أحد أهم ما كشفت عنه وثائق أفرج عنها FBI حول اغتيال الرئيس الأميركي، جون كنيدي، في 22 نوفمبر 1963 في مدينة دالاس، بولاية تكساس، أن مجهولاً اتصل هاتفياً بصحيفة بريطانية صدر عددها الأول في 1888 باسم "كامبريدج ديلي نيوز" ثم حذفوا "ديلي" حين بدأت تصدر باسم Cambridge News كل سبت، وتوقع قبل الاغتيال بحوالي 25 دقيقة، حدوث "خبر مهم" وطلب من صحافي رد من الجانب الآخر للخط، أن يتصل بالسفارة الأميركية في لندن للاستفسار.

الوثيقة التي كتبتها CIA الأميركية بأواخر السبعينات كما يبدو، من دون أن تكشف عن اسم الصحافي الذي رد على الاتصال، وأبقت هويته مجهولة للآن، اعتمدت على ما تم نشره بالصحيفة البريطانية ذلك الوقت، لأنها أرسلتها كبرقية من مكتبها بواشنطن إلى جهات اتصال في لندن.

الوثيقة التي يعتقدون أن سي آي إيه كتبتها حول اتصال مجهول بالصحيفة البريطانية

وكانت جهة الاتصال محققا توفي في 1992، بعد أن اشتهر بصرفه الكثير من حياته للتحقيق في مقتل كنيدي، وهو مايكل إدويس Michael Eddowes الذي عبّر في 1981 عن اقتناعه بأن الوثيقة حقيقية، وأن المتصل كان عميلاً سوفياتياً ولد في بريطانيا باسم ألبرت أوزبورن Albert Osborne وبحسب صحف بريطانية عدة ذكر أنه قُتل قبل شهرين من مقتل لي هارفي أزوالد، المتهم بقتل كنيدي.

إلى اليمين المحقق مايكل إدويس، وصورة لألبرت أوزبورن

وكان صحافي من "كامبريدج نيوز" رد في مكتبه على اتصال من مجهول قال له: "اتصل بالسفارة الأميركية في لندن حول خبر كبير" ثم أغلق الخط، وهو ما أبلغته الصحيفة للشرطة البريطانية بعد اغتيال كنيدي، وسريعاً علم جهاز MI-5 الاستخباراتي البريطاني أن الاتصال كان قبل 25 دقيقة من إطلاق النار على كنيدي بحسب توقيت دالاس، المتأخر 6 ساعات عن توقيت غرينتش، وأن أوزبورن ربما أجراه من حيث كان مقيماً في منزل شقيقته ببلدة Grimsby حيث ولد في مقاطعة "لنكولنشاير" المطلة بشرق إنجلترا على بحر المانش.

أما لماذا تلقت Cambridge News بالذات الاتصال من المجهول، لا صحيفة أميركية محلية، فشرح مايكل إدويس وقتها، بحسب صحيفة بريطانية، أن ذلك يعود إلى الاتحاد السوفياتي الذي أراد تصوير اغتيال كنيدي على أنه كان عبارة عن مؤامرة، وأنه كان يعلم بها.