يدرس المستشار القضائي للحكومة مجددا إمكانية مقاضاة الفنان الفلسطيني محمد بكري مخرج فيلم "جنين جنين" وتقديمه للمحاكمة الجنائية بتهمة المساس بهيبة الجيش الإسرائيلي والتشهير فيه والإساءة له. وذكرت صحيفة "هآرتس" أنه اذا تمت إدانة بكري، فإنه قد يسجن مدة عام كامل، بتهمة التشهير المتعمد بالجيش الإسرائيلي، ومحاولة تصويره على أنه ارتكب جرائم حرب في مخيم جنين عام 2002.

محمد بكري قد تعرض منذ
عام 2003 لملاحقة سياسية

وكان الفنان محمد بكري قد تعرض منذ عام 2003 لملاحقة سياسية غير مسبوقة من خلال محاكمته بادعاء تشويه سُمعة وصورة الجيش الإسرائيلي في فيلمه الوثائقي "جنين جنين" الذي تضمن شهادات حية لناجين من المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال اجتياح مخيم جنين عام 2002 ضمن العملية التي أطلقت عليها حكومة شارون اسم "الجدار الواقي".

ومن خلال فيلمه فضح بكري ممارسات الجنود الإسرائيليين ضد المواطنين العزل الأبرياء خاصة وأن المخيم تم تجريفه وهدمه بالكامل، وبعد الإعلان عن بدء جولة العروض للفيلم تعالت الأصوات في المجتمع الإسرائيلي للمطالبة بمحاكمة بكري ومنع فيلمه من العرض، تلتها دعوى قضائية ضده من قبل أفراد كتيبة شاركت في الاجتياح يطالبون بالتعويض المادي بادعاء أن ما تضمنه الفيلم بعيداً عن الحقيقة وقد أساء لهم وشوه صورة الجيش "الأكثر إنسانية وأخلاقية في العالم" على حد تعبيرهم وقد اعتبرت جهات سياسية وحقوقية أن هذه المحاكمة تندرج في إطار الملاحقات السياسية وكم الأفواه وترهيب المواطنين العرب.

ويشار أن محكمة العدل العليا ردت سابقاً الدعوى القضائية بالقذف والتشهير، التي تقدم بها عدد من جنود الجيش الإسرائيليين الذين أكدوا أن عدم محاكمته هذه المرة يعطيه الفرصة لإنتاج المزيد من الأفلام وقد تم عرض الفيلم حينها في عروض محدودة في إسرائيل ومن ثم تم تقديمه إلى لجنة مراقبة الأفلام الإسرائيلية من أجل الحصول على ترخيص للعرض التجاري، لكن اللجنة رفضت الطلب بدعوى كون الفيلم يظهر وجهة النظر الفلسطينية فقط، "مما يشوه الحقيقة"، وبأن الفيلم تحريضي وينكر حق إسرائيل في الوجود، لكن محكمة العدل العليا ألغت قرار اللجنة وسمحت بعرض الفيلم عام 2012.

بكري: قرفان من سياسة الحكومة

من الجدير ذكره أن الشكوى السابقة ضد الفنان محمد البكري قدمت من قبل مجموعة من الجنود الذين شاركوا في اقتحام مخيم جنين مع العلم أنهم لم يظهروا في الفيلم ولم تذكر أسماؤهم به. أما الشكوى الجديدة فستقدم من مجموعة جديدة أخرى من الجنود الذين لم تذكر أسماءهم ولم يظهروا بالفيلم أيضا.

هذا ويدعو القائمون على صفحة "كلنا ندعم الفنان محمد بكري" على "فيس بوك" بتوقيع العريضة التي قام بنشرها بعض النشطاء الداعين ضد سياسة كم الأفواه والرافضين لكل أشكال الملاحقة السياسية العنصرية التي يتعرض لها الفنان محمد بكري لمنع محاكمته جنائيا، أن لم يكن لأجل ذلك فليكن ردا لجميل فنان صادق ومعطاء يتحلى بسجل وطني لا يستهان به.

وتعقيبا على نية المستشار القضائي للحكومة تقديمه للمحاكمة قال محمد بكري لمراسلنا "ليس لدي تعقيب سوى انني قرفان من هذه الحكومة، ومن سياسة هذه الحكومة التي تتجه نحو المزيد من العنصرية والتطرف، ولا تريد السلام بين الشعوب.
وأضاف: "غير هذا القرف ما عندي أي تعقيب لانه لا يحق لهم أصلا الادعاء ضدي ولا يحق لهم أصلا تقديمي الى المحاكمة منذ البداية، وكل ما يفعلونه هو افتراء ليس أكثر!