شوهِدت واقعة مثيرة للانتباه، خلال تغطية زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الصين، هي الأولى له بعد تقلُّده منصب الرئاسة، حيث وظّفت الصين جندياً لمراقبة كل خطوة يخطوها الرئيس ترامب، عند نزوله درجات السُلّم التي تعثّرت فيها رئيسة الوزراء البريطانية سابقاً مارغريت تاتشر قبل 35 عاماً.
وبحسب ما نقلته صحيفة بريطانية، الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، فقد كان الجندي الذي كان يتعين عليه السير على بُعد سنتمترات فحسب من الكتف اليسرى للرئيس ترامب، يحدّق في خطى قدمي الرئيس الأميركي بينما يخطو خطوتين واسعتين على السلّم المقابل لقاعة الشعب الكبرى في بكين.
وكان ترامب اختتم، الخميس 9 نوفمبر/تشرين الثاني، محادثات أجراها مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكان ذلك في أثناء توجّه ترامب إلى موكبه الرئاسي. وفي مقطع حصلت عليه الصحيفة البريطانية، كان ترامب مُراقَباً من كثب من قِبل ذلك الجندي المُنتبه للغاية، لمدّه نحو 20 ثانية.
ويبدو أن بكين لم ترغب في إتاحة فرصة لتكرار الحادث، الذي أخذته السلطات بعين الاعتبار والذي لحق برئيسة الوزراء البريطانية السابقة في عام 1980، مع الملياردير البالغ من العمر 71 عاماً. فقد سقطت مارغريت تاتشر على الدرج نفسه الواقع عند المدخل الشمالي لقاعة الشعب الكبرى، في أعقاب محادثات أجرتها مع الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ.
وتاتشر كانت أول رئيسة وزراء في المنصب تزور الصين الشيوعية، حين وصلت بكين لبدء محادثات كانت صعبة ومعقدة في كثير من الأحيان حول مستقبل هونغ كونغ. حيث كانت مارغريت تعتقد في بداية الأمر أن المستعمرة البريطانية سابقاً قد تظل -على الأقل جزئياً- تحت السيطرة البريطانية. ولكنها في نهاية المطاف أُرغِمَت على التراجع، ووافقت على تسليم السيادة الكاملة على المدينة للصين في عام 1997.
ووصفت وسائل الإعلام الصينية سقوطها، الذي صوّرته كاميرات التيفزيون، بأنه نتيجة لـ"مفاوضات دنغ العدوانية". ولكن، في هذه المرّة، قوبِل ترامب بقدر أقل بكثير من العدائية من مُضيفه الصيني، الذي وصف الزيارة بأنها "زيارة إيجابية للبلد". وأشاد الرئيس الأميركي بالحفاوة التي استُقبِل بها، في سلسلة من التغريدات، كما أشاد بالزعيم الصيني خلال الرحلة. وقال ترامب على حسابه في موقع تويتر، قبل توجهه إلى فيتنام، المحطة الرابعة من جولته الآسيوية: "إن محادثاتي مع الرئيس شي جين بينغ كانت مثمرة جداً فيما يتعلق بالتجارة وكوريا الشمالية على حد سواء".
