مسلسلات رمضان 2024
في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية
30/03/2019

يحيي الفلسطينيون في الثلاثين من مارس/آذار من كل عام ذكرى يوم الأرض للتعبير عن تمسّكهم بأرضهم وهويتهم الوطنيّة، بعد أن صادرت السلطات الإسرائيلية آلاف الدونمات من الأراضي السكنية الفلسطينيّة، خرجت على أثرها المظاهرات التي توسعت لاحقاُ وأدت إلى مواجهات بين الفلسطينيين و السلطات الإسرائيلية، انتهت باعتقال ومقتل العديد من الفلسطينيين.

وتتنشط الدعوات إلى المظاهرات والاحتجاجات في مثل هذا اليوم من كل عام لإحياء ذكرى مقتل ستة فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976.

فيلم يوم الأرض للمخرج غالب شعث

الخلفية التاريخية

قبل قيام دولة اسرائيل، كان الفلسطينيون من العرب يعتمدون على الزراعة بنسبة ما يقارب 70 في المئة كمصدر للعيش. ولكن حرب 1948 أدت إلى هجرة مئات الآلاف من الفلسطينيين لقراهم ومدنهم، وفي 1950، أصدرت إسرائيل قانون العودة فتوافد من خلالها الكثير أعداد كبيرة من اليهود حول العالم. وفي نفس الوقت، سنت اسرائيل قانون " أملاك الغائبين" الذي قامت بموجبها بمصادرة أراضي اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا أو نزحوا بسبب الحرب. وبالتالي فاليهود الجدد اشتروا تلك الأراضي المصادرة من الدولة.

وحسب البروفسور أورين يفتحئيل، لم يقم الفلسطينيين بأي احتجاجات قبل عام 1970، ضد سياسيات اسرائيل بسبب الحكم العسكري والفقر والعزلة وعدم تبلور حركة سياسية قوية بين الفلسطينيين. وكان قانون المصادرة الأول تحت اسم " تطوير الجليل" وصودرت بموجبه أراض لعرب الداخل في المناطق الإسرائيلية، بالإضافة إلى أراضي اللاجئين في عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وسخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وكابول وغيرها من الأراضي.

الاحتلال صادر ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث

فاحتجّ الأهالي على ذلك بالمظاهرات والإعلان عن الإضراب الشامل في تاريخ 30 آذار، وازدادت حدّة المواجهات بين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي لدرجة استخدام الدبابات في اقتحام القرى الفلسطينية، وقتل وجرح العديد في منطقة عرابة وسخنين. ومنذ ذلك الوقت أصبح الفلسطينيون يحيون ذكرى هذا اليوم بالقيام بزراعة أشجار الزيتون في الأراضي التي جرفتها على يد اسرائيل، بالإضافة إلى إحياء نشاطات مختلفة مثل افتتاح معارض تتضمن منتجات تراثية فلسطينية وأشغال يدوية وتنظيم حملات دعم واستذكار على مواقع التواصل الاجتماعي و إقامة المهرجانات المختلفة في كل أماكن تواجدهم.

مس القرار بشكل مباشر أراضي بلدات الجليل عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد ومناطق أخرى من الجليل والمثلث والنقب، أضيفت إلى أراض أخرى صودرت من قبل بغرض بناء مستوطنات جديدة.

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 1

وللرد على القرار تداعت لجنة الدفاع عن الأرض وعلى رأسها عدد من القياديين أبرزهم القائد توفيق زياد، بتاريخ 1 فبرايرشباط 1976 لعقد اجتماع عاجل في مدينة الناصرة، نتج عنه إعلان إضراب عام شامل في 30 مارس/آذار من السنة نفسها احتجاجا على ما جرى. وبادرت قوات الاحتلال إلى الرد بدموية على الاحتجاجات وأطلقت النار بشكل عشوائي على محتجين فلسطينيين صبيحة يوم الإضراب، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء من الداخل الفلسطيني، وسقوط عشرات الجرحى.

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 2

شهداء يوم الأرض الأول الذين إرتقوا في الثلاثين من آذار عام 1976 على يد الجيش الإسرائيلي وهم:

الشهيد خضر خلايلة - سخنين.

الشهيد محسن طه - كفر كنا.

الشهيدة خديجة شواهنة - سخنين.

الشهيد رجا ابو ريا - سخنين.

الشهيد خير ياسين - عرابة.

الشهيد رافت زهيري - نور شمس.

وتؤكد مصادر فلسطينية أن الاحتلال صادر ما بين 1948 و1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي سيطرت عليها بعيد نكبة 1948.

العرب و"يوم الأرض" في هذا العام

يصل "يوم الأرض" إلى العالم العربي في الوقت الذي لا تزال معظم حكوماته غارقة بمشاكل داخلية وخارجية، حتى حادت بوصلة العرب عن قضيتهم الأولى القضية الفلسطينية. فما بين أزمة دبلوماسية خليجية دخلت عامها الثاني بين قطر والمملكة العربية السعودية، الإمارات، البحرين ومصر وانتهت بقطع العلاقات الدبلوماسية.

إلى سوريا التي لا تزال تحارب الإرهاب لعامها الثامن في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجولان المحتل كأرض إسرائيلية. إلى العراق الذي لا يزال يحارب الإرهاب للقضاء على فلوله والجزائر الغارقة بانتخابات رئاسية جديدة، وليبيا واليمن الغارقتان بحرب أهلية مزقتهما. وفلسطين التي اعترف فيها الرئيس الأمريكي بالقدس كعاصمة لإسرائيل وما واكبه من أصداء سلبية في الشارع العربي. فهل سيوحد "يوم الأرض" الفلسطيني العرب، لينسوا معه حقبة من الآلام والمشاكل لطي صفحة جديدة من التاريخ العربي المعاصر.

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 3

الجولان السوري و"يوم الأرض"

تحدث الشيخ جاد الكريم ناصر، أحد شيوخ وأبناء الجولان السوري لـ"سبوتنيك" عن "يوم الأرض" قائلا "هذا يوم مقدس ويمثل وجودنا وإنتمائنا للأرض وذكرى لتخليد شهدائنا، كما ويمنحنا القوة للوقوف بكل ثبات في أرضنا لندافع عنها وعن تاريخنا وحاضرنا. وفي هذا اليوم سنقف وقفة تنديد واستنكار لقرار الرئيس الأمريكي، كما سنقف ضد جميع المخططات الإسرائيلية".

ووجه الشيخ ناصر الدعوة للشعوب العربية بالوقوف في صف واحد، قائلا "في ظل غرق البلدان العربية بمشاكلها، نتمنى من الشعوب العربية الوقوف في صف واحد، لأنه لو تم ذلك لن يستطيع أحد في العالم بأن يسيء لكرامة العرب، ولكن للأسف أغلب الحكومات العربية لايعول عليها أبدا، ونحن في الجولان السوري أملنا كبير بالشعوب العربية وبالنسبة لنا نحن جزء لا يتجزأ من سوريا التي نفتخر بها وبقيادتها وجيشها، الذين دافعوا عن سيادة بلادنا وانتمائنا والوقوف ضد جميع المخططات التي حاولت تمزيق البلد".

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 4

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 5

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 6

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 7

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 8

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 9

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 10

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 11

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 12

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 13

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 14

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 15

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 16

في الذكرى الـ43 ليوم الأرض الفلسطيني: شعب متمسك بأرضه وهويته الوطنية صورة رقم 17