مسلسلات رمضان 2024
تعرفوا على مواقف انور السادات التي رصدت حال العرب منذ 42 عاماً
15/10/2017

بحنكته السياسية التي عُرف بها، ودهائه الذي اشتهر به، شخّص الرئيس المصري الراحل أنور السادات قبل 42 عاما مشاكل المنطقة والعرب، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في الكويت خلال زيارته لها برفقة نائبه حينها حسني مبارك. الزيارة كانت في مايو/أيار 1975. وخلال المؤتمر، أجاب السادات على أسئلة الصحافيين وعرج على مشاكل المنطقة وتوقع مشكلات أخرى، كما كان واضحا وحاسما في تصريحاته بأن مصر لن تخوض حروبا أخرى، وأنه يسعى للسلام وذلك قبل 4 سنوات من توقيعه لمعاهده كامب ديفيد.

سُئل السادات في بداية المؤتمر عن إمكانية أن تشن إسرائيل حربا أخرى ضد العرب بعد حرب أكتوبر 1973، فقال إنه يتوقع ذلك والجيش المصري يستعد لذلك "ووارد في كل لحظة أن تشن إسرائيل حربا أخرى"، لكنه ذكّر الإسرائيليين حينها بأن "مصر تعطي لعملية السلام كافة الفرص المتاحة للنجاح وحقن الدماء"، مهددا إسرائيل بـ"رد قوي لو فكرت في توجيه ضربة لمصر أو العرب".

وأضاف الرئيس المصري الراحل أن "على إسرائيل أن تذكر أنها تسلمت 39 جثة من قتلاها في الحرب قبل شهر"، وتحدى الإسرائيليين بكشف عدد قتلاهم في الحرب أو "ثغرة الدفروسوار". وأكد السادات أن "احتمال الحرب ليس بعيدا"، ولكنه يعطي للسلام "الفرصة الكاملة للنجاح".

وحول رفض "منظمة التحرير" الفلسطينية لمؤتمر جنيف للسلام باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين، ضحك السادات متسائلاً: "من حقي أن أسال ما هو تصور الفلسطينيين لجنيف؟ وهل اتفقوا على الذهاب لجنيف أم لا؟ وإذا اتفقوا، فكيف كان الاتفاق؟". وأضاف أنه أرسل للاتحاد السوفيتي وأميركا لحضور المؤتمر ورعايته "للوصول للسلام العادل"، دعياً الفلسطينيين للحضور وسألهم: "هل اتفقوا على الذهاب؟ وأي وفد سيمثلهم؟ وما هو خط السير؟".

تعرفوا على مواقف انور السادات التي رصدت حال العرب منذ 42 عاماً صورة رقم 1

وردا على سؤال حول "كيف يمكن وقف التدهور الحاصل في العلاقات العربية وحل الخلافات بين سوريا والعراق قبل مؤتمر سالزبورغ وقبل مؤتمر جنيف؟"، رد السادات أن "الأمر في غاية البساطة، وهو أن نعيش نحن العرب ولأول مرة بمفهوم العصر الذي نعيشه، وأن نترك المعارك الجانبية"، مستدلا بالسوق الأوروبية المشتركة وكيف "اتفق الأوربيون على أن السوق مستمرة حتى لو حدثت خلافات بين أعضائها من مختلف الدول، والانتهاء بالسوق إلى وحدة سياسية، واتفقوا أيضا على أن أي خلاف بين دولة وأخرى يجب أن يتم حله داخل المجموعة"، مضيفاً: "نحن العرب، على عكس ذلك، إذا لم يكن الخلاف موجودا فيخلقونه".

وتابع السادات:" كنت أتفاوض مع هنري كينسجر وزير الخارجية الأميركي، وكتبت بعض الصحف العربية أن "هناك اتفاقا سريا مع كينسجر أبرمه السادات بالاتفاق مع الأردن"، وأنه "رمى طوبة السوريين والفلسطينيين". ووصلت رسالة أن هذا نص الاتفاق السري. وهو ما لم يحدث. وقلنا "لا"، فلم يكن هناك اتفاق سري أو علني، إنما البنود كانت علنية. وبند منها ينص على إتمام فك الارتباط قبل منتصف يونيو/حزيران 1975 بين مصر وإسرائيل، وأن يكون هناك فك ارتباط مماثل على الجبهة السورية. وبند آخر كان في الاتفاق ينص على أن الاتفاق لاغ إذا تم الاعتداء على سوريا، وبند رابع ألا يعقد مؤتمر جنيف للسلام بدون الفلسطينيين".وأضاف السادات أنه تم اتهامه بإبرام اتفاق سري بعيدا عن العرب، مشيرا إلى أنه "يترك الجميع لضمائرهم"، وأن "مصر لم ولن تتخلى عن العرب".

تعرفوا على مواقف انور السادات التي رصدت حال العرب منذ 42 عاماً صورة رقم 2

وقال الرئيس المصري الراحل: "للأسف نحن العرب نخلق المشكلات لأنفسنا"، مستدلاً بما حدث مع ليبيا وما تردد عن أن هناك حشودا عسكرية على حدود ليبيا تمهيداً لتوجيه ضربة للقذافي، فنفى حدوث ذلك. وأكد أن "واجب مصر القومي والوطني هو حماية كل أشقائها العرب وليس الاعتداء عليهم، وهو التزام تفرضه ضرورات التاريخ والجغرافيا والمصير الواحد المشترك".

وأكد السادات أن "مصر ستحافظ على كل أرض عربية وتبذل من دمائها ودماء أبنائها وثرواتها طيلة 27 عاما، أي منذ العام 1948 وحتى العام 1975، من أجل خدمة القضايا العربية، وبعد أن كانت مصر من أغنى الدول أصبحت دولة فقيرة لاستنزاف مواردها في حروب من أجل القضايا العربية، ولم نغضب بل نحن سعداء بالتزامنا لأننا مؤمنون به. والعبرة بضرورة وقف وتنحية كافة الخلافات الجانبية العربية حتى نتفرغ للقضايا الأساسية، وحلها وتوحيد الجهود العربية وتكوين تكتل عربي قوي يستطيع الحفاظ على حقوق العرب".

تعرفوا على مواقف انور السادات التي رصدت حال العرب منذ 42 عاماً صورة رقم 3

وردا على سؤال هل تحمي أميركا #إسرائيل؟ أجاب السادات: "نعم أميركا تحمي إسرائيل"، مضيفاً أن الاتحاد السوفيتي أبلغه خلال زيارة له لموسكو قبل حرب أكتوبر أنه "لا مساس بحدود إسرائيل وهي حدود 1967"، ولذلك اعتبر السادات أن "اسرائيل حقيقة قائمة ولا مساس بها، وما قيل عن القاء إسرائيل في البحر مزايدة أنا غير مستعد لخوضها، فإسرائيل بحدود 67 حقيقة قائمة، ومن يريد تغييرها فليتفضل لكنني لن أجازف بمصر ومقدرات شعبها من أجل مزايدات".

وأضاف السادات: "خلال حرب أكتوبر 1973 أرسلت برقية للرئيس السوري حافظ الأسد يوم 19 أكتوبر، وقلت له وأنا أنزف دما إنني سأوافق على وقف إطلاق النار لأن أميركا تحاربني منذ 10 أيام وليست إسرائيل، بعد ما رفضت وقف النار 5 مرات، ورفضت وساطات روسية وبريطانية لوقف النار. كل هذا رفضته، لكن اكتشفت أنني أواجه أميركا في الحرب. وقلت للأسد إنني لست مستعدا تاريخيا لتحمل مسؤولية تدمير شعبي وتدمير قواتي المسلحة مرة أخرى. ووافقت على وقف إطلاق النار". ووجه السادات نداء للقادة العرب وقتها قائلاً "السياسية لا ترسم والاستراتيجيات لا توضع أمام الميكروفونات".

تعرفوا على مواقف انور السادات التي رصدت حال العرب منذ 42 عاماً صورة رقم 4

وعند سؤاله لماذا اختار حسني مبارك نائبا له، ضحك السادات والتفت إلى #مبارك الذي كان يجلس بجواره، وقال: "أنا رجل منطقي وأواكب حركة التاريخ، ولا بد من اختيار نائب من أبطال حرب أكتوبر، ومن الذين صنعوا النصر، ولديه القدرة على اتخاذ القرارات والمواقف المناسبة، في وقت أتعطل أنا فيه في أي مرحلة من المراحل"، مضيفا أن "مبارك حارب وكان بطلا في الحرب".

وختم السادات: "لا بد أن نتغير ولا نقاطع العالم أو أوروبا بسبب تأييدهم لإسرائيل، بل علينا أن نواجه إسرائيل في كل محفل دولي، فبسبب ما كنا نفعله سابقا ضاع نصف #فلسطين، ثم ضاع النصف الآخر، ومعها سيناء والجولان. ولذلك يجب تغيير الاستراتيجية العربية وتحويلها من مرحلة المقاطعة إلى مرحلة المواجهة وبقوة من أجل وقف وكبح جماح إسرائيل".