يتحدث الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" معظم الوقت عن الذكاء، وفي 2013، كتب "ترامب" تغريدة على حسابه أنه يمتلك مستويات ذكاء تفوق نظيرتها لدى "باراك أوباما" و"جورج بوش الابن" ومقدم البرامج "جون ستيوارت" والبريطاني "لورد شوجر"، ومع ذلك، لم يكشف الرئيس الأمريكي مطلقا عن مستوى ذكائه.

ما هو اختبار الذكاء؟

يعتمد اختبار الذكاء على طرح عدة أسئلة على الشخص لقياس مدى ذكائه، ولا يوجد اختبار واحد لهذا الأمر، فهناك أكثر من مائتي نموذج تقبلها جمعية "Mensa" الأمريكية وبعضها وقتها لا يستمر سوى لساعة، والبعض الآخر غير مرتبط بوقت. أوضح أحد علماء جمعية "مينسا" "فرانك لوليس" أن الاختبارات تقيس عادة المهارات المكانية التي تكون عبارة عن أسئلة في الشكل والقياس، والكمية التي تعتمد على أسئلة رياضية، واللفظية عن الكلمات وتشابهها. تعلن "مينسا" عن قبول الانضمام إليها من الـ2% الأعلى إحرازا لنقاط يصل مجموعها إلى 130 نقطة في اختبار الذكاء.

من هو أكثر رؤساء الولايات المتحدة ذكاءً؟

أفادت مديرة الدراسات الرئاسية في جامعة "فرجينيا" "باربارا إيه بيري" بأنه لا توجد قائمة بترتيب الرؤساء الأكثر ذكاء. أوضحت "بيري" بأنه يمكن بسهولة اكتشاف ذلك عن طريق سجلات الشرف الدراسية "Phi Beta Kappa" التي تحدد مدى إنجاز الخريجين في العلوم والدراسات الإنسانية والآداب والبحث العلمي عبر 286 دولة حول العالم.

من بين رؤساء أمريكا الـ44، يوجد 17 رئيسا سابقا ضمن سجل جمعية "فاي بيتا كابا" من بينهم "بيل كلينتون" و"جورج بوش الابن" و"جيمي كارتر". أكدت "بيري" أن "هربرت هوفر" كان من بين رؤساء أمريكا اللامعين حيث كان عالما جيولوجيا كما حصل الرئيس "وودرو ويلسون" على درجة الدكتوراه. رغم عدم وجود قياس دقيق لمستويات ذكاء رؤساء الولايات المتحدة، إلا أن جامعة كاليفورنيا أكدت عام 2006 على أن "جون كوينسي آدامز" هو الأكثر ذكاء بين جميع رؤساء البلاد.

الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت

ترى "بيري" أن هناك بعض الرؤساء الذين اكتسبوا سمعة الذكاء بشكل غير عادل مثل "جيرالد فورد" بسبب نبوغه في التعليم بجامعة "متشيجان" ثم دراسة القانون بالإضافة إلى تفوقه الرياضي. أوضحت الأستاذة الأكاديمية أن الذكاء يعد جزءًا من تكوين شخصية جيدة لرئيس دولة ما، كما أن الآراء تتنوع من شخص لآخر. على سبيل المثال، وصف الرئيس الأمريكي الأسبق "فرانكلين روزفلت" بأن عقليته من الطبقة الثانية لكنه مزاجي من الدرجة الأولى، ورغم ذلك، أعيد انتخابه بأغلبية ثلثي جمهور الناخبين وهو في السادسة والثلاثين من عمره.

من كان الأقل ذكاء؟

ترى "بيري" أن الرئيس التاسع والعشرين للولايات المتحدة "وارن جي هاردينج" هو الأقل ذكاء بين رؤساء أمريكا. لم يكن "هاردينج" محاميا لامعا أو خريج جامعة "هارفارد" أو "ييل"، فقد لاحقته فضائح على الصعيدين السياسي والشخصي، ووصفه البعض بأنه أحد أسوأ رؤساء أمريكا في تاريخها. كان "هاردينج" ينتمي للحزب الجمهوري، وتورط عدد من المسؤولين في إدارته بفضائح فساد، وتوفي بأزمة قلبية عن عمر ناهز السابعة والخمسين في أغسطس/آب عام 1923.

وارن جي هاردينج هو الأقل ذكاء بين رؤساء أمريكا

أين يقع "دونالد ترامب"؟

أفادت "بيري" بأنها تشعر بوجود مستوى ذكاء مرتفع لدى "ترامب" أعلى مما يظن الكثيرون خاصة منذ أن تحدى "تيلرسون" للكشف عن درجة ذكائه رغم أن من يكرهونه يرونه مجرد شخص "أبله". سرد الأستاذ بجامعة "برينستون" "فريد جرينشتاين" ست سمات يمكن أن تحدد مدى ذكاء وأداء الرئيس وهي "التواصل العام" و"القدرة التنظيمية" و"المهارة السياسية" و"امتلاك رؤية" و"الأنماط المعرفية" و"الذكاء العاطفي".

أشارت "بيري" إلى أن "ترامب" يحرز نقاطا ضعيفة في "الذكاء العاطفي"، و"الأنماط المعرفية"، و"امتلاك رؤية"، و"القدرة التنظيمية"، ولكنه يحرز تقدما ملحوظا في "التواصل العام" و"المهارات السياسية"، وربما يكون ذلك السبب وراء فوزه بالرئاسة. لا يخفى على الكثيرين الأنشطة التجارية والأعمال الناجحة لـ"ترامب" قبل كونه رئيسا، وبالتالي، يبدو امتلاكه الذكاء الفطري قاده نحو النجاح فضلا عن حصوله على درجة جامعية من كلية "وارتون" بجامعة "بنسلفانيا".

وجود مستوى ذكاء مرتفع لدى "ترامب" أعلى مما يظن الكثيرون

أيا كانت درجة ذكاء "ترامب"، أوضح "لوليس" من جمعية "مينسا" أن هذه الدرجة لا تفصح عن كل شيء، فلو تم اختبار شخص اشتهر بعبقريته مثل العالم "أينشتاين"، ربما لا يجتاز اختبار الذكاء لأنه يفكر خارج الصندوق ويمتلك العديد من الحلول لسؤال واحد. في جميع الحالات، لا يزال من السابق لأوانه تحديد مستوى ذكاء "الرئيس الأمريكي، وعلى العموم، عرضت "مينسا" بالفعل اختبار ذكاء لكل من "ترامب" و"تيلرسون".