في تطور لافت في ليبيا طالب الزعيم معمر القذافي أعضاء المؤتمرات الشعبية الأساسية في ليبيا (المحليات والبلديات) إلى إيجاد صيغة رسمية تمكن نجله من القيام بدوره وما وصفه بواجبه تجاه الشعب الليبي. وكان القذافي يتحدث مساء أول من أمس في اجتماع سري عقده في مدينة سبها الليبية بعيدا عن وسائل الإعلام المحلية والدولية، مخاطبا المئات من أنصاره وقيادات من حركة اللجان الثورية ومسؤولين من مؤتمر الشعب العام (البرلمان)، بمناسبة مرور خمسين عاما على تشكيله حركة الوحدويين الأحرار.
ويشغل سيف الإسلام منصباً رسمياً في ليبيا بعكس شقيقه المعتصم الذي يشغل منصب مسؤول الأمن القومي. وفي حين يُلاحظ أن المتعصم يقوم بدوره بعيداً عن أعين وسائل الإعلام إلا ما ندر (مثل لقائه هذه السنة مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون)، فإن نشاطات سيف الإسلام تحظى بتغطية واسعة نتيجة ارتباطه بجهود حل ملفات حساسة خاصة بعلاقات ليبيا الخارجية.
ولعب سيف الإسلام، مثلاً، دوراً بارزاً في جهود عودة ليبيا إلى المجتمع الدولي وساهم في تسوية قضية طائرة "بان أميركان" فوق لوكربي وقضية تفجير طائرة "يوتا" الفرنسية وتعويض ضحايا تفجير ملهى "لا بيل" في برلين وتسوية قضية الممرضات البلغاريات في قضية نشر فيروس الايدز، كما ساهم في جهود إطلاق رهائن غربيين من خلال "مؤسسة القذافي الخيرية".
وعاد سيف الإسلام إلى طرابلس في آب الماضي على الطائرة ذاتها التي أقلت الليبي المدان في قضية لوكربي عبدالباسط المقرحي الذي أفرجت عنه اسكتلندا لأسباب صحية. وبدا ألقذافي الإبن وقتها وكأنه استطاع أن يُحقق هدفاً أساسياً سعى إليه والده الذي كان يُصر على عودة المقرحي من سجنه الاسكتلندي.
لكن في حين لم يواجه سيف الإسلام مشاكل أساسية في جهوده لتسوية مشاكل ليبيا الخارجية، إلا أن دوره في داخل البلاد كان يصطدم مرة تلو المرة بعقبات شديدة، في ظل تحفظ أطراف قوية في تركيبة الحكم عن بعض سياساته "الانفتاحية" على المعارضة، خصوصاً ازاء قادة "الجماعة الإسلامية المقاتلة" المسجونين.
وتعد هذه المرة الأولى التي يشير فيها القذافي بشكل علني وصريح إلى احتمال تولي نجله الثاني، الذي يقود تيارا إصلاحيا يحظى بتأييد قطاع عريض من الشباب وبموافقة ضمنية من الحكومات الغربية، منصبا حكوميا داخل الهيكل الإداري للدولة الليبية.