قالت السلطات السعودية إن عدد حجاج هذا العام سوف يصل إلى أكثر من مليوني حاج. وبدأت مناسك الحج، وهو الأول من دون قيود جائحة كورونا، بـ "طواف القدوم" مع أداء "ركن الحج الأعظم" الثلاثاء بالوقوف بعرفة.
حجاج من 160 دولة
تتوقع وزارة الحج السعودية أن يصل العدد الإجمالي للحجاج هذا العام إلى نحو 2.3 مليون حاج، قادمين من نحو 160 دولة ما يعني وصول معدلات الحجيج إلى وتيرتها المعتادة قبل جائحة كورونا. وخلال العام الماضي، وصل عدد الحجاج إلى مليون شخص في أول موسم حج بعد انحسار الجائحة.
نهاية قيود كورونا
ويعد موسم الحج هذا العام الأول من دون القيود التي فرضتها السلطات السعودية منذ تفشي جائحة كورونا عام 2019، إذ كانت مواسم الحج الثلاثة السابقة مقيدة بإجراءات مواجهة الوباء مع تقييد أعمار الحجيج وأعدادهم وحركتهم والحرص على التباعد بين الحجيج.
طواف القدوم
بدأ الحجاج أداء مناسك الحج بـ "صواف القدوم" الأحد (24 يونيو / حزيران) فور وصولهم الحرم الملكي في أجواء حارّة وخانقة. وطاف حول الكعبة حجّاج بملابس الإحرام البيضاء بينهم نساء ارتدى بعضهنّ عباءات ملوّن.
وقفة عرفة
تتوج مناسك الحج بأداء ركنه الأعظم المتمثل في الوقوف على جبل عرفات الواقع على بعد أكثر من 20 كيلومتراً إلى الشرق من مكة وذلك في يوم التاسع من ذي الحجة الذي يوافق هذا العام الثلاثاء (27 من يونيو/ حزيران). وبعد الوقوف بعرفة، يقضي الحجاج ليلتهم في وادي مزدلفة ثم يعودون إلى منى ومن ثم رمي الجمرات قبل الاحتفال بعيد الأضحى.
مراقبة على مدار الساعة
يتم مراقبة حركة الحجاج مناسك الحج من خلال المركز الوطني للعمليات الأمنية التابع لوزارة الداخلية السعودية. وتعتمد السلطات السعودية على مراقبة الحركة في المسجد الحرام على مدار الساعة عبر شاشات العرض كما هو الحال في مركز المراقبة 911. وكانت السلطات السعودية قد تعرضت لانتقادات بعد حادثة تدافع عام 2015 وراح ضحيتها مئات الحجاج.
حضور نسائي في التنظيم
قررت السلطات السعودية الاستعانة بالنساء في إدارة شؤون وتنظيم مناسك الحج. وتحضر الشرطة النسائية السعودية المؤتمر الصحفي لأمن الحج في مقر 911 في مكة المكرمة. وتعمل الشرطة النسائية على مساعدة السيدات من كبار السن والمرضى واصطحابهن لزيارة المعالم المقدسة. وكانت المرة الأولى التي شاركت فيها دوريات الأمن النسائي السعودي في تنظيم موسم العمرة خلال شهر رمضان الماضي.
استعداد جيد
في إطار بعث رسالة تفاؤل لطمأنة الحجيج ومع رفع قيود كورونا، أقامت السلطات الكثير من المرافق الصحّية والعيادات المتنقّلة وجهّزت سيّارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لضمان سلامة الحجاج خاصة مع عودة معدلاتهم إلى ما قبل الجائحة. وتنتشر الباصات بألوانها الصفراء المميّزة في أرجاء المشاعر المقدسة.
تعويض خسائر كورونا
يشكّل الحج مصدر دخل رئيسي للمملكة حيث تُقدّر إيرادات المناسك والعمرة والزيارات الدينيّة الأخرى على مدار العام بنحو 12 مليار دولار سنويًا. يأمل أصحاب الأعمال في مكّة بأن تُعوّضهم عودة الحجّ إلى طبيعته عن الخسائر الفادحة التي تكبّدوها خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
حج "استثنائي ومميز وآمن"
أعرب رئيس شؤون الحرمين الشريفين في السعودية عبد الرحمن السديس عن تفاؤله بـ "موسم حج استثنائي ومميز وآمن". وفي إطار استعدادتها الأمنية والصحية، قامت السلطات السعودية بوضع عشرات الخطط بهدف تنظيم مسار تحرك الحجيج في مختلف المشاعر المقدسة.
"الله يعيننا"
مع تجاوز الحرارة 44 درجة مئويّة، يقوم رجال الأمن برش رذاذ المياه على الحجّاج المنهكين من الحرّ الشديد، فيما افترش بعضهم الساحات المحاذية لأبواب الحرم. وبينما ينتظر سيارة تقله خارج المسجد الحرام، قال حاج من المغرب "أنا متعب للغاية. الحرارة لا تُحتمل. الله يعيننا".
توثيق مناسك الحج
وصلت حمى منصات التواصل الاجتماعي إلى حجاج بيت الله الحرام حيث يعمل الكثير منهم على توثيق لحظات مناسك الحج ونقلها إلى أصدقائهم وذويهم ممن لم يحالفهم الحظ في التواجد بالأراضي المقدسة بمكة والمدينة. وخلال أداء المناسك، يلتقط الكثير من الحجاج صور السيلفي. إعداد: محمد فرحان.