مسلسلات رمضان 2024
وثائق سرية: صدام كان مستعدا للتحالف مع امريكا ضد ايران!!
03/07/2009

مزاعم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حول العراق يتأكد زيفها يوم بعد يوم ، حيث كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في 2 يوليو أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قال لمحققين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي " اف بي اي " قبل إعدامه إنه أوهم العالم بأن لديه أسلحة دمار شامل لأنه كان يخشى أن يبدو ضعيفا أمام إيران ، كما أبلغ المحققين أنه يعتبر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن متعصبا وأكد أنه لم تكن له أية علاقات مع تنظيم القاعدة .

وثائق سرية: صدام كان مستعدا للتحالف مع امريكا ضد ايران!! صورة رقم 1

صدام كان أكثر قلقا بشأن اكتشاف إيران
نقاط ضعف العراق

ووفقا لتقارير سرية تضمنت نص مقابلات التحقيق مع صدام وعرضت الصحيفة الأمريكية بعضا منها، فإن صدام قال إنه كان يشعر بالقلق إزاء خطر القادة الإيرانيين الذين وصفهم بالمتشددين، حتى أنه كان مستعدا لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة لحماية العراق من المخاطر الموجودة في المنطقة.

ونقلت "واشنطن بوست" عن جورج بيرو العميل الخاص في " اف بي اي " والذى أجرى تحقيقا مع صدام في يونيو/ حزيران 2004 بشأن أسلحة الدمار الشامل القول :" صدام اعتقد أن العراق لا يمكن أن يبدو ضعيفا لأعدائه خاصة إيران ، إنه اعتقد أن العراق يتعرض لتهديد من آخرين في المنطقة ويجب أن يبدو قادرا على الدفاع عن نفسه".

وأضاف بيرو أن صدام كان أكثر قلقا بشأن اكتشاف إيران نقاط ضعف العراق وبالتالي احتمال التعرض للهجوم أكثر من قلقه من العواقب من جانب الولايات المتحدة لمنع عودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة الذي كانوا يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل.

وتابع قائلا :" صدام أنكر بشدة أي صلات له بزعيم القاعدة أسامة بن لادن الذي وصفه بأنه متعصب وأشار إلى أنه بعث برسائل مستنكرة لهجمات 11 سبتمبر إلى المدعي العام الأمريكي السابق رمزي كلارك غير أنه لم يتمكن من استنكارها علناً لأنه كان رسمياً في حالة حرب مع أمريكا".

كما أعلن الرئيس العراقي الراحل مسئوليته الشخصية عن اصدار أمر بإطلاق صواريخ سكود على أهداف إسرائيلية أثناء حرب الخليج الثانية في عام 1991 لأنه ألقى باللوم على إسرائيل ونفوذها داخل الولايات المتحدة في "كل مشاكل العرب".

وفي إجابته على سؤال عن الإنجازات التي قدمها للعراق، أشار صدام إلى مجموعة من البرامج الاجتماعية إلى جانب الهدنة المؤقتة مع الأكراد مطلع العقد السابع من القرن الماضي وتأميم النفط العراقي ودعم الدول العربية التي شاركت في حرب عام 1973 ضد إسرائيل ، كما أشار إلى نجاحه في البقاء على رأس السلطة رغم الحرب المدمرة مع إيران والعقوبات التي استمرت 12 عاماً ضد بلاده بعد غزو الكويت، مقراً بوجود بعض "الأخطاء" وبينها تدمير بعض أسلحة الدمار الشامل خلال العقد الثامن من القرن الماضي دون إشراف الأمم المتحدة أو مصادقتها.

ونفى الرئيس العراقي الراحل صحة استخدامه للبدلاء الذين يشبهونه من أجل تجنب الاغتيال، مؤكداً أنه تمكن من التملص من خصومه عبر تجنب استخدام الهاتف والتنقل بشكل مستمر من مخبأ لآخر ، كما كشف أن المزرعة التي كان يختبأ في حفرة تحتها عند اعتقاله كانت الملجأ الذي استخدمه للاختباء بعد فشل الانقلاب الذي نفذه حزب البعث في العراق عام 1959.

وثائق سرية: صدام كان مستعدا للتحالف مع امريكا ضد ايران!! صورة رقم 2

التقارير السرية السابقة تتناقض مع
مزاعم إدارة بوش

وخلال التحقيقات معه ، أعرب صدام أيضاً عن "خيبة أمله" تجاه الدول العربية بسبب مواقفها بعد انتهاء حربه مع إيران، ورأى أنها كانت "قليلة الوفاء" حيال ما قدمه لها بـ"إنقاذ كل العالم العربي من الاحتلال الإيراني" ، على حد تعبيره.

وانتهت "واشنطن بوست" إلى القول إن التقارير السرية لـ"اف بي اي " التي نشرها موقع مؤسسة "ناشيونال سكيورتي" غير الحكومية ، التي دأبت على عرض الوثائق الرسمية الأمريكية المفرج عنها بموجب قانون حرية الوصول إلى المعلومات ، تضمنت 20 مقابلة رسمية أجريت عام 2004 وخمس مقابلات غير رسمية تمت بشكل عابر مع صدام بعدما اعتقلته قوات أمريكية في ديسمبر / كانون الأول 2003 .

التقارير السرية السابقة تتناقض مع مزاعم إدارة بوش حول أن صدام كانت لديه أسلحة دمار شامل تهدد الأمن العالمي وكانت له علاقات مع القاعدة، وهي المزاعم التي استخدمت لتبرير التدخل العسكري الأمريكي في العراق في مارس 2003 .

أيضا فإن هناك تصريحات للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنتهية ولايته محمد البرادعي تؤكد أن الغرب سحق العراق في عهد صدام حسين لأنه لم يكن يمتلك سلاحاً نووياً .

وكان البرادعى أكد خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في 19 يونيو الماضي على هامش اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا أن الدول التي تمتلك أسلحة نووية تحظى بمعاملة مختلفة عن الدول التي لا تملك مثل هذه الأسلحة.

وأضاف البرادعي أن كورياً الشمالية دعيت إلى طاولة التفاوض لأنها تمتلك سلاحاً نووياً ، في حين أن الغرب سحق نظام صدام حسين لأنه لم يكن يمتلك قنبلة نووية ، معربا عن قناعته بأن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي لكى لا يكون مصيرها كالعراق وللاعتراف بها "دولة عظمى" في الشرق الأوسط.

وانتهى إلى القول :" إنني مقتنع بأن إيران ترغب دون أدنى شك في اكتساب التكنولوجيا لصناعة سلاح نووي ، إيران تريد نقل رسالة إلى الدول المجاورة وباقي العالم تقول نعم يمكننا حيازة السلاح النووي إذا أردنا وبالتالي لا تستفزونا". المحيط