أودع، أنتوني وينر، السياسي السابق والمدان بجريمة إباحية، السجن، ليقضي حكما مدته 21 شهراً بتهمة إرسال رسائل ومواد فاحشة إلى قاصر. واشتهر "وينر" بـ " الرجل المجرد من الملابس" بسبب تورطه عدة مرات في إرسال صوره دون ملابس إلى إناث عبر الإنترنت، وهو ما دمر مستقبله السياسي.

وارتكب وينر، عضو مجلس النواب السابق، أخطاء متتالية في عدة فضائح صور خلالها نفسه بسروال داخلي أو من دون قميص، وأرسل الصور إلى نساء عبر الإنترنت مرفقة بعبارات فاضحة. وسيقضي وينر الحكم في سجن اتحادي في ماساتشوستس، يضم مركز "ديفنز" الطبي الفيدرالي، وهو أحد 6 مراكز طبية اتحادية فؤبي الولايات المتحدة.

وعادة ينقل بعض السجناء الفدراليين إلى "ديفنز" من سجون أخرى عندما تكون هناك حاجة إلى علاج طبي جدي، أما في حالة وينر فهو يبدأ فترة العقوبة في المركز. ووفقا لوثيقة من وزارة العدل، يشكل مرتكبو الجرائم الاباحية حوالي 40 في المائة من النزلاء في مركز "إف إم سي ديفنز". ويقدم السجن برنامجا لمعاملة مرتكبي الجرائم الفاحشة وصف بأنه "برنامج علاجي طوعي ومكثف وسكني للمجرمين من الذكور". ومن غير المعروف ما إذا كان وينر سوف يشارك في هذا البرنامج.

وفقد سيناتور الفضائح عضويته في مجلس النواب الأميركي بسبب فضيحة اباحية عام 2011، وخسر السباق نحو الترشح لانتخابات رئاسة بلدية نيويورك عام 2013 بسبب فضيحة ثانية، وانفصلت عنه زوجته عقب الفضيحة الثالثة في أغسطس/آب 2016، وفي الفضيحة الرابعة، تبادل وينر في عبارات اباحية مع فتاة دون الـ 15 عاما، وعندما بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي التحقيق معه، عثر في جهاز كمبيوتر محمول استخدمه بالمشاركة مع زوجته السابقة هوما عابدين، المستشارة السابقة للمرشحة الديمقراطية الخاسرة في انتخابات الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، على آلاف من رسائل وزارة الخارجية الأميركية. وقرر مكتب التحقيقات إعادة التحقيق في قضية استخدام كلينتون لحساب خاص في التعامل مع بريد وزارة الخارجية، وهو التحقيق الذي أغلق في يوليو/تموز 2016 دون توجيه أي تهمة إلى كلينتون.

أنتوني وينر وطليقته هوما عابدين

وفي مايو/ أيار 2016، أقر وينر (53 عاما) بمخاطبة قاصر بألفاظ ومواد فاحشة في المحكمة الاتحادية في مانهاتن، وهي القضية التي قسمت ظهره، ووضعت حدا لمارساته الشائنة بعيدا عن طائلة القانون. وأجرى عضو الكونغرس السابق اتصالات مع فتاة تبلغ من العمر 15 عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار 2016. وقال القاضي دينيس كوت من الحي الجنوبي في نيويورك، في حكمه الصادر في أيلول / سبتمبر 2016، إن "وينر" في الوقت الذي كان يتواصل مع الفتاة القاصر، كان "على اتصال مع 19 امرأة أخرى". وفي جلسة النطق بالحكم على وينر في سبتمبر/أيلول الماضي، كشف محامي وينر خضع للعلاج من إدمانه للإباحيات، وأن أفراد أسرته كان يرون "شخصا يحاول أن يجعل نفسه أفضل".

وينر ارتكب انتهاكات متتالية

ودخل وينر إلى مصحة للعلاج، وهي الأكبر من نوعها في الولايات المتحدة، من الإدمان على الاباحيات في ولاية تينيسي مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2016، وهي أشبه بمزرعة تمتد على مساحة هائلة في منطقة منعزلة، وتضم العديد من المباني المتناثرة. وتحظر استخدام الأجهزة الإلكترونية تماما على المقيمين باعتباره ضرورة للتغلب على الإدمان. ودفع محامو وينر بأن جرائمه كانت "نتاجا للمرض"، نافيا أنه "وحش". واعترف وينر عندما صدر الحكم ضده أنه مدمن. وقال: "أنا مدمن وأتحمل المسؤولية الكاملة".

وينر انتهى إلى السجن بسبب انتهاكاته

ووينر هو الزوج السابق لعابدين، مستشارة كلينتون ولديهما طفل صغير. وخلال الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية العام الماضي، وفي خضم انشغال عابدين في جولاتها مع كلينتون، أرسل وينر صورا فاضحة لنفسه وبجواره طفله الذي يبلغ من العمر 4 أعوام إلى امرأة عبر الإنترنت. وتصدرت صوره الفاضحة وبجواره طفله وسائل الإعلام العالمية. وانفصلت عابدين عن وينر في أغسطس/آب الماضي، ووقع الطلاق بينهما لاحقا.