رموز كثيرة عبرت عن القضية الفلسطينية والتضامن مع فلسطين، مثل الكوفية وحنظلة وأغصان الزيتون، وكانت من بينها فاكهة البطيخ التي عادت وغزت صورها مواقع التواصل الاجتماعي مع الحرب الأخيرة. فما قصتها؟ فقد ظهرت الثمرة مرة أخرى على عدد لا يحصى من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت بهجوم مفاجئ لحماس يوم السابع من أكتوبر الجاري.
تاريخ البطيخ الفلسطيني
واستخدام البطيخ كرمز فلسطيني ليس جديداً إذ ظهر لأول مرة بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة، وضمت القدس الشرقية. وفي ذلك الوقت، جعلت الحكومة الإسرائيلية عرض العلم الفلسطيني علناً بمثابة جريمة جنائية في غزة والضفة الغربية. في المقابل وللتحايل على الحظر، بدأ الفلسطينيون في استخدام البطيخ لاسيما أنه عند تقطيعه يحمل نفس الألوان الوطنية للعلم الفلسطيني وهي الأحمر والأسود والأبيض والأخضر، بحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا تايم".
ورفعت إسرائيل الحظر على العلم الفلسطيني في عام 1993، كجزء من اتفاقيات أوسلو، التي استلزمت الاعتراف المتبادل من قبل إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وكانت أول اتفاقيات رسمية لمحاولة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. تم قبول العلم باعتباره يمثل السلطة الفلسطينية، التي ستدير غزة والضفة الغربية.
في عام 2007، بعد الانتفاضة الثانية مباشرة، أنشأ الفنان خالد حوراني "قصة البطيخ" لكتاب بعنوان "الأطلس الذاتي لفلسطين". وفي عام 2013، قام بإصدار طبعة واحدة وأطلق عليها اسم ألوان العلم الفلسطيني، والتي شاهدها الناس في جميع أنحاء العالم منذ ذلك الحين.
ثم عاد استخدام البطيخ كرمز إلى الظهور مرة أخرى في عام 2021، بعد حكم محكمة إسرائيلية يقضي بطرد العائلات الفلسطينية المقيمة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية من منازلها لإفساح المجال أمام المستوطنين.
رمز البطيخ اليوم
في يناير/كانون الثاني الماضي، منح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير الشرطة سلطة مصادرة الأعلام الفلسطينية. وأعقب ذلك في وقت لاحق تصويت في يونيو/حزيران الماضي، على مشروع قانون يمنع الناس من عرض العلم في المؤسسات التي تمولها الدولة، بما في ذلك الجامعات، حيث تمت الموافقة على مشروع القانون بشكل مبدئي، لكن الحكومة انهارت في وقت لاحق.
وفي يونيو/حزيران من ذات العام، أطلقت منظمة ززيم، وهي منظمة مجتمعية عربية إسرائيلية، حملة للاحتجاج على الاعتقالات ومصادرة الأعلام التي تلت ذلك. وتم لصق صور البطيخ على 16 سيارة أجرة تعمل في تل أبيب، مع النص المصاحب لها، "هذا ليس العلم الفلسطيني".