قبل أن يستلم وثائق ثبوتية باسمه الجديد، أودت صعقة كهربائية بحياة أسامة بن لادن، الفتى العراقي البالغ من العمر 16 عاما. ونقل عن قريب له يدعى مهند، أن أسامة بن لادن حسين ولد نهاية عام 2001، وذلك "مباشرة بعد انهيار برجي التجارة العالميين في الولايات المتحدة". ويقول مهند إن "الإعلام العراقي الحكومي في ذلك الوقت (في عهد صدام حسين) جعل من أسامة بن لادن بطلا شجاعا ولم يكن في بالهم أنه إرهابي"، مضيفا أن والده "أطلق عليه هذا الاسم المركب تيمنا بابن لادن"

هذا الاسم كان نقمة على هذا الفتى، إذ تعرض منزل عائلته للمداهمة بعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 عدة مرات من جنود أمريكيين بعد معلومات عن تواجد أسامة بن لادن فيه، كما طرد شقيقه بسببه من قوات الشرطة الاتحادية العراقية. وعاش الفتى منذ ذلك الحين حياة قاسية، وبقي حبيس منزله في منطقة الأعظمية ذات الغالبية السنية، تفاديا للمشاكل، وعمل فيما بعد بائعا للشاي في الطريق، إلى أن أجرت معه مقابلة إحدى القنوات التلفزيونية المحلية. بعد المقابلة، استقبله وزير الداخلية قاسم الأعرجي في منزله، وأصدر قرارا سريعا بتغيير اسمه.

أسامة بن لادن العراقي

وأسر الصحفي أحمد الحاج الذي أجرى تلك المقابلة للوكالة بأن "عائلة الشاب كانت ترتجف حينما اتصل مكتب الوزير وطلب مقابلتهم". وقص الصحفي في هذا الشأن قائلا "عندما رآه الوزير ضحك معه ومازحه وأهداه هاتفا خلويا، وسأله ما الاسم الذي تختار، فأجابه: لا أعرف، واختار له الوزير اسم أحمد"، مضيفا أن الوزير أوصى مدير مكتبه بتغيير اسم أسامة بن لادن وإصدار وثائق جديدة له. وبالفعل، تلقى الفتى اتصالا بداية الأسبوع، أبلغ خلاله أن بإمكانه استلام أوراقه الثبوتية الجديدة الأحد المقبل.

ويقول قريب الفتى ساردا ما جرى لاحقا :"بعد موافقة الوزير، أصبحت لدى أسامة الشجاعة للخروج من المنطقة والعمل خارجها، وحصل على وظيفة قبل أسبوع في محل لبيع المواد الاحتياطية"، مضيفا "طلب منه صاحب المتجر الأربعاء إنزال بعض المواد من السطح. لدى نزوله انزلقت رجله، فحاول التمسك بشيء كي لا يقع، فكان سلك توتر عال صعقه وأودى بحياته".