مسلسلات رمضان 2024
الزيدى: ضربت بوش بالحذاء لأنه أراد وضع العراق تحت حذائه
19/09/2009

بعد ثلاثة أيام من إطلاق سراحه من السجن وفي أول مقال صحفي له لصحيفة الجارديان البريطانية اليوم كتب الصحفي العراقى منتظر الزيدى، عن المشاعر التى دفعته إلى الإقدام على ضرب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بالحذاء. وفيما يلى نص المقال:

الزيدى: ضربت بوش بالحذاء لأنه أراد وضع العراق تحت حذائه         صورة رقم 1

أنا حر لكن بلادى لا تزال أسيرة الحرب

أنا حر. لكن بلادى لا تزال أسيرة الحرب. كان هناك الكثير من الحديث عن الفعل والشخص الذى أقدم عليه، وعن البطل والعمل البطولى، وعن الرمز والعمل الرمزى. لكننى ببساطة أجيب أن ما دفعنى للتصرف هكذا هو الظلم الواقع على شعبى، وكيف أن الاحتلال يريد إذلال وطنى بوضعه تحت حذائه.

فخلال السنوات الماضية، سقط أكثر من مليون شهيد برصاص الاحتلال، ويمتلىء العراق الآن بأكثر من 5 ملايين يتيم ومليون أرملة ومئات الآلاف من المعاقين وملايين المشردين داخل البلاد وخارجها.

لقد اعتدنا أن نكون دولة يتشارك فيها العربى مع التركمانى والكردى والآشورى والصابئى واليزيدى قوت يومه. وكان الشيعى يصلى مع السنى فى صف واحد، ويحتفل العالم الإسلامى مع المسيحى بميلاد المسيح. هذا على الرغم من حقيقة أننا تشاركنا فى الجوع والعقوبات لأكثر من عقد من الزمان. صبرنا وتضامننا لم يجعلنا ننسى القمع، لكن الاحتلال فرق الأخ عن شقيقه والجار عن جاره. وحول منازلنا إلى خيم عزاء.

أنا لست بطلاً، لكن لدي رأي محدد، ولدي موقف. فأنا أشعر بالإذلال عندما تذل بلادى وعندما أرى مدينتى بغداد تحترق، وعندما أرى شعبى يقتل. فكانت آلاف من الصورة المأسوية عالقة فى ذهنى، تدفعنى نحو طريق المواجهة. فضيحة أبو غريب، فضيحة الفالوجة والنجف الحديثة ومدينة الصدر والبصرة وديالى والموصل وتل عفر وكل شبر فى أرضى الجريجة. لقد سافرت عبر أرضى المحترقة وشاهدت بعينى آلاف الضحايا وسمعت بأذنى صرخات الأيتام والمكلومين، وشعور العار يلاحقنى مثل الاسم القبيح لأننى كنت عاجزاً.

الزيدى: ضربت بوش بالحذاء لأنه أراد وضع العراق تحت حذائه         صورة رقم 2

ما أردت أن أفعله هو أن أعبر بضمير
حى عن مشاعر مواطن

وبمجرد أن انتهى من أداء واجباتى المهنية فى رصد المآسى اليومية، وبينما كنت أجرف ما تبقى من أنقاض المنازل المهدمة أو انظف الدم الذى يلطخ ملابسى، كنت أعض على أسنانى وأتعهد لضحايانا بالانتقام. وجاءتنى الفرصة واستغللتها. أخذتها بدافع الولاء لكل نقطة دماء بريئة أريقت أثناء الاحتلال وبسببه، ولكل صرخة لأم مكلومة وكل آه من يتيم وآسف لكل ضحية اغتصاب.

أقول لهؤلاء الذين يلوموننى: هل تعلمون عدد البيوت المهدمة التى دخلتها بحذائى الذى قذفته؟ وكم من مرة مررت به على دماء ضحايا أبرياء. ربما كان هذا الحذاء هو الرد المناسب عندما تنتهك كل القيم. عندما ألقيت بحذائى فى وجه المجرم جورج بوش أردت أن أعبر عن رفضى لأكاذيبه ولاحتلاله لبلادى ورفضى لقتل شعبى، ورفضى لنهبه ثروة بلادى، وتدمير بناه التحتية، والإلقاء بأبنائه فى الشتات.

وإذا كنت قد أسأت للصحافة بدون قصد بسبب الحرج المهنى الذى سببته للمؤسسة، فإننى أعتذر. كل ما أردت أن أفعله هو أن أعبر بضمير حى عن مشاعر مواطن يرى بلده تدنس كل يوم. كان ينبغى ألا يكون للمهنية التى رعاها البعض تحت الاحتلال صوتاً أعلى من صوت الوطنية. وإذا كانت الوطنية فى حاجة إلى الحديث ، فإن المهنية يجب أن تتحالف معها. لم أفعل هذا حتى يدخل اسمى التاريخ، أو من أجل مكاسب مادية. كل ما أردته هو الدفاع عن بلدى.

الافراج عن الصحفي الزيدي معززا مكرما سالما غانما!!

تاجيل الافراج عن منتظر الزيدي ليوم الثلاثاء

هدايا وملايين بانتظاره.. الاثنين الإفراج عن الزيدي