أقدمت شقيقتان مصريتان على ادخار نفقات الحج، للذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج، حيث كانتا تخططان للسفر منذ أكثر من 20 عاما. وكانت الشقيقتان جمالات وسعاد تتشاركان كل شيء، الحزن والفرح والأزمات والزيارات وغيرها، ونجحتا أيضا في المشاركة لادخار تكلفة الحج منذ عام 2002.
وعلى الرغم من عدم وقوع الاختيار عليهما بالقُرعة، إلا أن الحظ حالفهما أيضًا معًا، وتخلّف اثنان عن موعد الذهاب، لتحظى جمالات وشقيقتها سعاد بمقعدي الحج. وسافرت الشقيقتان سويا، لكنهما لم تستطيعا استكمال شعائر الحج معا كما تعودتا طيلة عمرهما، بسبب وفاة السيدة "جمالات" في أرض مكة في اليوم الخامس من زيارة مكة، وأداء العمرة.
وكشفت الحاجة سعاد لوسائل إعلام محلية اللحظات الأخيرة في حياة شقيقتها جمالات، وشعورها بعد فراق رفيقة دربها، وكيف تسير الحياة هناك من غيرها. ووصفت الحاجة سعاد شقيقتها الصغرى، قائلة: "كانت ضهري وعكازي وسندي وعيني اللي بشوف بيها عشان كبرت ومبقتش أشوف".
وفي بادئ الأمر رفضت الأخت الكبرى "سعاد" تكملة شعائر الحج، فهي لم تستطع أن تتمالك أعصابها أو تجد من يهون عليها حزنها على فراق شقيقتها جمالات. وكشفت الحاجة سعاد في تصريحاتها عن وصية شقيقتها، التي أوصت الجميع بها قبل سفرها، وقالت إنها طلبت منهم أن يتركوها في مكة وألا يجلبوها إلى مصر إذا توفيت في أثناء أدائها فريضة الحج.
وتابعت الحاجة سعاد، وقالت: "أنا طلعت الحج عشان جمالات معايا، وكانوا بيوصوها عليا عشان أنا المريضة، وسبحان الله ربنا اختارها هي". واختتمت الحاجة سعاد حديثها، قائلة: "مش هاكل غير لما أختي تيجي، أنا بعمل كل حاجة معاها ومش هاكل من غيرها".