مسلسلات رمضان 2024
شباب مسلمون عراقيون يساهمون بإحياء الكنائس قبل أعياد الميلاد
16/12/2017

مع قرب الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة، أطلق شباب مسلمون في الموصل مبادرات لإعادة إحياء كنائس المدينة لإعمارها بهدف تشجيع عودة المسيحيين النازحين إلى منازلهم، بعد الخراب الثقيل الذي خلفه تنظيم "داعش". وينهمك الشباب المسلمون بالكشف عن الأضرار التي لحقت بدير مار كوركيس، حيث الدمار يملأ المكان، محاولين إعادة إحياء الدير وتنظيفه وإزالة الأنقاض والآثار المدمرة ومن ثم نصب شجرة عيد الميلاد وتزيينها، لافتتاح الدير من جديد ليتمكن جيرانهم المسيحيون من الاحتفال بأعياد الميلاد.

يصف الناشط المدني بندر فارس مدينة الموصل بأنها ليست لجهة وطائفة معينة، إنما هي عراق مصغر تجمع العديد من الطوائف والقوميات، "وبعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش لا بد لهذه المكونات أن تعود للمدينة"، ويتابع: "إعادة إحياء وافتتاح الكنائس أكبر تشجيع لعودة المسيحيين مع إيصال رسالة التعايش ومع حلول الأعياد سنعد الدير للاحتفال، وجيراننا المسيحيون رحبوا بالفكرة".

بندر يعرف تماماً ماذا تعني أن تكون الحياة تحت قوانين "داعش"، حيث توفيت والدته المصابة بالسرطان لعدم تلقيها العلاج الكافي بعد انقطاع الأدوية عن المدينة. عن ذلك يقول بندر: "ما رأيته أيام داعش كان صعباً من تهجيره للمسيحيين وبقية الطوائف وقتل العديد من الشباب وتعليقهم على أعمدة الكهرباء ورمي الناس من فوق البنايات والعديد من المناظر المؤلمة". يصمت متأملاً كل هذه الفضائع التي مرت عليه وعلى سكان الموصل، ويضيف: "كل ذلك خلق لدي تحدياً أكبر بإعادة إحياء المدينة من جديد بعد التحرير ومساعدة الناس على قدر المستطاع".

النازحون المسيحيون

كانت عائلة الشاب ريان عدنان أول عائلة مسيحية نازحة تعود إلى ناحية بعشيقة، شمال شرق الموصل بالرغم من تضرر منزلها وسرقته. ريان (25 عاماً) يدعو بقية النازحين المسيحيين إلى العودة إلى مناطقهم خصوصاً مدينة الموصل لبدء صفحة جديدة من حياتهم. ويصف حملات الشباب الموصلي المسلم بإعادة إحياء الكنائس بالمشجعة والمعبرة عن عمق الترابط الاجتماعي بين المسلمين والمسيحيين في العراق، مضيفاً: "اتصل بي مؤخراً صديق مسلم من الموصل ليقدم المساعدة بترميم كنيسة مار كوركيس للسريان الأرثوذكس في بحزاني بالقرب من بعشيقة، أفرحني الموضوع كثيراً خصوصاً وأن علاقتي بجيراني المسلمين قوية جداً وأغلب أصدقائي من المسلمين".

شباب مسلمون عراقيون يساهمون بإحياء الكنائس قبل أعياد الميلاد صورة رقم 1

إقامة أول قداس

"في الخامس والعشرين من الشهر الجاري سننظم أكبر وأول قداس بمناسبة عيد المسيح بكنيسة مار بولص الكلدانية في منطقة حي المهندسين بالجانب الأيسر بالموصل"، يقول عمار الحاتم (23 عاماً)، وهو شاب موصلي مسلم وناشط مدني وأحد أعضاء فريق "خلية شباب نينوى"، ويتابع بالقول: "سننظف الكنيسة ونزيل الأنقاض منها مع تزيين أشجار الميلاد وسندعوا بقية النازحين المسيحيين العودة إلى مدينة الموصل".

عمار ورفاقه في "خلية شباب نينوى"، من أولى الفرق التي ساهمت الشهر الماضي بإعادة إحياء الكنائس منها كنيسة قلب اليسوع، وهي ثاني أكبر كنيسة بالشرق الأوسط، في قضاء تلكيف بشمال الموصل، حيث عملوا طويلاً على تنظيفها ومحو من جدرانها شعارات "داعش" التي تحض العنف والتنكيل بالمسيحيين وقتلهم. يقول عمار: "أخذنا معنا فرقة موسيقية مؤلفة من أربعة شبان موصليين مسلمين للعزف داخل الكنسية لبث روح الحياة من جديد. وحتى الأطفال شاركونا حملة التنظيف واخترنا يوم الجمعة وهو يوم استراحة ومقدس لدى المسلمين لكن لإيصال رسالة بأن المسلمين مع المسيحيين دوماً".

شباب مسلمون عراقيون يساهمون بإحياء الكنائس قبل أعياد الميلاد صورة رقم 2

من جانبه يؤكد كاهن كنيسة كرمليس والمشرف على كنائس الموصل وكنيسة مار بولص الكلدانية، القس ثابت حبيب، أن "جميع الكنائس في الموصل مغلقة ومشوهة بصورة مؤلمة، بعض الكنائس في الجانب الأيمن ما زالت تحوي جثث داعش إلى اليوم وهنالك كنائس شوهها داعش بنبش جدرانها وتحطيم الرموز المسيحية"، ويتابع "لم يأت إلى الآن دعم حكومي أو غيره لكنائس الموصل لإعادة أعمارها". وقال الأب ثابت إن "رسالة هؤلاء الشباب رسالة تعايش وأخوة بين المسلمين والمسيحيين"، مضيفاً أن "المسيحيين فور سماعهم بهذه المبادرات رحبوا بها لتكون بداية صفحة جديدة يتعلم منها أبناء الموصل التعايش مع الآخرين". بتصرف عن د.و.

شباب مسلمون عراقيون يساهمون بإحياء الكنائس قبل أعياد الميلاد صورة رقم 3

شباب مسلمون عراقيون يساهمون بإحياء الكنائس قبل أعياد الميلاد صورة رقم 4

شباب مسلمون عراقيون يساهمون بإحياء الكنائس قبل أعياد الميلاد صورة رقم 5