من شأن هذا الهياكل الساحرة أن تذكرك ببعض المعالم المعمارية الشهيرة التي ترتبط بالعراق، مثل بوابة عشتار، والحدائق المعلقة، والمئذنة "الملوية" في المسجد الجامع الكبير.
ولمن يرغب بتعلم المزيد والانتقال إلى هذه المواقع، فستُحزنه معرفة أنّها ليست جزءًا من مشروع عقاري طموح قيد الإنشاء، وهي ليست موجودة على أرض الواقع، بل وُلِدت على يد المصممة والمهندسة المعمارية العراقية، سمر الصافي، بهدف تجسيد حبّها لمسقط رأسها، العاصمة بغداد.
وفي مقابلةٍ، قالت الصافي: "ألهمني التاريخ الغني والتراث الثقافي لبغداد، وشرعتُ في رحلة لإعادة تصور منظر المدينة باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي".
واقع بديل
وفي الصور التي شكّلتها بمساعدة برنامج يُدعى "Midjourney"، لم ترغب الصافي الاحتفال بالتراث المعماري لمدينة بغداد فحسب، بل بالنسيج الغني للثقافة العراقية أيضًا.
وفي هذا الواقع البديل، جمعت المصممة والمهندسة المعمارية العراقية بين التصاميم المستوحاة من زقورات (معابد) بلاد ما بين النهرين، والعناصر المعمارية البابلية، والعباسية، والطاقة الحيوية لشوارع العاصمة بغداد. وأوضحت الصافي: "تُظهر هذه الصور بغداد كمدينة ديناميكية ومتطلعة إلى الأمام تمزج تاريخها الغني بالحياة الحضرية المعاصرة".
إمكانيات المستقبل
وأحسَت الصافي من خلال هذه السلسلة كما لو أنّها ألقت نظرة خاطفة على ما كان يمكن أن تُصبح عليه بغداد، لو أنّ التاريخ تطور بشكلٍ مختلف. وشرحت قائلة: "أثارت هذه الصور مزيجًا من المشاعر، ومنها الأمل تجاه ما كان يمكن أن يحدث، والإعجاب بإمكانيات المدينة، وربما لمسة من الحنين إلى المسار الذي لم يتم اتخاذه". ولكن بدلاً من التركيز على الماضي، تشعر المصممة العراقية بالتفاؤل تجاه المستقبل.
وحظي هذا المشروع بردود فعل إيجابية من العراقيين وغيرهم على حدٍ سواء، إذ أشارت الصافي إلى أن الكثيرين من رواد الإنترنت عبروا عن رغبتهم في تحول هذه الصور إلى حقيقة. وأكدّت المصممة العراقية أن "ذلك شهادة على قدرة الفن والخيال على إثارة المشاعر، وتجاوز الحدود، والتفاعل مع الأشخاص من خلفيات متنوعة".