أعلنت النيابة العامّة في مدينة درسدن في شرق ألمانيا أنّها قرّرت تحريك الدّعوى القضائية ضدّ الشاب، الذي قتل المواطنة المصرية مروة الشربيني في مطلع تموز الماضي، بتهمة القتل والشروع في القتل. عقوبتها السجن المؤبد، لاسيما بعد أن أكدت التحاليل سلامة قواه العقلية وثبوت دافع الجريمة.
وذكرت النيابة العامة أن لائحة الاتّهام المتضمّنة في عريضة الدعوى تشمل أيضا التسبّب في إصابات جسدية خطيرة، وذلك "بدافع كراهية غير الأوروبيين وكراهية المسلمين" التي صرّح بها المتّهم أثناء التّحقيق.
وقال النائب العام كريستيان آفيناريوس أنّ التحاليل النفسية للشاب الألماني من أصل روسي أفادت أنّه في كامل قواه ومداركه العقلية، وعليه، فإنّ المتّهم قد يواجه حكما بالسّجن المؤبد. وأشار المصدر نفسه إلى أن موعد المحاكمة لن يحدّد قبل أسابيع من الآن، ولكنّه يتوقّع البدء في المحاكمة في نهاية العام الجاري أو بداية عام 2010.
وترجع أحداث القضيّة إلى الأوّل من تموز الماضي عندما كانت المصرية مروة الشربيني، الحامل آنذاك بطفلها الثاني، تحضر جلسة استئناف بمحكمة درسدن في قضيّة تعويض رفعتها ضدّ الشاب الألماني، البالغ من العمر 28 عاما، بتهمة السّب والقذف. وفجأة هاجمها المتّهم وانهال عليها طعنا بالسّكين داخل قاعة المحكمة، وعندما حاول زوجها الدّفاع عنها، طعنه الجاني أيضا وأطلق شرطي النار على زوج الضحية عن طريق الخطأ ظنا منه أنه الجاني. ويتلقى الزوج حاليا العلاج في مستشفى تأهيلي في ألمانيا. في حين، عاد الطفل مصطفى، البالغ من العمر ثلاثة أعوام، إلى مصر للعيش عند أسرة والدته الراحلة.
ويرى الإدّعاء العام الألماني أن "كراهية الأجانب" هي الدّافع وراء ارتكاب الجريمة، ذلك أن الجاني سبق وسب المواطنة المصرية الرّاحلة، التي كانت ترتدي الحجاب، بكلمات مثل "إسلامية" و"إرهابية" و"قذرة". الأمر الذي دفعها إلى ملاحقته قضائيا، ونجحت بالفعل في الحصول على حكم بتغريمه نحو 800 يورو، ولكنّه استأنف الحكم وارتكب الجريمة إثناء جلسة نظر الاستئناف.