بعد استهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، مساء الإثنين، تساءل متابعون عما إذا كانت إيران وإسرائيل ستنجران إلى مواجهة مباشرة أم ستحافظان على قواعد الاشتباك عن بعد. الرد الرسمي الأولي من طهران جاء على لسان وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال إن بلاده تحمّل إسرائيل المسؤولية عن تبعات الهجوم على قنصليتها في دمشق، مشيرا إلى أن الهجوم على مبنى القنصلية يشكل خرقا لكل المواثيق الدولية.
ولكن الحديث عن السيناريوهات العملية للرد جاء على لسان سياسيين إيرانيين آخرين، حيث اجتمعت تلك الآراء على أن إيران وحلفاءها سيتخذون قرار الرد بشكل حاسم، في الزمان والمكان المناسبين، مشددين على أن الانتقام لتك العملية سيكون قاسيا. وأشار مسؤولون إيرانيون إلى أن جميع السفارات الإسرائيلية في مختلف أنحاء العالم ستُدرج في بنك أهداف الرد. هذا السيناريو لم تستبعده إسرائيل، التي قررت رفع حالة التأهب الأمني في كل سفاراتها وممثلياتها حول العالم تحسبا.
أما أكثر سيناريو ردّ غير مباشر فهو أن يتولّى حزب الله اللبناني التصعيد. كأن يكثّف الحزب إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية أو تنفيذ عمليات داخل إسرائيل. كما يمكن أن تتولى الميليشيات الموالية لطهران في سوريا التصعيد، وقد تشن هجمات منسقة ومكثفة على مواقع عسكرية أميركية في العراق وسوريا، خاصة في منطقة غرب الفرات.
ورجّح خبراء أن تختار إيران أن ترد بنفسها عبر تنفيذ هجمات مباشرة ضد أهداف إسرائيلية في المنطقة وخارجها، وليس داخل إسرائيل، كما حدث في استهداف مبنى في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق بادعاء أنه مقرا للموساد، أو استهداف سفن تابعة لإسرائيل في البحار.