن جي تي آي من والده وسيارة رينج روفر من قائد المنتخب الإنجليزي السابق ديفيد بيكهام بالإضافة إلى سيارة جاكوار من خالته بيبا وسيارة بوغاتي من الفنانة بيونسي وزوجها مغني الراب وجاي زي و3 سيارات رولز رويس من الممثلة الإنجليزية المخضرمة هيلين ميرين وسيارات أخرى مقدمة من إلتون جون وبول مكارتني وجاستين بيبر والرئيس السابق للولايات المتحدة جورج بوش .
ولا تقل هدايا الأمير شارلوت شقيقة الأمير جورج عن أخيها فلقد هنأتها 64 دولة بعيد ميلادها كما حصلت على بطانية فاخرة صنعت من صوف الخراف الاسترالية ومجموعة متنوعة من التماثيل الحريرية من الصين بجانب 1937 ملصقاً تكلفت حوالي 200000 دولار أميركي يحتوي على رسوم بياض الثلج والأقزام السبعة . وهناك أيضاً هدايا شعبية تصل إلى الملوك والملكات الصغار، فلقد أهدى أحد الأثرياء في إمارة موناكو بروشاً ذهبياً من كارتييه وساعات ذهبية صنعت خصيصاً لتوأم أمير موناكو كما أهدى الأطباء المتقاعدون لعبة لابن الأمير وليام، بينما قدمت بلدية محافظة فاسترجوتلاند في السويد هدية للأميرة إستل تحتوي على أشهر المأكولات التي تميز المحافظة مثل الفطر والسمك وطيور البجع الحية.
4- الملابس: في بريطانيا لا يسمح للأمير جورج نجيل الأمير وليم من ارتداء السراويل الطويل إلا عند وصوله سن الـ 8 من العمر، حيث تقتصر حيث يتم ارتداء "الشورت" كقطعة أساسية ويتم ارتداء قمصان ومعاطف مشابهة لما يرتديه والده وهو الأمر الذي ينطبق على شقيقته الصغيرة الأميرة شارلوت التي ترتدي أنماطاً مشابهة جداً لما ترتديه والدتها دوقة كامبريدج كيت ميدلتون .
وأما في إسبانيا الوضع مختلف قليلاً فالأميرات صوفيا وليونور يرتدين ملابس متشابهة دائماً في المناسبات الرسمية وخاصة في الصورة التي تجمعهم بالوالدين الملك فيليب السادس والملكة ليتيسيا . وبالانتقال إلى اليابان فإن أطفال العائلة المالكة وأحفاد الامبراطور مثل الأمير هيساهيتو من أكيشينو لا يظطر إلى ارتداء الملابس التقليدية اليابانية .
5- الألعاب والترفيه: داخل العائلات الملكية تحتل الرياضة وركوب الخيل والدراجات الهوائية والألعاب التي تعتمد على الحركة هي النشاطات الملكية الترفيهية الأبرز. فعلى سبيل المثال أميرات هولندا الصغار أميليا وأليكسيا وأرين يمارسون هواياتهم على شاطئ البحر بينما يتجه أطفال العائلة الملكية البلجيكية إلى التزلج . أما العائلة البريطانية الملكية فإن اللعب المخصصة للأمير جورج والأميرة شارلوت تتنوع ما بين السيارات والمكعبات والعرائس والحيوانات البلاستيكية .
وبالتأكيد الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ليس لها مكان داخل القصر الملكي وبعد ولادة الطفل الملكي الثالث للأمير وليم قررت الملكة إليزابيث الثانية منحه ألعابها الشخصية التي تعود إلى ما يقراب الـ 90 عاماً كما ستهديه بعضاً من ألعاب أفراد العائلة الملكية الأخرى مثل الأميرة مارغريت .
وبالتأكيد الدمى المحشوة التقليدية محببة بالنسبة لأطفال الأسر الملكية فالأميرة إنجريد ألكسندرا من النرويج تمتلك أسداً محشواً، بينما تحب ابنة ملك اسبانيا دمية بطة زهرية معها في كل مكان .
6- تربية الملوك والأميرات الصغار: على الرغم من التربية الصارمة إلا أن جليسة الأطفال ماريا تيريزا بورالو تساعد دوقة كامبريدج كيت ميدلتون في العناية بالأطفال في رحلات وحفلات الاستقبال حيث من الضروري وجود شخص يمكنه رعاية الأطفال . وعلى الرغم من حداثة عمر الأمير جورج وشقيقته شارلوت حيث بدأ الأمير بالذهاب إلى المدرسة، بينما ذهب شقيقته إلى حضانة الأطفال إلا أن دروس الشعر من الأمور المهمة في حياة أطفال الأسرة الملكية . كما أن المشاركة في التنظيف مع المتخصصين في نظافة القصر عند التسبب بالفوضى أمر لا نقاش فيه فعلى الجميع أن يتحملوا نتيجة أفعالهم .وبالنسبة لتوأم أمير موناكو فإن الاعتماد على جليسة أطفال ليس بالأمر السهل بسبب عدم وثوق الأميرة تشارلين بترك أطفالها مع جليسات الأطفال .
وبشكل عام يقضي أفراد العائلات الملكية الكثير من الوقت معاً لتعزيز العلاقات والصلات الاجتماعية فيما بينهم، كما يتم الاهتمام بزيارة المعارض والمسارح ودروس الإتيكيت وتعلم اللغات والموسيقى والرقص وفنون الطبخ بالنسبة للأميرات، فعلى سبيل المثال تساعد الأميرة السويدية إستل والدتها في صنع مائدة الطعام في يوم عيد الميلاد . أما بالنسبة لتعلم اللغات فالأميرات الصغيرات داخل العائلة الملكية الاسبانية يتعلمن جميع اللغات الإسبانية المحلية مثل الجاليكية والباسكية بجانب بعض اللغات العالمية مثل الإنجليزية والصينية .
في النرويج ، يتبع الملوك قواعد صارمة منذ سن مبكرة جداً، وهذا ما أظهره قيام الأميرة إنغريد وهي في السادسة من عمرها فقط بإلقاء خطابها العام الأول أمام العامة وتم تكليفها وهي في سن الثانية عشرة بإعلان افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية للشباب في عام 2016.
7- ورثة المستقبل في مختلف البلدان: بالنسبة لملوك المستقبل فإن الأمير جايك سوف يكون أمير إمارة موناكو في يوم من الأيام، بينما سوف يكون الأمير فنسنت وريث العرش في الدنمارك وفي اليابان ولأن الإناث لا يمكن أن ترث العرش فإن إمبراطور المستقبل سوف يكون الأمير هيساهيتو . بينما سوف تنتقل وراثة العرش إلى الأميرة إنغريد في النرويج وفي بلجيكا لا يسمح لوريثة العرش الأميرة إليزابيث من الطيران على متن الطائرة التي تقل والدها الملك حفاظاً على حياتها في حالة وقوع أي مكروه لطائرة الملك . وبالنسبة للدول العربية فإن الأمير هاشم بن عبد الله بالتأكيد سوف يكون هو الملك المستقبلي للمملكة الأردنية الهاشمية، بينما سيتولى ولي العهد المغربي الحسن بن محمود أمور الحكم في المملكة المغربية .
8- الواجبات الملكية من سن مبكرة جداً: الأمراء والأميرات لديهم أدوار في بلادهم والشؤون الدولية، فمرافقة أمير موناكو الصغير والدته أمر برتوكولي لا غنى عنه، كما أن تواجد ولي عهد المغرب بالاجتماعات الرسمية مع والده منذ أن كان في العاشرة من عمره أمر معروف بالنسبة للجميع .
وفي بريطانيا تواجد الأميرة شارلوت والأمير جورج خلال الجولات الخارجية للأمير وليم وزوجته دوقة كامبريدج كيت ميدلتون أمر أساسي .
