تناقلت منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع قصة أكبر امرأة سنا تترشح لنيل شهادة البكالوريا في الجزائر، ومع أنها تبلغ من العمر 92 عاماً ولا يفصلها عن القرن إلا بضع سنوات غير أن ذلك لم يؤثر عليها في رفع هذا الرهان والبحث عن كسب أغلى شهادة علمية.
بعزيمة وإصرار كبيرين يتغلبان على تجاعيد الزمن التحقت الحاجة ربيحة بن نايل المولودة عام 1932 طيلة أيام الأسبوع الجاري، بمركز الامتحان في ثانوية بن لحرش البشير بحاسي بحبح بمحافظة الجلفة وسط الجزائر ضمن شعبة الآداب والفلسفة، وكلها أمل في الظفر بهذه الشهادة العلمية المهمة التي ستفتح في وجهها أبواب التعليم العالي.
أكبر مترشحة في شهادة البكالوريا بالجزائر عن عمر 92 عاما
تجتازها للمرة الثانية
اجتازت الحاجة ربيحة للمرة الثانية على التوالي امتحانات البكالوريا التي تعتبر بوابة نحو الجامعة بعدما فشلت العام الماضي خلال دورة 2023 في الظفر بها، لكنها بقيت متشبثة بأمل تحقيق حلم النجاح ونيل شهادة "الباك"، مثلما يؤكد بذلك مقربون منها. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تناقل العديد من النشطاء صور هذه العجوز المتقدمة في السن داخل مركز الامتحان، مؤكدين في الوقت ذاته، أن قصة الحاجة ربيحة باتت ملهمة وحافزا قويا للتلاميذ الشباب من أجل مواصلة تعليمهم وعدم الركون للفشل. فيما دعا ناشطون آخرون لها بالتوفيق هذه المرة في نيل شهادة البكالوريا.
البداية مع محو الأمية
وبحسب بعض المصادر الإعلامية المحلية فإن بداية الحاجة ربيحة مع التعليم كانت بالتحاقها بصفوف محو الأمية لتنال شهادة التحرر سنة 2015، ثم التحقت بالسنة الأولى متوسط عبر بوابة الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد موسم 2015/2016، لتواصل مسارها التعليمي إلى غاية اجتيازها لعقبة شهادة التعليم المتوسط. ثم تنطلق في رحلة التعليم الثانوي لتصل إلى آخر محطة وهي البكالوريا السنة الماضية وتجتاز دورة 2023 وهي بعمر الـ91 سنة، ومع أنها لم توفق في نيلها إلا أنها بقيت متشبثة بالمشاركة، وهو ما جسدته هذه السنة عندما سجلت نفسها والتحقت بمراكز الامتحان.
مسنون يراودهم حلم البكالوريا
ومن المعروف أن هناك الكثير من نماذج الحاجة ربيحة من كبار السن والكهول من النوعين الذين يتقدمون بالعشرات كمترشحين أحرار لنيل شهادة البكالوريا كل سنة في الجزائر. وعادة ما تتحول أخبارهم المنقولة على وسائل الإعلام ومنصات "السوشيال ميديا" إلى قصص ملهمة للجيل الجديد، وكل واحد منهم لديه سبب في العودة إلى مقاعد التحصيل الدراسي ولكن القاسم المشترك بينهم هو البحث عن تحقيق حلم نيل شهادة البكالوريا الذي يبقى طعمها خاصا عند المجتمع الجزائري. للإشارة، فإن امتحانات البكالوريا دورة يونيو 2024 انطلقت الأحد الماضي وانتهت يوم أمس الخميس، وقد عرفت على مدار خمسة أيام مشاركة أزيد من 860 ألف مترشح، موزعين على 2893 مركز إجراء عبر جميع ولايات البلاد.