أكد علماء بالأزهر الشريف رفضهم التام لإساءة أحد طلاب الجامعة للأقباط والسخرية من صلاتهم وطقوسهم، بعد توقيع الأزهر والفاتيكان على وثيقة الأخوة الإنسانية. وقالت إدارة جامعة الأزهر أن ما جاء في الفيديو الصادم (الذي نتحفظ عن نشره في موقع مسلسلات لما فيه من إساءة للإخوة المسيحيين)، يناقض تعاليم الأزهر، وأن هذه الأفكار المتشددة التي لا تؤمن بالتعايش وقبول الآخر، ليست نابعة من مناهج جامعة الأزهر كما يدعي البعض، وأنما سببها يعود الى أفكار المجتمع المصري نفسه بكامل فئاته وطوائفه.. فالملام هو المجتمع الذي لم يربي أبناءه منذ نعومة أظافرهم، على التعايش وقبول الآخر.

وكان الفيديو قد انتشر بعد أقل من 24 ساعة على توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الأزهر (ممثلة بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب) وبين البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في مشهد تاريخي يهدف لتعزيز الحوار وقبول الآخر. وجاء الرد من 4 طلاب من جامعة الازهر يقلدون صلاة الاقباط بسخرية وتهكم.

أما الطالب الذي قام بإعداد الفيديو فاسمه مصطفى فخري الخطيب - وهو ابن شقيق زكريا الخطيب، وكيل وزارة الأوقاف في محافظة الشرقية. ونشر الطالب مقطع فيديو، ظهر فيه بصحبة مجموعة من الشباب، اساءوا للإخوة المسيحيين.

وتعاملت الجامعة مع الواقعة بحزم، وقامت بتحويل الطالب الذي كان له الدور الرئيسي في "الفيديو المسيء"، للدين المسيحي، لمجلس تأديب الجامعة، لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضده بسبب تطاوله وتجاوزه في حق طقوس المسيحيين.

ووضح رجال الأزهر أن الكثير من الطلاب الملتحقين سواء بجامعة الأزهر أو بالمعاهد الأزهرية وجامعات أخرى، يجيئون حاملين معهم أفكار متشددة ليست نتيجة المعلومات التي يتلقوها أثناء دراستهم، وانما هي حصيلة ثقافتهم الشخصية، اما بسبب انتمائهم لتيار فكرى متشدد أو لأنهم تربوا في بيئة لا تؤمن بقبول الآخرين. ولا بد من تفعيل أسس المواطنة وضرورة التعايش على جميع المستويات ابتداءًا من الأسرة ووصولا إلى المدارس والجامعات والهيئات التي لها علاقة بتشكيل الفكر والوجدان.