قال مصدر أمني إن مصوراً صحفياً قتل ليل الجمعة السبت، 6 ديسمبر/كانون الأول 2019، طعناً بآلة حادة من قبل مجهولين، في ساحة للاحتجاج وسط العاصمة بغداد. وقتل أثناء اقتحام ساحة "الخلاني" وسط بغداد من قبل مجهولين 16 شخصياً، في ليلة دامية دفعت المواطنين للتوافد مرة أخرى إلى الميادين.
أوضح شهود أن الكهرباء قُطعت عن ساحة "الخلاني" قبل أن يبدأ مسلحون ملثمون بإطلاق النار من أسلحة رشاشة صوب المتظاهرين. المصدر، وهو ضابط في شرطة بغداد برتبة نقيب، للأناضول، أن المصور الصحفي أحمد المهنا قُتل طعناً بآلة حادة، يشتبه بأنها سكين، في ساحة الخلاني، وسط العاصمة بغداد.
لحظة إطلاق النار على المتظاهرين في بغداد من قبل مسلحين مجهولين
أضاف أن المهنا تعرَّض للطعن خلال الفوضى التي رافقت اقتحام مسلحين مجهولين لساحة الخلاني والمنطقة المحيطة بها، وإطلاق النار بصورة عشوائية على المحتجين. يُعرف المهنا بأنه مصور صحفي حربي، غطَّى على مدى سنوات الحرب بين تنظيم "داعش" والقوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي المناهض لـ"داعش". كما أن المهنا من الأشخاص المواظبين على المشاركة وتغطية الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العاصمة بغداد.
اختطاف مصور آخر
يأتي هذا الحادث بعد ساعات من إقدام مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة سوداء اللون على اختطاف المصور "زيد محمد الخفاجي"، من أمام منزله في منطقة حي القاهرة، شمالي بغداد، بعد عودته من ساحة التحرير وسط بغداد. تستمر حالات الخطف في العاصمة بغداد والمحافظات العراقية التي تشهد تظاهرات احتجاجية منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بشكل لافت للنظر، وتطال الناشطين المدنيين والمسعفين والمسعفات والعاملين في مجال حقوق الإنسان.
المصور زيد محمد الخفاجي
قالت منظمة العفو الدولية، في وقت سابق الجمعة، إن السلطات العراقية "فشلت في وضع حدٍّ لاعتقالات الناشطين والصحفيين والمتظاهرين، ما يظهر تسامحها مع تلك الانتهاكات". في سياق متصل، أفاد مراسل الأناضول في بغداد، أن المئات من المتظاهرين من مختلف مناطق العاصمة، توافدوا إلى ساحة التحرير عقب هجوم مسلحين مجهولين على المحتجين في ساحة الخلاني القريبة.
16 قتيلاً و70 جريحاً
أضاف أن المتظاهرين توافدوا على الساحة، قادمين من مناطق شرق وشمال وجنوب العاصمة بغداد، لدعم المحتجين الموجودين في ساحة الخلاني والتحرير، بعد الهجوم الدموي الذي خلّف 16 قتيلاً و70 جريحاً. وهذه أول مرة يسقط فيها قتلى منذ الأحد، عندما وافق البرلمان على استقالة حكومة عادل عبدالمهدي، حيث ساد الهدوء الحذر أرجاء البلاد.
يشهد العراق احتجاجات مناهضة للحكومة والنخبة السياسية، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخلّلتها أعمال عنف واسعة، خلَّفت 476 قتيلاً وأكثر من 17 ألف جريح، وفق أرقام مفوضية حقوق الإنسان الرسمية المرتبطة بالبرلمان. الغالبية العظمى من الضحايا من المحتجين الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الأمن ومسلحين من فصائل "الحشد الشعبي"، لهم صلات مع إيران، حسب المتظاهرين وتقارير حقوقية دولية.
لكن "الحشد الشعبي" ينفي أي دور له في قتل المحتجين. رغم استقالة حكومة عبدالمهدي، وهي مطلب رئيسي للمحتجين، فإن التظاهرات لا تزال متواصلة، وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بـ "الفساد وهدر أموال الدولة"، والتي تحكم البلاد منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
مقتل المصور الحربي أحمد المهنا بإطلاق نار في ساحة التحرير ببغداد
أفادت الأنباء القادمة من العراق بمقتل المصور الحربي العراقي أحمد المهنا، مساء الجمعة، بإطلاق نار في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد. وقد نعى العديد من الصحافيين العراقيين، والعرب، زميلهم الذي أصابته النيران أثناء تأدية مهمته الصحافية.
المصور الحربي العراقي أحمد المهنا
وكانت مصادر قد أفادت بتمكن المسلحين من السيطرة على جسري السنك والأحرار، مساء الجمعة، بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى بإطلاق نار، من قبل مجموعة مسلحة ملثمة باغتت المتظاهرين في ساحتي الخلاني والوثبة وسط بغداد، ما أدى لسقوط 19 قتيلاً، بينهم 3 من رجال الشرطة و16 من المتظاهرين، فيما أصيب نحو 70 متظاهراً.
وكان مراسل في بغداد قد أفاد بأن عناصر من ميليشيات "عصائب أهل الحق"، المدعومة من إيران، بزي مدني أطلقوا النار على المتظاهرين، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح. وقال شهود عيان إن مجموعة مسلحة ترتدي الزي المدني وتستقل سيارات من نوع "بيك آب" وسيارات دفع رباعي أطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين بكثافة، وهددت هذه المجموعة كل من يتواجد في الساحات بضرورة إنهاء الاحتجاجات وتسليم بناية المطعم التركي في ساحة التحرير ومرآب السنك.