تستأنف الشرطة في إيران دورياتها المثيرة للجدل لضمان التزام النساء بقواعد اللباس وتغطية شعرهن في الأماكن العامة، بحسب وسائل إعلام حكومية. ويوم الأحد، قال مسؤول إيراني إن دوريات "شرطة الأخلاق" ستعود إلى الشوارع لفرض القوانين المتعلقة بالحجاب.
ويأتي هذا بعد 10 أشهر من وفاة الشابة مهسا أميني، التي ماتت أثناء احتجازها لدى الشرطة في طهران بزعم انتهاك قواعد اللباس. وأثار موتها احتجاجات حاشدة، أدت إلى توقف دوريات شرطة الأخلاق مؤقتا. لكن المتشددين في البلاد يطالبون منذ فترة باستئناف الدوريات.
"شرطة الأخلاق" تعود لشوارع إيران لفرض قوانين الحجاب
وبموجب القانون الإيراني، يجب على النساء تغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة. ويقع على عاتق شرطة الأخلاق ضمان احترام تلك القواعد، واحتجاز النساء اللاتي يُنظر إليهن على أنهن يرتدين ملابس "غير محتشمة". ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، سعيد منتظر المهدي، قوله إن ضباط الدوريات سيقومون خلال عملهم بتحذير النساء اللاتي لا يمتثلن للقواعد أولا. وأضاف أنه في حالة عصيان الأوامر، فقد تختار الشرطة "اتخاذ إجراءات قانونية".
وكانت مهسا أميني، 22 سنة، تزور العاصمة طهران مع أسرتها في سبتمبر/أيلول الماضي عندما ألقت شرطة الأخلاق القبض عليها واتهمتها بارتداء الحجاب "بشكل غير لائق". وقد أغمي عليها بعد نقلها إلى مركز اعتقال "تأهيلي". وفي ذلك الوقت، كانت هناك تقارير تفيد بأن الضباط ضربوها بالهراوة على رأسها.
وأدى مقتلها إلى إغضاب ملايين الإيرانيين وشهور من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة في جميع أنحاء البلاد، التي شهدت مقتل ما يقرب من 600 متظاهر، وعمليات الإعدام الحكومية. وفي الأشهر التي أعقبت الاحتجاجات، توقفت العديد من النساء عن ارتداء الحجاب تماما. وكان هذا أكبر تحد صريح لحكم رجال الدين في إيران منذ ثورة 1979.
وتشير مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه حتى وقت قريب، أضحت مشاهد النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب أمرا اعتياديا وأكثر شيوعا. لكن السلطات الإيرانية، بدورها، فرضت عقوبات أكثر صرامة، بما في ذلك إجبار الشركات والمتاجر على الإغلاق إذا لم تمتثل لقوانين الحجاب.
وعلى الرغم من أن الاحتجاجات جذبت أعدادا كبيرة من الإيرانيين، إلا أن بعض الناس ما زالوا يؤيدون بشدة قواعد اللباس الصارمة. وفي وقت سابق من هذا العام، انتشر مقطع فيديو يظهر رجلا يرمي علبة من اللبن في وجه امرأتين غير محجبتين. وقوبل هذا التصرف بالغضب من قبل المارة من الذكور والإناث، ليتم اعتقاله لاحقا.
وشهدت إيران صورا مختلفة لشرطة "الأخلاق"، لكن النسخة الأخيرة بدأت دورياتها في عام 2006. ومن غير الواضح عدد الرجال والنساء الذين يعملون في هذه القوة، لكن ما هو معروف هو أن لديهم العديد من الأسلحة ومراكز الاحتجاز، فضلا عن ما يسمى "مراكز إعادة التأهيل". وردا على حملة القمع الإيرانية العنيفة ضد المتظاهرين، فرضت المملكة المتحدة ودول غربية أخرى عقوبات على شرطة الآداب ومسؤولين إيرانيين العام الماضي.