أخلف تفجير مسجد الروضة في منطقة بئر العبد بشمال سيناء، مئات الشهداء والجرحى، توجهوا الى بيت الله ليدعو كل مصلي لربه. وفجأة تحوّل مصير المصلين من راحة وهدوء إلى دماء واشلاء وضحايا بعد إطلاق كثيف للنار على المصلين ومنع هروبهم من الهجوم، الذي استهدف الإسلام والمسلمين.. ولم يكن هذا هو اول هجوم على مسجد في الدول العربية، فقد سبقه هجومات إرهابية على مساجد في الكويت، اليمن، وحتى بلد الحرمين السعودية. اليكم التفاصيل..
اليمن: استباح مسلحو التنظيمات الإرهابية بيوت الله بشكل مكثف في العامين الأخيرين، حتى سقط الضحايا داخل المساجد خلال أدائهم لصلاوتهم، سواءً كانوا سنة أو شيعة أو متصوفة، وهو ما عانت منه بشدة مؤخرًا اليمن. ظهور الحوثيون على الساحة السياسية اليمنية غيّر وجهة الاقتتال، بينها وبين القوات النظامية من جهة، وعناصر تنظيم داعش الإرهابي، والذي تبنى تفجير مسجدي بدر والحشوحوش الشيعيين، الواقعان تحت سيطرة مسلحي عبدالملك الحوثي في مارس 2015، ما أفضى إلى وفاة 142 شخصًا وفق "العربية نت".
تصاعدت بعدها حدة استهداف المساجد داخل العاصمة صنعاء، حينما انفجرت عبوة ناسفة بالتزامن مع رفع أذان المغرب بمسجد المؤيد في منطقة الجراف، مع انفجار واحدة أخرى أمام بوابة الدخول، ما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 98 آخرون في سبتمبر 2015 حسب "سكاي نيوز"، مع التنويه إلى أن تلك البقعة تابعة للحوثيين. تجاهل الإرهابيون احتفالات المسلمين بالعيد الأضحى المبارك بنفس الشهر، إذ استهدفوا مسجدًا للزيديين بعد تفجير عبوة بالداخل، وما أن هرع المصلون إلى الخارج فجر انتحاري نفسه أمام البوابة لتسقط 25 ضحيةً في هجوم تبناه تنظيم داعش وفق "فرانس 24". حاولت قوات الحوثي رد الاعتبار في ديسمبر من العام الماضي، لكنها لجأت إلى نفس الأسلوب المتبع ضدها، إذ استهدفت مسجد معسكر كوفل في مأرب، ليُقتل 10 مجندين ويُصاب 17 آخرون. ومنذ 8 أشهر عاود الحوثيون هجماتهم على مسجد معسكر كوفل، إذ استهدفوه بصاروخين موجهين ما نتج عنه مقتل 34 شخصًا، وإصابة من يقرب من 100 آخرين.
الكويت: خلال تلاوة الإمام لآيات الذكر الحكيم في الركعة الثانية من صلاة الجمعة، سمع المصلون صوت أحد الأشخاص يكبر بعلو صوته، قبل أن يُفاجأوا بانفجار عنيف يهز أركان مسجد الإمام الصادق، الواقع بمنطقة الصوابر في الكويت. خلف التفجير 28 قتيلاً وأكثر من 200 جريح، وأعلنت أجهزة الشرطة أن الهجوم ناتج عن عبوة ناسفة مكونة من 5 كيلوجرامات من مادتي TNT وRTIX، قبل أن يتم القبض على 18 مشتبهًا فيهم، بعد أن أعلن تنظيم داعش الإرهابي تبنيه للعملية.
السعودية: لم تسلم بلد الحرمين من استهداف بيوت الله على أراضيها، وشهدت مجموعة عمليات متكررة بدأت من المناطق الشرقية، قبل أن تمر بالمسجد النبوي، وحتى التخطيط للهجوم على الكعبة المشرفة. تبنى تنظيم داعش الإرهابي، في عام 2015، استهداف 4 مساجد بالمملكة، منهم 2 شرقي البلاد، بدأت بـ"الإمام علي" في محافظة القطيف، وخلف ورائه 21 قتيلاً و 100 مصاب، ثم مسجد "الإمام الحسين" عقب صلاة الجمعة بحي العنود في مدينة الدمام، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص حسب "سكاي نيوز".
ثالث الهجمات كانت على مسجد تابع لقوات الطوارئ السعودية بمدينة أبها جنوب غربي المملكة، بعد أن فجر انتحاري نفسه ليقتل 15 شخصًا، وهو ما تكرر بمسجد "المشهد" في نجران، مخلفًا ورائه 3 قتلى و11 جريحًا. مسجد "الإمام الرضا"، الواقع بمدينة الأحساء شرق المملكة، كان هدفًا للمسلحين أيضًا في يناير من العام الماضي، حينما بدأ الهجوم بإطلاق الأعيرة النارية قبل أن يفجر انتحاري نفسه، ليقتل 4 أشخاص ويصاب 18 آخرين. ومع رفع أذان المغرب في أحد أيام العشر الأواخر بشهر رمضان المبارك، سمع مرتادوا الحرم النبوي الشريف صوت دوي انفجار خارج المسجد على نحو مفاجئ، وهو ما يعتبر تطور غير مسبوق لتجاهل قدسية المكان. أصدرت وزارة الداخلية السعودية بيانًا أوضحت فيه أن رجال الأمن "اشتبهوا في أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار، وعند مبادرتهم في اعتراضه قام بتفجير نفسه بحزام ناسف"، ما نتج عنه مقتل 4 شرطيين وإصابة 5 آخرين.
كاد المسلحون أن يفسدوا فرحة المسلمين في ليلة الـ 29 من رمضان الماضي، حينما حاولوا استهداف المسجد الحرام، إلا أن الأمن السعودي أنقذ الموقف بأقل الخسائر. وفق المعلن عنه وقتها تمركزت المجموعة الإرهابية في 3 مواقع، أحدها في محافظة جدة، والآخرين في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، الأول بحي العسيلة، والثاني بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، أي على بعد كيلومترات قليلة من الحرم المكي. والموقع عبارة عن منزل مكون من ثلاثة طوابق، تواجد بداخله أحد أفراد الخلية المكلف بتنفيذ العمل الإرهابي، والذي أطلق النار على رجال الأمن فور مباشرتهم في محاصرته في المنزل حتى فجر نفسه، بحسب المتحدث الأمني لوزارة الداخلية منصور التركي، الذي أوضح أن الفعل اقتضى الرد عليه بالمثل لتحييد خطره.
