مسلسلات رمضان 2024
المحكمة السودانية تلغي الـ 40 جلدة عن الصحافية السودانية
07/09/2009

الغت محكمة سودانية الاثنين 7-9-2009 حكم الجلد عن الصحفية السودانية في "قضية البنطال"، واكتفت بتغريمها بـ 200 دولار أمريكي. وقال ياسر عرمان، وهو عضو بارز سابق في الحركة الشعبية لتحرير السودان انها ادينت "لكننا نعرف انها ليست مذنبة وغرمت 500 جنيه (209 دولارات). وصرح عرمان الذي حضر المحاكمة بأن الحكم غير دستوري. وكانت لبنى حسين تواجه حكما بأربعين جلدة لارتدائها بنطلونا اعتبرته السلطات غير محتشم.

المحكمة السودانية تلغي الـ 40 جلدة عن الصحافية السودانية صورة رقم 1

لبنى أول من لم تلزم الصمت

وقال رمان ان الحكم الصادر عليها لم يتضمن اي عقاب جسدي. وقبيل الجلسة، وقع صدام بين ناشطات مدافعات عن حقوق المرأة في السودان واسلاميين وشرطة مكافحة الشغب، ما دفع الشرطة إلى إخلاء المكان سريعاً، وضربت عددا من المحتجين بالهراوات والقت القبض على عشرات من النساء المساندات للبنى حسين التي لقيت قضيتها اهتماما عالميا منذ القاء القبض عليها في حفل في يوليو تموز مع 12 اخريات.

وتعد قضية حسين اختبارا لقواعد الحشمة التي تقول كثيرات من النشطات انها غير واضحة مما يترك لكل ضابط مجالا واسعا لتفسيرها وتحديد ماهي الملابس غير المقبولة. الصحافية السابقة، التي كانت تعمل لدى الامم المتحدة وقت القبض عليها، نشرت قصتها ووقفت امام الكاميرات لتصورها وهو ترتدي بنطلونا فضفاضا وطلبت مساندة وسائل الاعلام.

وقالت المحتجة سوسن حسن لرويترز "منحتنا لبنى فرصة انها شجاعة لقد ضربت الاف من الفتيات منذ التسعينات ولكن لبنى أول من لم تلزم الصمت".

وتجمع نحو 150 محتجا معظمهم من النساء ارتدت بعضهن بنطلونات، وهم يلوحون بلافتات خارج محكمة في الخرطوم احيطت باجراءات امن مشددة وشرطة مكافحة الشغب مزودة بهراوات ودروع. ثم انضم الى الموقع عشرات من الرجال واطلقوا شعارات دينية وادانوا لبنى حسين وانصارها ووصفوهن بالعاهرات وطالبوا بعقوبة صارمة لها. ووقعت مصادمات وانتزع محتج ملتح لافتة ورقية ومزقها وتدخلت شرطة مكافحة الشغب وضربت المحتجين بالهراوات ولاحقا اقتادت الشرطة عشرات النساء الى حافلة صغيرة غادرت المكان.

المحكمة السودانية تلغي الـ 40 جلدة عن الصحافية السودانية صورة رقم 2

كان لها حصانة وتخلت عنها..

وقالت طبيبة جراحة ترتدي بذلة بيضاء قبل ان تخلي شرطة مكافحة الشغب المكان "انهم يضربوننا يحاولون استفزازنا للقيام بعمل يتسم بالعنف كي يردون علينا ويبعدونا عن الشوارع لم اتصور ابدا ان يحدث ذلك".

وفي وقت سابق ذكر محامي الدفاع نبيل اديب عبد الله ان قانون الزي المحتشم فضفاض لدرجة تحول دون حصول لبنى حسين على محاكمة عادلة وترفض موكلته الاتهامات وتقول ان ملابسها كانت محتشمة وانها لم تخالف القانون.

وسبق ان ذكرت ان عشرة من النساء الاخريات اللائي اعتقلن معها اعترفن بذنبهن وجلدن. وأجلّ القاضي الجلسة الاخيرة لمحاكمة لبنى حسين للتحقق مما اذا كانت لديها حصانة من المحاكمة لانها كانت تعمل كمتحدثة صحفية للامم المتحدة وقت القبض عليها.

وقالت لبنى حسين إنها استقالت من وظيفتها في الامم المتحدة لتتخلى عن اي حصانة قانونية حتى يمكن الاستمرار في نظر قضيتها لتثبت براءتها وتتحدى قانون الحشمة. وقال مسؤولون في الامم المتحدة ان المنظمة ابلغت السودان ان لبنى حسين كان لها حصانة من اي اجراءات قانونية لانها كانت موظفة في المنظمة الدولية وقت القبض عليها.